السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

أفضل 100 فيلم كوميدى مصرى وفقا لاستفتاء النقاد

الستينيـات والثمانينيـات الأفضـل فى تـاريخ السينمـا

منذ تم الإعلان عن قائمة استفتاء أفضل 100 فيلم كوميدى مصرى والقائمة إلى الآن تواجه انتقادات، وتحفظات من البعض حول نوعية الأفلام التى تم اختيارها بالقائمة، بالقائمة أفلام خارجة عن التصنيف الكوميدى بحسب المعنى المتعارف عليه جماهيريا. ووجود افيهات كوميدية فى أفلام جادة لا يجعلها تندرج تحت تصنيف كوميدية. لكن كما هو معتاد فى الفن التقييم الفنى بصفة عامة أمر نسبى يرجع لرؤية الناقد ومرجعيته السينمائية الثقافية والفنية إذا من المستحيل اتفاق الجمهور والنقاد على رأى واحد وتحديدا فيما يخص الكوميديا، ما يعجبك قد لا يعجب الآخر، وليس كل ما يضحك كوميديا. فى النهاية تبقى الآراء مجرد آراء، ويظل تاريخ السينما المصرية مادة ثرية ومطروحة لتحليلات وتصنيفات من عدة زوايا.



من إيجابيات القائمة أنها إعادة طرح النقاش والجدل على كافة المستويات جمهور ومتخصصين ودراسيين حول ماهية فن الكوميديا. وكشفت القائمة أن لفن الكوميديا مسارات متعددة فى الطرح السينمائى المصرى منذ السينما الصامتة مرور بالثلاثينيات والاربعينيات وصولا بسينما اليوم .

 

الناقد السينمائى الأمير أباظة رئيس مجلس إدارة الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما ورئيس مهرجان الإسكندرية لدول البحر المتوسط الدورة 38 دورة الكوميديا 2022. أصدر «كتاب السينما» ضمن فعاليات المهرجان يضم الكتاب أول استفتاء لأفضل 100 فيلم كوميدى بالسينما المصرية.  الإصدار يقع فى300 صفحة من إعداد وتحرير الناقد السينمائى أحمد شوقى ومقسم إلى أربعة ملاحق مرتبة ومنظمة سلسلة للقراءة. فبعد كشف القائمة قدم رؤية نقدية عن الـ100 فيلم وبمشاركة20 ناقدا وكاتبا .

الملحق الأول: قائمة بأسماء المشاركين بالتصويت 30 ناقدا وناقدة وسينمائيا من مصر يمثلون مختلف الأعمار والأجيال والاتجاهات، ومن بينهم اثنان من السينمائيين العرب المخرج الثوانى أمجد أبو العلا، والناقد السعودى أحمد العياد. الملحق الثاني: قائمة بالأفلام التى احتلت المراكز من 101 إلى 150 وكشفت عن وجود أفلام لم يحالفهم الحظ بالتصويت رغم جماهيرية أفلامهم إلى اليوم . بالملحق الرابع دراسات مطولة لكل من: الناقدة ناهد صلاح والناقد أحمد شوقى . 

 

اضحك للسينما

 

بمقدمة الإصدار وتحت عنوان «اضحك للسينما» تحدث الناقد السينمائى الأمير أباظة: «إن إدارة مهرجان الإسكندرية كانت قد حددت أن تكون الدورة 37 هى دورة الكوميديا وتواصل» أباظة «مع الناقد السينمائى أحمد شوقى ليتولى الإشراف وتنظيم استفتاء لاختيار أفضل 100 فيلم كوميدى من الأفلام التى أنتجتها السينما المصرية خلال ما يقرب من 125 عاما على ميلاد السينما فى العالم، اعتذر» شوقى «لانشغاله، فتم التأجيل عام، ولإيمان شوقى بالفكرة وحماسه لها عاد للعمل ومعه فريق عمل ناقد وكاتب أتقدم لهم بالشكر جميعا، انجرنا الاستفتاء واعلن عنه بمؤتمر صحفى ثم اصدرنا الكتيب بكل التفاصيل.

