السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

هيئة الكتاب تصدر «الإنشاد الدينى» لــ«أحمد سعد»

صدر حديثًا عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، ضمن إصدارات الثقافة الشعبية، كتاب «الإنشاد الديني.. دراسة مقارنة بين مصر والمغرب» للدكتور أحمد سعد الدين عطية.



يسعى الكتاب إلى دراسة التغيرات الثقافية التى طرأت على الإنشاد الدينى فى كل من القاهرة بمصر وفاس بالمغرب، دراسة مقارنة، فى الأنثروبولوجيا الثقافية، راصدة تأثير الأفكار الجديدة والعولمة الثقافية عليه، وكيفية الاستفادة من الإيجابيات وتوظيفها وتجنب السلبيات والصراعات والأفكار الواردة من الغرب، كما تبحث أيضًا أساليب الأداء بين التقليدى والمستحدث.

ويُعد المدخل أو الوازع الدينى أحد أهم المداخل التى يمكن من خلالها توصيل فكرة أو رأى معين مع ضمان تقبلها بنسبة كبيرة جداً من قبل المتلقي، وهو ما نعرفه فى مجتمعاتنا العربية بالعاطفة الدينية، وبما أن الغناء هو أكثر اللغات المشتركة بين الشباب داخل المجتمعات، وأن الأغانى بأشكالها المتنوعة تُعد أحد أكثر السلع رواجاً ليس فى المجتمع العربى فحسب بل فى جميع أنحاء العالم.

ومن هنا أصبح بعض أنواع الغناء الذى يتبنى الكلمات الواعظة والتى تحمل فى طياتها النصائح والإرشاد والتحلى بأخلاق الرسول، والأداء المميز بإظهار جمال الصوت، والطابع الدينى والروحانى هو أحد أهم الوسائل والأدوات التى يتم من خلالها توجيه رسائل إلى جميع الفئات داخل المجتمع والتى تصل إليهم بشكل سريع وتلقى قبولًا كبيرًا مقارنة بأى وسيلة أخرى.

هذا النوع من الغناء بالإنشاد الدينى ذا القواعد والأسس العلمية المشتقة من أنثروبولوجيا الثقافة والفن والدين حيث أن الإنشاد الدينى يجمع بين الكلمة والصوت والموسيقى، وبما أن الموسيقى لغة عالمية يفهمها الجميع فيمكن توظيفها بشكل جيد لخدمة هذا الفن وإرسال رسائل سلام إلى العالم بأكمله من خلال ترجمة بعض من هذه النصوص والقصائد الدينية إلى لغات أجنبية وغنائها للارتقاء بالمشاعر الإنسانية ونشر الثقافة الإسلامية المعتدلة حتى تتغير المفاهيم الخاطئة عن الدين الإسلامي.

وفى ظل ما يشهده العالم من حولنا من تغيرات ذات وتيرة متسارعة على مستوى كافة المجالات الاجتماعية، الاقتصادية، الثقافية، السياسية، وغيرها من التغيرات والتى امتد تأثيرها ليتجاوز مستوى الفرد، بل قد تجاوز مستوى مجتمعات بأكملها، وامتد من مجتمع لآخر.

ومما لا شك فيه أن كل تغير من تلك التغيرات يحمل فى طياته الجوانب الإيجابية وأيضا السلبية، والتى تنعكس على الفرد والمجتمع، ومن هنا فإنه لكى يتم دراسة مثل تلك التغيرات ذات النطاق الواسع والمجالات المتنوعة دراسة شاملة فإنه كان لزاما البحث عن أحد العلوم التى يكون الإنسان هو محور دراستها ولكن ليس من اتجاه واحد، بل من جميع جوانب حياته، الأمر الذى دعا إلى استخدام علم الأنثروبولوجيا لدراسة المجتمعات دراسة متكاملة، فالأنثروبولوجيا هو علم الإنسان، أو هو العلم الذى يهتم بدراسة الإنسان بنظرة شمولية، Holistic أى من جميع جوانب حياته، الثقافية، الاجتماعية، والبيولوجية، ويعد المدخل الشمولى هذا أهم ما يميز علم الأنثروبولوجيا عن غيره من العلوم التى يختص كل منها بتخصص واحد فقط، حيث إن الأنثروبولوجيا هو علم بينى interdisciplirary ذو مداخل وموضوعات متعددة Multidisciplinary، بمعنى أنه يأخذ من كل العلوم من الأدوات والمناهج البحثية ما يجعله قادرًا على الدراسة الشمولية ولا تقتصر الدراسات هو الأنثروبولوجية على زمان معين أو مكان معين.