الجمعة 7 فبراير 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الكشف عن المنسى من تاريخ السينما

أكثـر مـن 500 فيلـم مفقـود سقط من ذاكـرة السينمـا المصرية ما بين فترة العشرينيات إلى الثمانينيات

وبين الحين والحين يطالعنا المتخصصون بوجود أفلام مفقودة ومنسية، أزمة حقيقية تواجه ارشيف السينما السينما المصرية، فمن المسئول عن فقدها واختفائها. الاحتمالات كثيرة، ربما بسبب الإهمال والتقصير، أو ربما باعها منتجيها إلى أفراد أو قنوات، أو تم إعدامها من قبل الفنانين أنفسهم وتبرونه منها حين تغيرت وجهة نظرهم فى الفن، أم لأسباب تتعلق بالفترة الزمنية والتاريخية التى أنتجت فيها الأفلام، أم تم إخفاؤها عمدا من قبل الرقابة، أم الأسباب هى كل ما سبق.  



من منطلق أن الفيلم بعد عرضه جماهيريا مهما اختلفنا حول مستواه الفنى أصبح ملكا للتاريخ الإنسانى، ولم يعد ملكا لشركات التوزيع فقط، من هذا المعنى انطلق الكاتب جمال عبد القادر فى رحلة بحث وتنقيب لاستعادة الأجزاء المتناثرة من جسد السينما المصرية وإعادتها فى سياقها التأريخى والتاريخى. 

كان ولا زال مسار البحث شاقا وصعبا لانعدام الوثائق إلا أن الكاتب خاضها بشغف الباحث العاشق للسينما، استغرق البحث ثلاث سنوات متواصلة أثمر هذا الجهد بصدور كتابه « الْمَنْسِىَّ من تاريخ السينما «- الصادر عن مركز «إنسان». كشف عن أكثر من 500 فيلم مصرى مفقود من فترة العشرينيات إلى الثمانينيات. ويعد هذا الإصدار إحدى الخطوات العملية لأرشفة السينما المصرية، فلا توثيق حقيقيا دون أمرين: إما باستعادتها إن استطعنا، وإما بتدوينها بذاكرة السينما. 

وذكر بمقدمته: «المحتوى يهدف إلى إلقاء الضوء على عدد من الأفلام المنسية والمفقودة لعل من يقرأ يبحث عن أماكن وجودها لتعود للأضواء»، وقربيا سوف يصدر الكاتب الإصدار الثانى استكمالا لمشروعه البحثى للأفلام المنسية.

وبالمقدمة أثنت الناقدة السينمائية ماجدة خير الله على مجهود الكاتب، وأشارت إلى أن أحد أسباب الفقد أن الجاليات الأجنبية عند خروجها من مصر بعد ثورة يوليو اصطحبت معها علب الأفلام واختفت النسخ الأصلية لعشرات الأفلام رصد الكاتب الأفلام بتفاصيلها بداية من نوعية الفيلم (صامت – ناطق)، (ملون – أبيض وأسود)، تاريخ عرض الفيلم، مدته الزمنية، سرد قصته، الممثلين، المخرجين والمؤلفين، الشركات المنتجة، وتطورات الفيلم من حيث تغير اسمه، وعرضه باسم آخر ،ووصولا باختفائه، وخصص ملحق لصور أفيشها الأفلام، وسوف نذكر لكم من كل فترة بعض من الأفلام المنسية.

العشـرينيـات

بفترة العشرينيات فقد أول فيلم روائى صامت بالسينما «قبلة فى الصحراء» 1927 لمخرج إبراهيم لاما، وتأليف بدر لاما ، بطولة إيفون جرين، ماريو دوناتو، محمود المليجي، أنور وجدى، اندلعت النيران باستديو «لاما» واحترقت الأفلام، وتم بيع الاستديو لتسديد الديون، «ليلى» سيناريو أحمد جلال، إستفان روستى، ووداد عرفي، تأليف وإخراج وبطولة عزيزة أمير أول ممثلة فى تاريخ السينما ورائدة صناعة السينما أنتجت وألفت العديد من الأفلام، وآخر أفلامها «أمنت بالله» احترق جزء منه فى حريق القاهرة.