وعن سبب اختيار الكوميديا ذكرا «أباظة» أنه وجد فى السنوات الأخيرة تراجعا فى المستوى الفنى وظهور أفلام خفيفة لا تحمل البسمة التى اتسمت بها الكوميديا المصرية عبر تاريخها، ورأى أن الاحتفاء بالكوميديا بات أمرا مهما بعد جائحة الكورونا. وعن الانتقادات للقائمة ذكر أنها أمر إيجابى ومنطقى إذا اتسم بالموضوعية، وسبق وان تعرض استفتاء مهرجان القاهرة السينمائى حول أهم 100 فيلم سينمائي، إلا أنه بمرور السنين أصبحت القائمة المرجعية التاريخية للسينما المصرية. وأتوقع لاستفتاء الكوميديا أن يكون حافزا لعودة الكوميديا الراقية. 

 

ردا على الانتقادات

 

وذكر الناقد السينمائى أحمد شوقى أن الجدل والتحفظات حول القائمة أمر يحمل وجهه الإيجابى فى النقاش باستدعاء أفلام من الذاكرة لإعادة مشاهدتها وتحليلها وتقيمها سواء لوجودها بالقائمة أو لغيابها عنها. ولكن غياب فلسفة الاستفتاءات عن البعض، حيث إن أى قائمة مهما كان محتواها أو أسماء القائمين عليها لا تحمل صكا بالغفران أو تأشيرة لدخول التاريخ ولا تدعى أى قائمة أنها تحمل الحقيقة المطلقة وإنما هى محاولات للتعمق فى التاريخ السينمائى والاشتباك معه.

والنتائج هى محصلة آراء متباينى الخلفية والخبرة والمعرفة، وقبل كل ذلك متباين الأذواق، فهذا هو الفن مطروحا لتلقى بشكل ذاتي. القائمة تعبير عن مجموع آراء المشاركين بالتصويت فى اللحظة الحالية من الزمن. ولو أعدنا الاستفتاء مع نفس المشاركين بعد عدة سنوات سنحصل على نتائج مغايرة وذلك هو سمة الفنون بأكملها .

وأضاف «شوقي»: «استنكر أحد الأشخاص على احتواء القائمة على أفلام مثل» بين السماء والأرض «لصلاح أبو سيف، و» أم العروسة «لعاطف سالم وقال إن هؤلاء المخرجين لوعادو للحياة سوف يرفضون أن تصنف أفلامهم أنها كوميدية. هذه وجهة نظر محدودة لأنه يرى أن الكوميديا» سَبّه «تقلل من قدر الفنان. وهذا يشير إلى أننا متورطون بشكل أو بآخر فى تهمة التعامل مع الكوميديا باعتبارها فنا من الدرجة الثانية . ويتم التعامل مع نجوم الكوميديا باستخفاف ويندر أن يفوز فيلم كوميدى بجائزة فى مهرجان».

وعن آليات العمل بالاستفتاء تم إعداد قوائم بكافة الأعمال الكوميدية التى شهدتها السينما المصرية وهما (960) فيلما أى قرابة ربع إنتاج السينما المصرية التاريخي. بداية من الفيلم الصامت «صاحب السعادة كشكش بك» 1931 ووصولا إلى «حامل اللقب» آخر فيلم كوميدى عرض تجاريا قبل الاستفتاء. وتم توزيع الأفلام على النقاد وكانت ملاحظة بضرورة وجود فيلم «البيضة والحجر» ضمن القائمة رغم عدم قناعة «شوقي» بأنه فيلم كوميدي. إلا أن التصويت اثبت خطأ اعتقاده ليدخل الفيلم بالقائمة .

