السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«لصوص المقابر».. «رحلتى إلى وادى الملوك» جديد دار العربى

أصدرت دار العربى للنشر والتوزيع الترجمة العربية رواية «لصوص المقابر«: «رحلتى إلى وادى الملوك» للكاتبة السويسرية فرانسين مارى ديفيد، من ترجمة د.سمر منير، وهى رواية سيرة ذاتية ترويها الكاتبة وتضم الكثير من التفاصيل الدقيقة والمفاجئة عن اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون.



ويقول الكاتب أشرف العشماوى عنها:

قال الروائى أشرف العشماوى عن الرواية: «إذا ما كانت الكثير من الروايات قد تناولت موضوع سرقة الآثار المصرية ونهبها وتهريبها، فإن المدهش والجديد فى هذا النص الإنسانى أنه جعلها فى خلفية الحدث بحرفية بالغة، فى حين تصدر المشهد صراع آخر بين الثقافات على أرض الحضارة، مصر، ببقعة صغيرة بعيدة أقصى الجنوب، ومشاهد رومانسية وأحاسيس إنسانية متباينة من خلال سرد سلس أقرب لمذكرات شخصية، أو يوميات امرأة قادتها المغامرة إلى مكان غريب عليها حتى صارت جزءًا منه دون أن تدرى، مدفوعة بجرأة ونظرة مختلفة للحياة.

هذه رواية تنطوى على قصة حقيقية، ربما تداخل فيها خيال الكاتبة مع أحداث مرت بها لكنها رأتها أولًا بقلبها ثم بمشاعرها وعندما تغلغلت بوجدانها، كتبت.

تنتقى من بين عشرات الحكايات ما يجذب القارئ، ما يحفز تفكيره حول اختلاف الثقافات والحياة فى صعيد مصر، عن لعنة قدماء المصريين والتنقيب عن الآثار، تتناول جانبًا غامضًا وجديدًا من حياة نسل لعائلة شهيرة فى هذه التجارة وقت أن كان مسموحًا بها، وما طرأ على مجتمعها من تغيرات جذرية بعد تجريمها، عن تلك الشعرة الرقيقة الفاصلة بين الحفاظ على كنوز ومتعة اكتشافها وبين قوانين جامدة ولوائح صارمة تحرم وتمنع وربما تمنح بعض السلطة لمن لا يقدر قيمة كنوز مثل الذى اكتشفها وعرف طريقها ودروبها وحافظ عليها وعاش من خيرها لسنوات طويلة قبل أن تطوقه ذراع القانون الطويلة».

ومن نسيج الرواية:

كان «كارتر» موجودًا عندما لاحظ «بتري» بناءً على عدد كبير من الاكتشافات الأثرية الصغيرة أن «توت عنخ آمون» كان اسمه الأصلى «توت عنخ آتون»، وأنه غيَّر اسمه عندما عادت عاصمة الحكم المصرى إلى العاصمة القديمة «طيبة» وصار «آمون» الإله الرسمى مرة أخرى. استنتج «بتري» من هذا الاكتشاف أن «توت عنخ آمون» مدفون بالتأكيد فى وادى الملوك شأنه فى ذلك شأن ملوك الأسرة الثامنة عشرة كافة. 

وقد تابع «كارتر» هذا الأمر وهو فى يقظة بالغة.

بعد فترة وجيزة، انطلق «كارتر» فى طريقه باتجاه نهر النيل. إذ ذهب إلى «الأقصر» لكى ينسخ نقوش وجداريات فى المعبد الجنائزى للملكة «حتشبسوت» فى البر الغربى لنهر النيل. لكن الأمر الأهم بالنسبة له كان الوجود بالقرب من وادى الملوك. فقد راودت «كارتر« عندئذ رغبة وحيدة؛ ألا وهى البحث عن مقبرة «توت عنخ آمون».

امتطى «كارتر» ظهر أحد الخيول بجانب الأستاذ الجامعى السويسرى «إدوارد نافيل» وانطلق وسط الحقول الخضراء بين نهر النيل والصحراء نحو مدينة أعظم ملوك قدماء المصريين، رأى «كارتر» من مسافة بعيدة المعبد الجنائزى لـ«رمسيس الثالث» على الجانب الأيسر، وعلى الجانب الأيمن المعبد الجنائزى لـ«رمسيس الأكبر». 

وفى الطريق، التقى للمرة الأولى بتمثالى «ممنون» العملاقين، اللذين يجسدان «أمنحتب الثالث».

 والتقى فى المعبد الجنائزى للملكة «حتشبسوت» للمرة الأولى بعائلة «عبد الرسول».

أخذ الشاب الانطوائى ذو الوجه الشاحب والروح الفنية، الذى كان حتى ذلك الوقت لا يرسم سوى رسومات لكلاب فى صالونات الحلاقة، ينسخ صورًا لآلهة وشياطين، ألوان، لم يسبق له أن رآها، وشخصيات غريبة عنه وتحمل أسماءً لا يفهمها.

 وقابل مجموعة من البشر يعتزون بأنفسهم وتحكمهم قوانين أخرى. فقد وُلدوا فى مقابر النبلاء وعاشوا فى هذا العالم العتيق الذى مثَّل لـ«كارتر» مكانًا مجهولًا.

لم يكن الرجل البريطانى محبًا للاختلاط والتواصل مع الآخرين، على النقيض من شباب عائلة «عبد الرسول» الذين وقفوا من حوله وهم يرتدون جلابيبهم وأخذوا يتحسسون بدلته الأوروبية، كانت أجسادهم عارية أسفل جلابيبهم بينما كان هو يرتدى طبقات عديدة من الملابس ويضع رباطًا حول عنقه. 

ألحوا عليه كثيرًا بأحاديثهم، ولم يفهم هو حرفًا منها، ضحكوا فى حين ظل هو جادًا، عاد إلى خيمته، تابعوه بأنظارهم، استدار، انتظروه، ابتسم».

يذكر أن الكاتبة فرانسين مارى ديفيد ولدت فى مدينة برن، وهى مصورة صحفية وكاتبة وفنانة، تعلمت الرسم والتصوير على يد زوج أمها الرسام بول شميدت، والذى ما زالت تحتفظ بإرثه، وتعد رواية السيرة الذاتية هذه أهم مشروعاتها الثقافية والأدبية.