«تحت سماء مصر»(صامت) 1928 بطولة بشارة واكيم، وداد عرفى (ممثل ومخرج تركي) بعد الانتهاء من تصوير الفيلم قامت البطلة فاطمة رشدى بحرق الفيلم لأنه من جهة نظرها دون المستوى. أما فيلم «مأساة حياة» 1929 أول فيلم مصرى تعرض للمنع من العرض واختفى ولم يشاهده أحد، ذلك بعد كتابة مقالة للصحفى والممثل عبدالسلام النابلسى أن الفيلم ينقل حياة الكباريه والرقص ويخدش حياة المجتمع.

الثلاثينيـات

من أفلام الثلاثينيات «زينب» 1930بداية الأفلام الروائية الطويلة عن قصة محمد حسنين هيكل، سيناريو وحوار إخراج محمد كريم، بطولة بهيجة حافظ، دولت أبيض، سراج منير، زكى رستم. أعاد محمد كريم تقديم الفيلم بنفس الاسم 1952 «فيلم ناطق» لبطولة راقية إبراهيم، نعيمة وصفى، يحيى شاهين.

والثانى «الكوكايين أو الهاوية» تأليف وإخراج وبطولة توجومزراحى أول أفلامه الصامتة، عرض الفيلم بالإسكندرية 1930، وبالقاهرة 1931 تحت اسم «الكوكايين» ثم إعادة عرض 1933بادخال الصوت على الفيلم. وأغلب أفلام توجومزراحى التى أنتجها خرجت معه عندما صفى أعماله بمصر، ولم يبق بمصر إلا الأفلام التى لم ينتجها.

ثلاثة أفلام مفقودة لنجيب الريحانى أولها «صاحب السعادة كشكش بية» 1931 (صامت) إخراج إستفان روستي، تأليف الثنائى بديع خيرى والريحاني، تم إدخال الصوت ليصبح ناطق 1934 وتغير اسمه إلى «حواديت كشكش بية»، وعرض فى البداية باسم «صاحب العزة» لمدة أسبوع قبل أن يتغير إلى «صاحب السعادة». والثانى «ياقوت» 1934 (ناطق) المخرج ويلى روزية إنتاج فرنسي، تأليف بديع خيرى الفيلم الذى ظهر فيه كممثل،، وتم تصويره بفرنسا وشاركت بالفيلم الممثلة الفرنسية إيمى بريفان، الريحانى . والفيلم الثالث «بسلامته عاير يتجاوز « 1936.

«أنشودة الفؤاد» 1932 تأليف خليل مطران وإخراج ماريوفولى، أول فيلم ناطق وغنائى بطولة للمطربة نادرة أول مطربة بالسينما المصرية. « كفرى عن خطيئتك» 1933 تأليف عزيزة أمير، زكى رستم وأول ظهور له، لم ينح الفيلم لأنه فيلم صامت وعرض وسط أفلام ناطقة.

فيلم لمحمود المليجى «الزواج» 1933 تأليفا وإخراج وتمثيل فاطمة رشدى يحسب للفيلم أنه قدم قضية بيت الطاعة. أول أفلام مارى منيبا وميمى شكيب «ابن الشعب» 1934. أول ظهور للفنانة تحية كاريوكا أو (بدوية محمد) بفيلم «الدكتور فرحات» 1935. أول فيلم تاريخى «شجرة الدر» 1935 تأليف وإخراج أحمد جلال بطولة آسيا، مارى كوينى . ميخائيل عطا الله .

«شيء من لاشيء» 1938 للمخرج أحمد بدرخان، تأليف بديع خيري، والمطربين عبدالغنى السيد ونجاة على ، واشترط الملحن زكريا أحمد إلإ يشاركه أحد فى الألحان، يرجع اسم الفيلم أن أحمد سالم مدير استديو مصر رأى عدم هدم الديكورات وإنتاج فيلم كوميدى غنائى مقتبس من قصص ألف ليلة وليلة والاستفادة من الديكورات وكان اسم الفيلم «هلال ونجمة» وتغير إلى «شى من لاشىء»، الفيلم يحمل رقم 90 فى تاريخ السينما المصرية .

«آلام السيد المسيح» 1938 سيناريو وحوار الأب «أنطوان عبيد» مراجعة طه حسين، إخراج محمد عبد الجواد التزم الفيلم بما جاء بالعهد الجديد وحصل على موافقة شيخ الأزهر محمد مصطفى الرفاعى.

