الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا
روزاليوسف تعود للتمثيل إنقاذًا للمجلة!

روزاليوسف تعود للتمثيل إنقاذًا للمجلة!

كان الصراع بينى وبين الفشل صراعا رهيبا اقتضانى صحتى وراحتى واطمئنانى وكاد يقضينى عقلى أيضا!



هكذا تعترف السيدة روزاليوسف بعد صدور سبعة أعداد فقط من المجلة، وتستمر المتاعب عددًا بعد عدد وتقول:

وكأنما لم يكف كل هذا ليفت من قوتى، بل أبى الدهر إلا أن يرمينى بآخر سهم فى جعبته فاستمر هبوط البيع من أسبوع لأسبوع، حتى كاد العدد السابع عشر تسلمه المتعهد ثم أعاده لنا كما هو أو أزيد قليلا، كأنه يتعمد إثبات أمانته وتقديم الدليل على أن الودائع عنده تزيد ولا تنقص!!

ومعنى ذلك أنه كان يتعين علىّ أن أبذل اثنى عشر جنيها كل أسبوع دون أن أسترد منها مليما اللهم إلا ثمن «الرجوع» - المرتجع - من أعداد المجلة.

وللكفاح حد تقصر دونه القوة المعنوية عند الإنسان ولقد كنت كلما تلاشت قواى وتأهب اليأس لاحتلال نفسى، اتخذت من الضعف قوة ورحت أغالب اليأس وأصارع، ولكن هل فقدت الأمل؟!

عبثا حاولت أن أحدد الإجابة، فإنى لم أفقد الأمل فى النجاح، ولكنى كنت حين كنت أسائل نفسى: فيم هذا الأمل؟! وما مبعثه؟ أقف حائرة لا أجد جوابا، ولكنى كنت أنتظر معجزة تهبط من السماء وتنتشل مجلتى من وهدة العالم التى تفتح «فاها» لابتلاعها، ومثلى مثل الأم التى أشرف وليدها على الهلاك ونفض الطب يده من حياته فأهاب بها إيمانا أن تنتظر معجزة السماء!

وهبطت المعجزة فى صورة إعلان أذاعته «وزارة الأشغال وهى التى كانت تهيمن على الحركة الفنية - فى الصحف عن مباراة تمثيلية كبرى للنابهين من الممثلات والممثلين وقد عين للفائزين جوائز مختلفة، وفى مقدمتها ثمانون جنيها وميدالية الامتياز الذهبية.

واستعرضت فى مخيلتى من عساها تنال هذه الجائزة من الممثلات، فلم ألبث أن تبسمت وداخلنى الزهو لأنى لم أجد من الممثلات من تتطلع إلى جائزة الامتياز إذا أنا دخلت المباراة، وقد سبق أن دخلت مباراة عام 1924 فنلت أولى جوائزها، وإذن فقد أصبحت الثمانون جنيها فى جيبى بل فى يدى!

ولكنى مع ذلك ترددت، فقد كنت عقدت النية على هجر فن التمثيل والانصراف إلى مجلتى، وليس من خلقى أن أعود القهقرى فيما اعتزمته وعقدت النية عليه، وها أنذا قد هجرت فن التمثيل سنة كاملة فكيف أعود إليه؟!

وعدت فذكرت مجلتى المسكينة التى أشرفت على النزع الأخير، فصحت عزيمتى على التضحية فى سبيلها.

وثمانون جنيها توازى سعر «القطع الصحفى» نحو 134 اشتراكا، وقلت لنفسى لقد تكبدت فى سبيل جمع ثلاثين جنيها من الاشتراكات ما لا يطاق، فكم ارتقيت مئات السلالم، وكم لقيت من الاعتذارات البايخة، وكم شهدت بعينى رأسى كيف تضاءلت صداقة أناس كنت أحسب أن صداقتهم كنز ثمين لمجرد إلحاحى فى طلب اشتراك المجلة.. وكم.. وكم.. مما لا يقع تحت حصر!

أفلا يجدر بى أن أغتنم الفرصة وأن أقتنص هذه الثمانين جنيها لكى أنقذ مجلتى المحبوبة مما هى فيه؟

لم أتوان ولم أتردد بل دخلت المباراة غير هيابة ولا «وجلة» واعتزمت أن أنال جائزة الامتياز ولو كانت المباراة فى العهد الذى نحن فيه لصحت باللجنة: جائزة الامتياز أو الثورة!!

تقدمت فى المباراة وأجريت البروفة المطلوبة وهى قطعة من رواية «المرأة المقنعة» وكان يعاوننى فيها الممثل القدير «حسين رياض» وكانت اللجنة مكونة من حضرات «صالح عنان باشا» وهو رئيس، وتوحيد السلحدار بك، والمرحوم «على فؤاد سعدالدين بك» وفؤاد حسيب بك والأستاذ توفيق دياب - الصحفى - وجدير بى هنا أن أقف هنيهة لأسرد بعض مفارقات هذه المباراة. وللذكريات بقية!