الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

فى ذكرى صاحب أشهر رواية فرنسية منذ القرن الـ19 وحتى الآن

فيكتور هوجو مؤلف رواية البؤساء

تمر بنا هذه الايام ذكرى ميلاد الكاتب الراحل فيكتور مارى هوغو  الذى وُلِدَ فى 26 فبراير 1802 - وتوفى فى 22 مايو 1885) وكان أديبا وشاعراً وروائياً فرنسياً، يُعتَبر من أبرز أدباء فرنسا فى الحقبة الرومانسية، وتُرجمت أعماله إلى أغلب اللغات المنطوقة. وهوَ مشهورٌ فى فرنسا باعتباره شاعِراً فى المقام الأول ثم روائياً، فقد ألّف العديدَ من الدواوين لعلّ أشهرها ديوان تأملات وديوان أسطورة العصور. أمّا خارِج فرنسا، فهو مشهورٌ لكونِه كاتِباً روائياً أكثر من كونه شاعِراً، وأبرَز أعمالِه الروائية هى رواية البؤساء وأحدَب نوتردام. كما اشتَهر فى حِقبَته بكونِه ناشطاً اجتماعياً حيث كانَ يدعو لإلغاء حُكم الإعدام فى كتابه الشهير كما كانَ مؤيّداً لنظام الجمهورية فى الحُكم، وأعمالُه تَمَس القضايا الاجتماعية والسياسيّة فى عصره.



وُلِد هوغو عام 1802 فى بيزنسون، وتوفّى عن عُمرٍ يناهز الـ83 عام 1885، ودُفِن فى مقبرة العظماء. واشتهر فكتور هوغو حول العالم، وقد تمّ تكريمُ ذكراه بعدّة طُرق، فمثلاً وُضِعت صورته على الفرنك الفرنسي، وقد اقتُبِست روايته البؤساء للعديد من الأعمال التلفزيونية والسينيمائية والغنائية والمسرحيّة

حياته وطفولته وشبابه

وُلِد فكتور فى بيزنسون فى منطقة فرانش كونته، وهو الابن الثالث لـِ جوزيف ليوبولد سيجسبير هوغو وصوفى تريبوشيه ، كما كان لديه أخوان هُما أبيل جوزيف هوغو) وأوجين هوغو  سكن فيكتور هوغو فى عدة أماكن فى فرنسا وفى باريس ولكن أشهر الأماكن هى ساحة فوج فيها يوجد منزله الذى تحول إلى متحف فيكتور هوغو.

تميزت طفولة هوغو المبكرة ببعض الأحداث العظيمة، فقبل سنوات قليلة من ولادته أطيح بأسرة بوربون أثناء الثورة الفرنسية، ثم نهضت الجمهورية الأولى وسقطت وصعدت الإمبراطورية الفرنسية الأولى تحت حكم نابليون بونابرت. أصبح نابليون إمبراطورًا بعد عامين من ولادة هوغو. تمت استعادة نظام بوربون الملكى عندما كان هوغو فى السابعة عشرة من عمره. كان لوالديه آراء سياسية ودينية مختلفة إذ كان والد هوغو ضابطا احتل مرتبة عالية جدًا فى جيش نابليون. كان جمهوريًا واعتبر نابليون بطلاً. بينما كانت والدته ملكية كاثوليكية متطرفة. نظرًا لأن والد هوغو كان ضابطًا  كانت الأسرة تتنقل كثيرًا. تعلم فيكتور هوغو الكثير من هذه الرحلات. مكث فى نابولى وروما ستة أشهر قبل أن يعود إلى باريس. كان عمره خمس سنوات فقط فى ذلك الوقت لكنه كان يتذكر الرحلة جيدًا.

أحداث شكلت وجدانه وأثرت فى ابداعه

ذهبت والدته صوفى إلى إيطاليا مع زوجها الذى كان حاكم مقاطعة بالقرب من نابولي. كما ذهبوا إلى إسبانيا حيث حكم جوزيف ثلاث مقاطعات إسبانية، انفصلت صوفى مؤقتًا عن زوجها عام 1803 حيث كانت الحياة صعبة واستقرت فى باريس ما جعلها تهيمن على تعليم هوغو لذلك فإن أعمال هوجو المبكرة وخاصة فى الشعر  تُظهر له مدح الملكية والإيمان. جعلت ثورة 1848 هوغو يتمرد على تعليمه الملكى الكاثوليكي. بعد تلك الثورة فضل الجمهورية والتفكير الحر.

عندما كان صغيرًا وقع فيكتور هوغو فى الحب، إذ انخرط سرا فى علاقة مع صديقة طفولته أديل فوشيه (1803-1868) ضد رغبة والدته.

تزوج أديل فى عام 1822 بعد وفاة والدته عام 1821وعلى الرغم من اعتبار هوجو رمزًا للانتصار الجمهورى عقب عودته إلى فرنسا عام 1870، إلا أن سنواته الأخيرة كانت فى منتهى البؤس. فقد فَقَدَ اثنين من أبنائه ما بين عامى 1871 و1873. واتسمت أعماله الأخيرة بالكآبة أكثر من سابقتها، وركزت على مفاهيم الألوهية والشيطان والموت. فى عام 1878، أُصيب بالاحتقان الدماغي. استمر هوجو فى العيش بباريس مع رفيقته جوليت لما تبقى من عمرهما. وفى ذكرى مولده الثمانين عام 1882، تم إعادة تسمية الشارع الذى يقطن به إلى طريق فيكتور هوجو تُوفيَّت جوليت فى العام التالي، وتُوفِّىَ فيكتور هوجو فى باريس فى 22 مايو، 1885. تم تشييعه فى جنازة تشريفية حضرها الملايين، ووُضِعَ جثمانه أسفل قوس النصر لفترة، ثُمَّ دُفِنَ فى مقبرة العظماء لاحقًا. |لازال هوجو أحد عُظماء الأدب الفرنسي، وبرغم شهرته كشاعر بين الجمهور الفرنسي، إلا أنه اشتهر فى الدول المتحدثة باللغة الإنجليزية بكونه روائيًا.

عقب انقلاب عام 1851، فَرَّ هوجو هاربًا إلى بروكسيل، وعاش فى بروكسيل وبريطانيا حتى عودته إلى فرنسا عام 1870. اشتملت أغلب الأعمال التى نشرها هوجو خلال هذه الفترة على سخرية لاذعة وانتقادات اجتماعية حادة، ومن ضمن هذه الأعمال كانت رواية البؤساء، والتى نُشِرَت أخيرًا فى عام 1862. تدور أحداث الرواية حول الظلم المُجتمعى الذى تعرض له جان فالجان، والذى حُبِسَ ظلمًا لمدة 19 عام لسرقته رغيفًا من الخبز. حققت الرواية نجاحًا ساحقًا فى أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية. وتظل رواية البؤساء أحد أشهر أعمال القرن التاسع عشر الأدبية، والتى تم إعادة إخراجها كمسرحية موسيقية وفيلم فيما بعد.