السبت 21 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

بعد إسقاط أول طائرة قرب موسكو

اشتعال معارك طائرات «الدرون» بين روسيا وأوكرانيا

توالت التقارير، مؤخرا، عن إقدام الجيش الأوكرانى على شن هجمات بالطائرات المسيرة «الدرونز»، على مواقع فى قلب روسيا، بينما دخلت الحرب عامها الثاني، وسط غياب أفق وشيك لتسوية سلمية.



وبحسب ما نقلت صحيفة «الجارديان» البريطانية عن مسئولين روس، فإن طائرة مسيرة عسكرية حاولت أن تهاجم منشأة غاز على مقربة من العاصمة موسكو، يوم الثلاثاء.

وكتبت «الجارديان» أن صور الحطام التى جرى توثيقها فى موقع الهجوم، أظهرت علامات على أن المسيرة جرى تصنيعها فى أوكرانيا.

وهذه المحاولة الهجومية وصفت بالنادرة، لأنها استهدفت نقطة فى الداخل الروسى تبعد عن الحدود مع أوكرانيا بمئات الأميال.

وتنضاف هذه المحاولة إلى سلسلة أخرى من محاولات أوكرانية لتنفيذ هجمات فى أربع مناطق روسية على الأقل، عبر الاستعانة بطائرات مسيرة.

فى غضون ذلك، أكد حاكم منطقة موسكو، أندرى فوروبيوف، أن المسيرة سقطت فى بلدة «جوباستوفو» على مقربة من العاصمة، وكان هدفها هو إلحاق الضرر ببنية تحتية مدنية.

وكان الهدف الأوكرانى محطة تابعة لشركة الطاقة المملوكة للحكومة «جازبروم»؛ وهى محطة مختصة فى ضغط الغاز، تقع على بعد 50 ميلا فقط جنوب شرقى الكرملين.

وتظهر صور الحطام أن الطائرة الأوكرانية المسيرة هى «يو جى 22»، فى حين اعتادت أوكرانيا ألا تتبنى الهجمات التى يجرى شنها فى الداخل الروسى.

وذكر مصدر من «جازبروم»، أن الطائرة المسيرة اصطدمت بالشجر فى الخارج، وهى على مسافة قريبة جدا من السياج الخارجى للمنشأة، حيث كانت على بعد نحو عشرة أمتار فقط.

ووصفت مهاجمة أهداف داخل روسيا بطائرات مسيرة بالتطور الخطير فى الحرب، لا سيما أن «الدرونز» أصبحت تثير مخاوف قوى عسكرية كبرى وسط الكثير من الجيوش.

ولم يجر تسجيل ضحايا أو خسائر فى الهجوم الأوكرانى الأخير داخل روسيا، لكن الخطوة تثير قلقا فى الأوساط الروسية.

ويكتسى الهجوم الأخير أهمية أكبر، نظرا إلى وقوعه على مرمى حجر من العاصمة الروسية، حيث جرى النظر إلى الأمر بمثابة نيل من السيادة.

وفى رد سريع للفعل، أمر الرئيس الروسى فلاديمير بوتين بتشديد المراقبة على الحدود مع أوكرانيا، من أجل ضبطها والعمل على هدم تكرار هجوم المسيرات.

من جانبه، أعلن وزير الخارجية الأوكرانى دميترو كوليبا، أمس، أن بلاده تجاوزت أصعب شتاء فى تاريخها شهد قصفًا روسيًا مكثفًا أغرق ملايين الأشخاص فى الظلام.

وقال كوليبا على فيس بوك: «كان الجو باردًا ومظلمًا، لكننا لم نرضخ»، مضيفًا أن «أوكرانيا هزمت رعب الشتاء»، بعد أكثر بقليل من عام على بدء الغزو الروسى.

وأوضح الوزير «وقف شركاؤنا إلى جانبنا وقدموا لنا يد العون، كما كسب الاتحاد الأوروبى، على عكس تهكمات موسكو، ولم يتجمد بدون الغاز الروسى الخاضع للعقوبات»، وتابع «ما زال الطريق نحو النصر النهائى طويلًا، لكننا نعرف بالفعل كيف ننتصر».

