مذنب نادر يعود لنظامنا الشمسى بعد 50 ألف عام

ابتهال مخلوف
يشهد العالم خلال الأسابيع القليلة القادمة، حدثًا فلكيًا نادرًا لم يتكرر منذ العصر الحجرى عندما كان إنسان «نياندرتال» لا يزال يجوب الأرض، حيث يترقب العلماء وهواة الفلك مرور مذنب مكتشف حديثًا قرب الشمس، الخميس المقبل، للمرة الأولى منذ 50 ألف عام.
وعندما يقترب من الشمس، يتحول الجليد فى نواته، من الحالة الصلبة إلى الغازية، مخلفًا وراءه ذيلًا طويلًا من الغبار يعكس ضوء الشمس فيبدو أشبه بالشعر اللامع. ويستطيع سكان الأرض رؤية المذنب بالعين المجردة أو التلسكوبات نهاية يناير الجارى، بشرط أن يكون شعاع القمر خافتًا وبعيدًا عن أضواء المدن.
وأوضح د.نيكولاس بيفر، عالم الفيزياء الفلكية بمرصد باريس، أن المذنب عبارة عن جليد وغبار وينبعث منه هالة خضراء، ويبلغ قطره نحو كيلومتر واحد. ويعتقد العلماء أن المذنب نشأ فى «سحابة أورت» وهى كرة جليدية واسعة مفترضة تحيط بالنظام الشمسى على بعد سنة ضوئية. ويؤكد عالم الفيزياء «توماس برنز» من معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا أن الجسم الفضائى سيصل لذروة سطوعه حين يمر بالأرض، من ليلة 22 يناير حتى غرة فبراير المقبل، حين يمر بين كوكبتى النجوم «الدب الأصغر» و«الدب الأكبر»، قبل أن يتجه لنصف الكرة الأرضية الجنوبى.
ويقدر علماء الفلك أن تلك هى الزيارة الأخيرة للمذنب للأرض، قبل أن يختفى نهائياً عن النظام الشمسى.