السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الرئيس يتفقد اصطفاف المعدات المشاركة فى تنفيذ خطة الدولة لتنمية وإعمار سيناء

شهد الرئيس عبدالفتاح السيسى فعالية «تفقد اصطفاف المعدات المشاركة فى تنفيذ خطة الدولة لتنمية وإعمار سيناء»، بالتل الكبير فى محافظة الإسماعيلية، بحضور رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى، والفريق أول محمد زكى القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى، وعدد من الوزراء وكبار رجال الدولة.



وخلال الاحتفالية، أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى أن كل أجهزة الدولة يجب أن تكون موجودة فى سيناء بعد القضاء على الإرهاب، مشددا على أننا نتحرك بشكل سريع وكبير لكى يشعر أهالينا فى سيناء أن الدولة المصرية تبذل قصارى جهدها لتنفيذ خطط التنمية، مضيفًا أن التنمية فى سيناء تحققت بفضل الله والجيش والشرطة وأهالى سيناء بعد دحر الإرهاب، الذى كان يعيق التنمية وحياة المواطنين، مشددا على أنه لا توجد حياة بدون أمان.

وأضاف، أن الدولة تسعى إلى زيادة المساحة المأهولة بالسكان إلى 12% من خلال إنشاء المدن الجديدة، لافتا إلى أن مساحة سيناء تبلغ حوالى 60 ألف كيلو متر مربع وهى تعادل المساحة التى يعيش عليها سكان مصر، مشيرًا إلى أن سيناء لم تشهد تنمية حقيقية منذ سنوات لأن حجم التكلفة كان مرتفعا، لافتا إلى أن عملية التنمية فى سيناء شهدت تحديات وصعوبات.

وأوضح، أن تكلفة التنمية فى سيناء تراوحت ما بين 40 و50 مليار دولار خلال السنوات الماضية، منبها بأن التكلفة كانت ستتضاعف إذا كنا شرعنا فى تنفيذها خلال الوقت الحالى، لافتًا إلى أن محاولة عرقلة مصر وجهود التنمية فيها مستمرة وسوف تستمر، مشددا فى هذا الإطار على أهمية الوعى الذى بدونه لم يكن فى استطاعة المواطنين تحمل الظروف الصعبة وارتفاع الأسعار الذى لم نكن سببا فيه. وقال: «الحرب ضد الإرهاب لم تنته بعد»، مشيرا إلى أنه لا يجب أن نوجه الشكر إلى أهالى سيناء بالكلام فقط بل بالاهتمام والعمل، وأننا لم نرض بما كان سائدا من قبل، مشددا على أن تضحيات أهالى سيناء محل اعتبار وتقدير.

وأضاف أن الإرهاب كان يستهدف أن نفقد جزءًا غاليا من أرضنا، منبها بأن حجم الشائعات التى تواجه مصر غير طبيعى.

ووجه الرئيس الشكر مجددا لأهالى سيناء، قائلا «نحن جميعا مصريون وهذه بلدنا وأرضنا ويجب أن نحافظ عليها ونموت من أجلها».

كما وجه الشكر للشركات التى شاركت فى تنمية سيناء خلال الظروف الصعبة، متابعًا: «إن الإرهاب كان يعيق الحياة وليس التنمية فقط»، مضيفا «عندما اجتمعت قلوب الناس على قلب رجل واحد تم حل المسألة».

وأضاف، أنه على مدى السنين الماضية لم تتم تنمية كبيرة فى سيناء، لأن حجم التكلفة لعمل بنية أساسية فى مساحتها البالغة 60 ألف كيلو متر مربع كشبكات الطرق ومحطات الكهرباء وغيرها مرتفعة جدا، مما أعاق التنمية فيها خلال تلك الفترة».

وتابع: «أنا أردد ذلك حتى يتشكل الفهم الوعى لدى المواطنين الذين يستمعون إلينا»، متسائلا: هل الحرب على الإرهاب انتهت؟ وأجاب «إنه حتى الآن هناك حجم من الشائعات والأكاذيب والافتراءات التى تستهدف الدولة غير طبيعي، وكان آخرها ما تردد خلال الأسابيع الثلاثة الماضية حول «بيع قناة السويس مقابل مبلغ تريليون دولار».

وأكد، أنه لولا الوعى المتواجد لدى كل قطاعات الشعب، لما كان فى استطاعتنا تحمل الظروف الصعبة والأسعار المرتفعة التى تمر بها البلاد منذ أكثر من عام، موجهًا حديثه لأصحاب الشركات المشاركة فى تنفيذ المشروعات فى سيناء، قائلا «لديكم الخبرات والاتصالات لزيادة حجم الصناعة المحلية».

ولفت إلى أن خطة مصر فى المياه، تتضمن توفيرها فى المدن الساحلية على البحرين الأحمر والمتوسط من خلال محطات تحلية المياه، وهو برنامج كبير لا يقتصر فقط على إنشاء المحطات.