وشهد فصل الشتاء فى أوكرانيا سلسلة طويلة من الهجمات بالصواريخ الروسية والمسيرات مستهدفة مواقع الطاقة، ما تسبب بشكل منتظم فى انقطاع التيار الكهربائى والمياه لساعات طويلة، وحصلت كييف تدريجيًا على أنظمة دفاع مضادة للطائرات من حلفائها الغربيين، وخففت روسيا من وتيرة هجماتها ونطاقها.

وفى أوزبكستان قال وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن، أمس، إن الولايات المتحدة الأمريكية ستبقى ملتزمة بالدفاع عن سيادة أوكرانيا وكل دول آسيا الوسطى، مؤكدا أن بلاده سترحب بالسلام فى أوكرانيا لكن بوتين لا يريد إنهاء الحرب.

جاء ذلك خلال زيارته الأولى لأوزبكستان، دعاها فيها إلى احترام الحريات الأساسية، وأفاد بلينكن بأنه لا خطط للقاء وزيرى الخارجية الروسى والصينى خلال اجتماع مجموعة العشرين.

وتندرج زيارة وزير الخارجية إلى أوزبكستان فى إطار جولة تستغرق يومين إلى آسيا الوسطى، حيث تأمل واشنطن فى تعزيز نفوذها فى مواجهة قوة الوصاية الروسية السابقة والحضور المتنامى للخصم الصينى.

 وفى سويسرا، خلص استطلاع جديد إلى أن السويسريين منقسمون بشأن السؤال المثير للجدل حول إرسال ذخيرة لأوكرانيا، إذ يؤيد 50% هذا الأمر، فى حين يعارضه 46%.

ونُشر الاستطلاع، الذى أجرته مجموعة «تاميديا» الإعلامية، أمس قبل مناقشة برلمانية بشأن ما إذا كان يجب تغيير القانون من أجل إرسال الذخيرة، ومنعت الحكومة السويسرية ألمانيا ودولًا أخرى من نقل الذخيرة السويسرية إلى أوكرانيا، معللة ذلك بموقفها المحايد، وهذا أيضًا ما هو منصوص عليه فى عقود التوريد الخاصة بالعتاد الحربى السويسرى.

وهذا دفع لجنتين برلمانيتين لاقتراح إجراء تغيرات على القانون، وتم طرح سلسلة من المقترحات. مع ذلك، يمكن إجراء استفتاء لعرقلة أى تغيير، مما يعنى أنه من غير المتوقع منح أى تراخيص لنقل الذخائر قبل عام 2024.

وفى الاستطلاع الذى شمل أكثر من 27 ألف مشارك، عارض من هم أصغر سنًا مثل هذا الإرسال.

فى حين صوت 36% ممن هم أقل من 35 عامًا لصالح الإرسال، وارتفعت النسبة إلى 66% بين من هم أكثر من 65 عامًا.

وفى برلين، أعلن وزير الدفاع الألمانى، بوريس بيستوريوس، أمس، أن الجيش الألمانى غير قادر على الدفاع عن ألمانيا، فى حال وقوع حرب، بسبب قلة الموارد التى يملكها، وعدم كفاية الأفراد.

وقال بيستوريوس، خلال مؤتمر الحزب الاشتراكى الديمقراطي، فى مبنى البرلمان الألمانى (البوندستاج)، إن «ألمانيا ليس لديها قوات مسلحة تمتلك قدرات دفاعية قادرة على حماية البلاد من «حرب وحشية».

وأشار بيستوريوس إلى أن ألمانيا بحاجة إلى زيادة الاستثمار فى تحديث الجيش، للوفاء بالتزاماتها تجاه أعضاء حلف الناتو الآخرين.

وتابع قائلا: «علينا سد الثغرات التى نشأت فى الـ 30 عامًا الماضية».

واعتبر بيستوريوس أن من بين أوجه القصور التى تواجه القوات المسلحة الألمانية، العدد غير الكافى للأفراد الذين يخدمون داخل الجيش، ونقص المعدات والأسلحة، لا سيما بعد تقديم أسلحة إلى أوكرانيا.