 

الأربعينيــات

الأربعينيات فترة الفقد الكبيرة تفوق ال 200 فيلم من بينهم «محطة الأنس» 1942 تأليف كمال سليم إخراج عبد الفتاح حسن، بطولة محمود المليجي، مارى منيب، على الكسار، الظهور الأول يحيى شاهين، وغنت عقيلة راتب بصوتها كمطربة. وتم إعادة الفيلم وتقديمه بنفس الاسم 1985 تأليف ماهر إبراهيم وإخراج حسن إبراهيم بطولة سمير غانم سعيد صالح لبلبة يونس شلبى.

بعام 1943 فيلم «العامل» وإخراج أحمد كامل مرسى تأليف محمد عبد الجواد أول إنتاج حسين صدقى، بعد أيام من عرضه أمر الملك فاروق برفع الفيلم وتم حذف مشاهد وأعيد عرضه، و«نداء القلب» تأليف عمر جميعى وبطولة إبراهيم حمودة وسميرة خلوصى، تم إعادة نفس القصة بعنوان «الخروج من الجنة» بطولة فريد الأطرش وهند رستم، فيلم «البؤساء» سيناريو وحوار كمال سليم حوار بديع خيري، سراج منير، أمنية رزق، ثم قدم عاطف سالم نسخة أخرى من البؤساء 1978 نسخة أخرى تأليف رفيق الصبان بطولة فريد شوقى وعادل أدهم، وليلى علوى.

وبعام 1944 فيلما «طاقية الإخفاء» قصة عباس كامل وسيناريو وحوار عزيزة عيد والمخرج نيازى مصطفى، وتمت إعادة نفس الفكرة 1959 بطولة عبد المنعم إبراهيم وتأليف وإخراج نيازى مصطفى.

ومن أفلام إنتاج عام 1946 «أم السعد» إخراج أحمد جلال بطولة مارى كوينى، بشارة واكيم، وآخر أفلام أشهر راقصة بديعة مصابني. «نجف» آخر أفلام المطرب عبدة السروجى، «دنيا» للمخرج محمد كريم بطولة راقية إبراهيم، سليمان نجيب دولت أبيض شارك الفيلم بمهرجان «كان» وضمن أعضاء التحكيم يوسف شاهين ويوسف وهبى، «ملائكة فى جنهم» أول أفلام المخرج حسن الإمام ، وآخر أفلام الموسيقار محمد عبد الوهاب «لست ملاكا».

«أزهار وأشواك» 1947 أول فيلم هند رستم وشاركت شادية بالغناء فقط. «العقل فى إجازة» تأليف يوسف جوهر أول إخراج حلمى رفلة بطولة محمد فوزى أول أفلام شادية كممثلة، «عروسة البحر» تأليف وإخراج عباس كامل، وغناء وتمثيل محمد فوزى وعقيلة راتب، الفيلم لا توجد له أى نسخة وكانت قد اعترضت وزارة الثقافة على ظهور «الشيشة» بالفيلم، وفيلم «القاتل» تأليف وإخراج وبطولة حسين صدقى والذى أوصى أولاده بالتخلص من الفيلم بعد أن رأى تعارض الفن مع الدين.

الخمسينيــات

من بين أفلام الخمسينيات 1950 فلم إنتاج مصرى إيطالى مشترك «الصقر» قصة وسيناريو تيتونوفاريز، حوار بيرم التونسي، بطولة سامية جمال، فريد شوقي، سعيد أبو بكر، عماد حمدي، إخراج النسخة المصرية صلاح أبو سيف وإخراج النسخة الإيطالية «جونتليمو». وأيضا «امرأة من نار» بطولة رشدى أباظة، وكامليا، تأليف صلاح ذهني، وفريونيتشو الذى شارك فى الإخراج، أول إخراج ليوسف شاهين بعد عودته من الخارج.

من أوائل الأفلام الملونة فى السينما لكن النسخة احترقت عند نقلها بباريس وبقيت نسخة غير ملونة فيلم «نهاية قصة» 1951تأليف على الزرقانى إخراج حلمى رفلة. «مسمار حج» 1952 قصة على أحمد باكثير سيناريو وحوار أبى السعود الإبيارى إخراج إبراهيم عمارة، تم منع الفيلم حيث رأت الرقابة أنه يحمل إسقاطات سياسية، ثم تم الإفراج عن الفيلم وعرض ثم اختفى.

