الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

لتقليل معدلات الطـلاق: قياسات التوافق الزوجى مفتاح نجاح الحياة الأسرية

الأسرة هى أساس المجتمع، عبارة دائماً نسمعها منذ سنوات طويلة وكنا نعتبر هذه الجملة سهلة وتمر علينا مثل الكثير من الكلمات اليومية، ولكن عندما يقرر الشخص التفكير فى هذه الكلمات البسيطة سيجد أن الأسرة هى النواة التى يتكون منها المجتمع وهى مصدر نمائه وتماسك المجتمع يبدأ من الحفاظ على البناء الأسرى وحمايته من التفكك، لأن البناء القوى يلزمه أساس متين مؤسس على قواعد راسخة، وهكذا المجتمع فالأساس البنائى القوى هى الأسر المتماسكة التى تراعى أبناءها وتنمى قدراتهم.



يؤكد دكتور مصطفى محمود، استشارى اجتماعى، أن بداية النجاح للأسر يكون بمدى التوافق والوئام بين الشريكين اللذين هم اساس تكوين الأسرة، حيث يلعب الوئام الزوجى دورًا مهمًا فى جميع المجتمعات، وعندما ينظر الزوجان إلى نفسيهما وعلاقاتهما بشكل فردى  يمكن أن يؤدى ذلك إلى عدم التوافق الذى يؤثر على جودة العلاقة الزوجية ومحتمل أن يؤدى إلى الطلاق. 

ولفت إلى أن الزواج مؤسسة مهمة تعتمد قوتها ووحدتها على الانسجام بين الشريكين، مشيرًا إلى أن التوافق الزوجى هو قدرة الزوجين على المواءمة والتناغم بين الحاجات والقيم والأهداف والاتجاهات والميول وتقبل كل منهما الآخر، وأوضح أنه من الضرورى أن يكون الزوجان قادرين على فهم احتياجات ومعتقدات وآراء بعضهما البعض دون حكم أو نقد. 

وقال د.مصطفى محمود: إن التوافق بين الزوجين يساعد على تكوين شخصية سوية تؤهل الأبناء لأن يكونوا أفرادا نافعين فى المستقبل، كونه من المسائل المهمة فى تحقيق التكامل الأسرى وإنشاء علاقات زوجية حميمة مبنية على الحب والتفاهم.

ومن العوامل الرئيسية التى تساهم فى التوافق الزوجى، كما يرى محمود هو الشعور القوى بالالتزام والولاء للزوج أو الزوجة، إذ توصلت إحدى الدراسات التى اهتمت بالتوافق الزوجى على أهمية التواصل والاحترام المتبادل والتفاهم والرؤية المشتركة للمستقبل وكذلك الحفاظ على علاقة زوجية صحية ومتوافقة، وهناك وجهة نظر مهمة تقول إن على الإنسان قياس التوافق الزوجى بينه وبين شريك حياته لأن ذلك سيساعد على التقليل من حالات الطلاق ويستطيع كل منهما فهم الآخر.

وفى حين أنه لا يوجد شخصان متطابقان، إلا أن هناك الكثير من الجوانب إذا اتفق فيها الشريكان ساعدت على حياة زوجية سعيدة وناجحة، حيث يؤكد الاستشارى الاجتماعى أن العديد من الدراسات تشير إلى أهمية قياس التوافق بين الأزواج والاهتمام بنتائج هذا القياس، كما أن العمل بالتوصيات سيساعد على استقرار الأسرة بشكل كبير، ومن الممكن أن تكون نتائج قياس التوافق الزوجى غير جيدة وهذا معناه أن يتم التركيز على تطوير هذه الجوانب وتحويلها إلى نقاط ايجابية أو نقاط قوة، وفى حالة أن نتائج القياس تعطى نتائج إيجابية لا بد أن تستمر فى العلاقة الصحية الزوجية والتواصل الجيد. 

 ومن المهم الإشارة إلى نتائج إحدى الدراسات عن التوافق الزوجى التى كان أهم نتائجها هى ضرورة منع تدخلات الأهل السلبية فى حياة الزوجين، وتعلم مهارة الإصغاء للآخر، واللجوء للحوار كحل لمعظم الخلافات الزوجية، وأن التوافق الجنسى يساهم فى توطيد العلاقة الزوجية، وكذا احترام الحقوق الزوجية، قيام كل زوج بدوره ومساعدة كل طرف للآخر.

وتعقيبا على نتائج الدراسات التى تمت حول التوافق الزوجى وأهمية قياسه، يشير د.مصطفى محمود إلى أهمية الموضوع من الناحية العلمية وكذلك من الناحية المجتمعية لأن لولا أهمية دراسة هذا الجانب لم تكن كل هذه الدراسات على مستوى العالم ولأن التوافق الزوجى يؤثر على الأبناء وعلى نفسيتهم ودراستهم وبالتالى التأثير الأكبر يكون على المجتمع أيضًا.