وأكد، أنه عقب التضحية التى قدمها أهالى سيناء خلال الفترة الماضية لن يكون الرد بكلمة «شكرا» فقط، بل سيكون من خلال الاهتمام والعمل، وأن من سيقوم بذلك هم أهالى سيناء سواء شركات أو أفراد، بالإضافة إلى شركات أخرى إذا ما دعت الحاجة لذلك. وتابع: «خلال الفترة المقبلة نحن بحاجة منكم ومن كل الشركات الموجودة فى سيناء أن تعمل معنا»، موجها فى الوقت نفسه الشكر لأهالى سيناء والأسر التى قدمت أبناءها وضحت نتيجة العمليات الإرهابية التى شهدتها سيناء»، قائلا «إن ذلك كان ثمن القضاء على آفة الإرهاب التى كانت تهدف إلى إفقاد الدولة المصرية هذا الجزء العزيز من أرضنا»، مشيرا إلى أنه خلال تلك الفترة كانت الشرطة لا تستطيع التحرك وكذا الجيش وأجهزة الدولة، والتى لم تتمكن من تنفيذ خطط من أجل توفير تعليم جيد أو صحة أو استثمارات.

وأضاف، خلال الفترة المقبلة سنتحرك بخطة كبيرة، ونحن بحاجة إلى جهودكم فيها ومعدلات عمل وتنفيذ تشعر أهالينا فى سيناء أن الدولة المصرية تعمل بهمة لأنه ليس هناك عذر لنا أو لهم، وليس هناك عذر فى ألا تتواجد الشرطة وأجهزة الدولة بكثافة أكبر مما كانت عليه من قبل لتحقيق الأمن والاستقرار، لأن الإعاقة التى كانت موجودة سابقا نتيجة الإرهاب والعمليات -والتى كان من إحدى نتائجها نقل مقر المحكمة إلى الإسماعيلية- قد انتهت».

من ناحية أخرى، شدد الرئيس السيسى، فى مداخلة أخرى، على ضرورة اتخاذ كل إجراءات الحيطة والحذر واليقظة التامة من أجل تحقيق الأمن والأمان لأهل سيناء، وقال: «إن الدولة حريصة على تحقيق الأمن والأمان فى سيناء وذلك بالتعاون مع أبناء سيناء، ويجب أن نظل منتبهين ومتذكرين للأحداث المؤلمة التى شهدناها خلال السنوات العشر الماضية لتجنب تكرارها.. لا تطمئنوا ولا يغمض لكم جفن حتى لا يتكرر ما حدث».

وأكد الرئيس السيسى أن التواصل بين الجيش ومؤسسات الدولة وأهالى وشيوخ سيناء ثقافة يجب أن تستمر، مضيفًا أن الأولوية فى مشروعات الإعمار فى سيناء يجب أن تكون لشركات أبناء سيناء لأنها عملت معنا فى ظروف صعبة للغاية رغم أن معدلات التنفيذ لم تكن سريعة، داعيا إلى تعويض كل ما فقدناه من خلال الإعمار خلال فترة زمنية وجيزة.

ولفت إلى أن هذا التخطيط لتنمية وإعمار سيناء ليس متواضعا، معربا عن أمله فى أن يتم تنفيذ ذلك التخطيط بشكل يليق بأبناء سيناء ومصر، مشيرا إلى أن هناك أراضى زراعية ستدخل الإنتاج الفعلى فى سيناء بحلول نهاية العام الجارى.

وأكد، أهمية تطهير أراضى سيناء من العبوات الناسفة والمتفجرات خلال شهر أو شهرين وذلك قبل البدء فى تنفيذ خطة التنمية وذلك حفاظا على كل الأرواح.

وقال الرئيس، إن الهدف من ميناء العريش وتوسعته أن يكون لدينا ميناء عالمى فى هذا المكان ووضع ذلك الميناء على خريطة موانئ مصر على ساحل البحر المتوسط، مشيرًا إلى أن ما يتم من تطوير لا يقتصر فقط على العام الجارى أو العام المقبل بل يمتد على مدى حوالى 25 عاما من التطوير والتنمية فى سيناء.

ووجه الرئيس السيسى الشكر للشركات العاملة فى تنمية سيناء، وطالبهم بالحذر والانتباه لسلامة وأمان العاملين، مؤكدا أن الحذر والحرص يجب أن يستمر من جانب كل الأجهزة «فلا يجب أن يغمض عين أو جفن».

وقال الرئيس: «لا نريد نسيان الأيام المؤلمة التى مرت علينا.. ولكن المهم أن نتذكر لكى ننتبه أكثر حتى لا تتكرر تلك الأحداث المؤلمة مرة أخرى فى سيناء أو فى أى مكان آخر فى مصر».

وأضاف، أن التواصل بين القوات المسلحة والمواطنين وأهالينا وشيوخ القبائل فى سيناء وأيضا فى المنطقة الغربية والجنوبية «ثقافة» يجب التمسك بها وتنفيذها على أعلى مستوى.

وأعرب الرئيس السيسى عن شكره لأهالى سيناء على كل ما بذلوه من جهود لتنمية وإعمار سيناء، متمنيا لهم التوفيق، قائلا: «أمامنا أعمال كثيرة أخرى تنتظرنا».

كما كرم الرئيس عددًا من بطلات وأبطال مصر من سيناء، والذين لم تُفلح تهديدات الإرهاب ولا رصاصاته فى إثناء كل منهم عن تأدية أمانة المسئولية الوطنية والإنسانية.