. وعن تساؤلات ما الذى يجعل الفيلم كوميديا؟ وكيف يمكن أن تكون هناك أفلام جادة الموضوع مثلا سياسية اجتماعية أفلاما كوميدية؟ أجاب «شوقي»: «الإجابة تتلخص فى عنصرين: التفريق بين الشكل والمضمون، وإمكانية تعدد النوع الفيلمي. وإن» كوميدى «هو وصف للشكل وليس للمضمون، والفيلم الكوميدى ليس عملا لا يحمل أفكارا بل قد تتناول الأفلام الكوميدية مضامين أكثر جدية من الكثير من الأعمال التراجيدية، والمعيار هو احتواء الفيلم على نبرة كوميدية فى كل أو بعض أجزائه، ومن جهة ثانية لا ينفى الانتماء إلى نوع سينمائى آخر عن سمة الكوميديا، قد تكون كوميديا أكشن ، كوميديا جريمة، كوميديا رومانسية، أو أى مزيج آخر». وبنهاية الاصدار بالملحق الرابع كتب « شوفى دراسة نقدية مطولة بعنوان «علام يضحك المصريين... الأشكال الأربعة عشر للكوميديا المصرية». 

 

تحليل لنتائج الاستفتاء

 

كشفت القائمة أن الحقبتين الأفضل فى تاريخ السينما من وجهة نظر المصوتين هما الستينيات (1960-1969) والثمانينيات (1980-1989) بظهور عشرين فيلما من كل عقد فى القائمة، يليها العقد الأول من القرن الجديد (2000-2009 ) برصيد 18 فيلما، ثم الخمسينيات (1950 – 1959) برصيد 12 فيلما، ثم التسعينيات (1990-1999) بثمانية أفلام ، ثم تتساوى الأربعينيات (1940 – 1949) والعقد الثانى من الألفية (2010-2019) بسبعة أفلام، ويليها السبعينيات (1970 – 1979) برصيد منخفض للغاية وهو ستة أفلام، وأخيرا عقد تأسيس السينما المصرية فى الثلاثينيات (1930 – 1939) بفيلمين لأول نجوم الكوميديا المنتقلين من المسرح إلى السينما : نجيب الريحانى وعلى الكسار. 

المخرجون: فى المرتبة الأولى تصدر فطين عبد الوهاب بعدد 17 فيلما منهم خمسة أفلام ضمن العشرة الأوائل بالقائمة فيلمه «إشاعة حب» الأول فى القائمة. وثانيا نيازى مصطفى برصيد ثمانية أفلام، والثالث شرف عرفة برصيد سبعة أفلام، والرابع محمد عبد العزيز برصيد خمسة أفلام، ثم كل من رأفت الميهى وسعيد حامد أربعة أفلام، وخمسة مخرجين وثلاثة أفلام هما : عمر عبد العزيز وأحمد الجندى وعلى عبد الخالق وحلمى رفلة وعلى إدريس.

نجوم الكوميديا: تربع على عرش النجومية عادل إمام برصيد 18 فيلما من المائة، فى الترتيب الثانى فؤاد المهندس 10 أفلام، والثالث سمير غانم 9 أفلام رغم أنه لم يكن البطل الأول، والرابع النجم الايقونى إسماعيل يس ثمانية أفلام ن وتقاسم المركز الخامس كل من محمود عبد العزيز وأشرف عبد الباقى بظهور سبعة أفلام لكل منهما. وحضور النجم نجيب الريحانى فى الترتيب السادس بستة أفلام رغم أنه رصيد الريحانى السينمائى هو عشرة أفلام فقط.