«الشيخ حسن» 1954 إخراجا حسين صدقى من أوائل الأفلام التى ناقشت زواج المسلم من مسيحية أتعرض لمشاكل مع الرقابة وعرض باسم «ليلة القدر» 1952 وتم ورفع من العرض بعد أسبوع واحد فقط. وعرض بعد ثورة يوليو، ورفع مرة أخرى ثم تغير اسمه إلى «الشيخ حسن» 1954 وواجه هجوما من قبل المجتمع. وظل ممنوعا ومختفيا.

«أنا الشرق» 1956تاليف محمد سلمان إخراج عبدالحميد زكى بطولة ملكة جمال فرنسا «كلود جودار» والنجم المصرى العالمى جميل راتب كما كتب فى أفيش الفيلم. اختفى الفيلم بعد عرضه بسنوات. «الجاسوس» 1964 قصة فريد شوقى وإنتاجه، سيناريو وحوار محمد أبو سيف، المخرج نيازى مصطفى، أول فيلم بالسينما المصرية عن الجاسوسية.

اختفت بعد عرضها تجاريا

عدد كبير ذكرها الكاتب من الأفلام غير المجهولة والمهمة اختفت بعد عرضها التجارى ومنها لم يعرض وتمت منعة. مثل فيلم «خذنى بعار» 1963 تأليفا عزيزا لرمانى والسيد زيادة، بطولة كمال الشناوى وسميرة أحمد، زوزو ماضى، خيرية أحمد. أثار عرض الفيلم ضجة لما يتضمنه من مشاهد جزئية بالإضافة لاسمه، وصدر قرار وزير الثقافة (ثروت عكاشة) برفع الفيلم من دور العرض وتتم إعادة عرضه على الرقابة لحذف بعض المشاهد وتغير اسمه ليصبح «أغفر لى خطيئتى»، وتم طرحه بالسينمات ثم اختفى ولم يعرض على أى قناة عربية أو مصرية. «المتمردون» 1968 إخراج توفيق صالح تأليف محمد عثمان، الفيلم ينتقد السلطة فى ذلك الوقت، وتمت منعة من العرض، ليعود للعرض بعد عامين، ثم يختفى إلى الآن، رغم أن الفيلم رقم 78 ضمن قائمة الـ 100 فيلم الأفضل فى تاريخ السينما المصرية.

أعمال مسجلة فى السينما العالمية

أفلام لم تضم لتاريخ السينما المصرية لانها إنتاج مشترك مع دول أوروبية وأمريكية من بينهم: «امنية» 1949 تاليف وإخراج «جيوفريدو اليسانذرينى» سيناريو وحوار وبطولة يوسف وهبى، سميحة توفيق، سراج منير، رشدى أباظة، سراج منير، حسن الباردوى. تآخر عرض الفيلم حتى عام 1951 ولأنه إنتاج غير مصرى لم يضف لذاكرة السينما ولم يعرض مرة أخرى واختفت النسخة. وفيليمن فترة 1963 لفاتن حمامة مع السينما العالمية هما (Cairo او القاهرة، ظل الخيانة). «ابن كيلو باترا» 1964 إنتاج مشترك بين يحيى شاهين وايطاليا، تاليف فيرديناندوبالدى إخراج فرانكوابزالدى بطولة ليلى فوزى، شكرى سرحان، حسن يوسف، سميرة أحمد، أحمد فرحات، اتيلوسيفبرنى.

أفلام تم تغير اسمها بعد عرضها التجارى

فيلم لمحمود شكوكو «شمشون ولبلب» 1952 قصة سيف شوكت وحوار بديع خيرى بطولة سراج منير، حورية حسن، عبدالفتاح القصرى، بعد عرضة تم رفعة من دور العرض ووضع جملة «عنتر» بدلا من «شمشون» بعد اعتراض اليهود على اسم شمشون.

«دنيا الله» تأليف وحيد حامد والمخرج حسن الإمام تم طرح الأفيش باسم الفيلم وعرض فى السينمات لكن عند توزيع الفيلم بالخليج تم التغير باسم «عسل الحب المر» وأخفت النسخة التى تحمل ايم «دنيا الله». والغريب أن نفس الاسم قدم 1968 فيلم «دنيا الله» لصلاح منصور وناهد شريف وعرض ولا زال ولم يعترض أحد.