الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

تعريفها وأعراضها وكيف تتجاوزها

أزمه منتصف العمر.. انتبه جيدًًا لكى تمر بسلام

قد يظن القارئ من قراءة العنوان أننا نتكلم عن المسلسل التريند الشهير المعروض على إحدى المنصات، ولكننا نتكلم عن مشكلة أكبر وأعمق، فهى عبارة عن فترة من حياة الإنسان يشعر فيها بأنه يرغب فى العودة إلى عمر الصّبا والشباب مرة أخرى ويدخل فى حالة إنكار بأنه حقًا قد تجاوز منتصف العمر.



وتوضح دكتورة نهى على استشارى العلاقات الأسرية, أن أزمة منتصف العمر هى مرحلة انتقالية بين الأربعين والستين, وهى عبارة عن شعور بعدم الرضا من جانب معين من جوانب الحياة, وغالبًا ما تجعل من يشعر بها يقوم ببعض السلوكيات حتى يحاول الخروج من هذا الاستياء من هذا الشعور الذى يسيطر عليه وفيها يحاول الشخص إعادة تقييم الحياة.

عند البحث فى أسباب أزمة منتصف العمر والتغير الذى طرأ على سلوك شخص فى الأربعينيات من عمره نجد أنه من الممكن حدوث شيء ما طرأ على حياته مثل, الطلاق أو موت عزيز أو فراق حبيب أو سن اليأس بالنسبة للمرأة، كل هذه الأسباب تجعل الشخص يشعر بالندم على ما فات من عمره وعلى الخيارات التى اتخذها أو التى لم يتخذها، كما أن الخوف من الموت يشعر الشخص بأنه لم يكتف من الحياة أو أنه بإمكانه تعويض ما فاته من العمر.

وتقول دكتورة نهى: إن الشخص الذى يعانى من هذه الأزمة يحدث له تغير ملحوظ فى شخصيته، كما أنه يشعر بالاكتئاب الحاد والميل إلى العزلة، بالإضافة إلى التوتر والقلق الدائمين وعدم القدرة على ترتيب الأفكار، لافتًا إلى أن هناك فرقًا بين الأعراض التى يعانى منها الرجل والمرأة، حيث إن الأعراض عند المرأة تظهر عند بلوغ سن اليأس وشعور المرأة بفقدانها لجمالها وشبابها، وتشعر أن عمرها وشبابها قد ضاعا فى تربية أبنائها، وأنها نسيت أن تعيش عمرها وشبابها وتستمتع بهما، وأن العمر قد انفلت من بين يديها دون أن تحقق أهدافها الشخصية ودون أن تحقق أحلامها، وتقل العاطفة نحو زوجها ويصبح شغلها الشاغل هو التفكير فى مستقبل أبنائها.

وأشارت استشارى العلاقات الأسرية إلى أنه يحدث فى هذه الحالة ما يسمى بالطلاق العاطفى أو من الممكن أن تفكر المرأة فى الطلاق الفعلى إذا لم ينتبه الزوج لهذه الأزمة ومحاولته أن يحتويها وأن يشعرها بأنها مازالت البنت والزوجة والحبيبة والمرأة الجميلة، أما بالنسبة للرجل فهى أشبه بمرحله , حيث يشعر الرجل بخيبة الأمل وبندمه على حياته السابقة، وينتابه برود عاطفى تجاه زوجته بسبب تراكم المسئوليات وزياده أعباء الحياة عليه، إضافة إلى شعوره الملح بضرورة التغيير فى مظهره وشكله، ورغبته الملحة فى البحث عن حب يجدد له حياته ويعيد له شبابه الذى ضاع بين رحايا الزمن.

وللتغلب على أزمة منتصف العمر، نصحت دكتورة نهى الزوجين بأن يساعد كل منهما الآخر وأن يتفهما طبيعة المرحلة العمرية التى يمر بها كل منهما ، وشددت على الزوج أن يتفهم الآثار النفسية التى تطرأ على زوجته عند انقطاع الطمث والخلل الذى يحدث لها من لخبطة هرموناتها، أما الزوجة فعليها أن تتحلى بالصبر على التغيرات التى تحدث لزوجها ومحاولة إعطائه ما يكفيه من الحب والاحتواء والتجديد فى الحياة لكسر الملل والرتابة.