وعن وعدم وجود محمد صبحى وسعيد صالح بالقائمة رغم أن لكل منهما مكانة ومحبة فى قلوب الجمهور، يرى الناقد «شوقى» أن مسيرة محمد صبحى تألق على المسرح والتلفزيون أكثر من السينما، وان اختيارات سعيد صالح غير موفقة وانغماس فيما عرف بأفلام المقاولات. كل ذلك أمور جعلت المحصلة النهائية لهما لا تظهر فى قائمتنا. وجاءت أفلام صبحى فى المركز 172، وأفلام سعيد صالح فى التريبس 181 ، وسعيد صالح فنان يملك براعة وموهبة كبيرة مرت دون أن يستفيد منها فى بطولة فيلم واحد بل كانت جميع افلامه من بطولة عادل إمام دائما.

نجمات كوميديا: ويستكمل «شوقى» التحليل عن النجمات أن البطولة المطلقة لنجمة كوميدية أمر نادر الحدوث رغم وجود الظرفيات اللاتى ارتبطت بهن أفلامنا المصرية.، النجمة شويكار احتلت القمة برصيد ثمانية أفلام، وشراكتها الطويلة مع فؤاد المهندس، وكان بعيدا عن التوقعات أن تشارك النجمة ميرفت أمين القمة بنفس الرصيد ثمانية أفلام ولم تصنف أبدا كنجمة كوميدية بل مشاركتها كبطلة فى أفلام كوميدية ، وأظرف دور كوميدى لها مع عادل إمام فى «واحدة بواحدة» الذى وجد مكانة فى القائمة . وبالمركز الثانى شادية بنصيب ستة أفلام تلعب فيها الدور المحورى فى الدراما والإضحاك. المركز الثالث النجمتان سعاد حسنى ومعالى زايد برصيد خمسة أفلام لكل منهما. 

المؤلفون: حول المؤلفين ذكر «شوقي» أن فترة الخمسينيات والستينيات انتشرت فكرة العمل الجماعى فى كتابة السيناريو والحوار وقد نجد فيلما من تأليف ثلاثة أو أربعة مؤلفين. نجد بالمركز الاول على القمة أستاذ الكوميديا المصرية أبو السعود الإبيارى برصيد عشرة أفلام فى القائمة ، خمسة ألفها منفردا وخمسة بالاشتراك مع كتاب آخرين، المرتبة الثانية : بديع خيرى شريك رحلة الريحانى بوجود ستة أفلام بالقائمة، وبالمرتبة الثالثة : الريحانى بسبعة أفلام هو الرقم الذى يشاركه فيه الكاتب عبد الحى أديب سيناريست محترف. المرتبة الرابعة : الكاتب «على الزرقانى» برصيد سنة أفلام ثلاثة منفردين وثلاثة بمشاركة آخرين. المركز الخامس : برصيد خمسة أفلام أستاذ فن الحوار الكوميدى «السيد بدير» والنجم الشاب «هشام ماجد» أحد مؤسسى موجة كوميدية فى السينما المصرية.

الأدوار الداعمة «السنيدة»: وبحسب القائمة السنيدة أو نجوم الصف الثانى والثالث الذين ساهموا فى نجاح الأفلام وشعبيتها، تساوى على القمة فى أدوار داعمة بأفلام القائمة رياض القصبجى وحسين إسماعيل الشهير «ونفل» بالظهور فى 13 فيلما لكل منهما. ثم ثلاثة ممثلين رحلوا مؤخرا أحمد راتب ويوسف داود وسعيد طرابيك بالظهور فى 11 فيلما، ثم الرباعى عبد المنعم إبراهيم ولطفى ليب ومحمد يوسف وإسكندر منسى بعشرة أفلام لكل منهما. ويوسف عيد وعثمان عبد المنعم بتسعة أفلام، ثم ثمانية أفلام لكل من: نبيلة السيد وأنعام سالوسة وتوفيق الدقن ومحمد شوقى وحسن مصطفى وعبد الله مشرف وفؤاد خليل.

وحول هؤلاء اختصت بنهاية الإصدار دراسة مطولة للكاتبة الناقدة ناهد صلاح بعنوان «نجوم خط الوسط... ظرفاء الأفلام وبهجة السينما».