الأحد 22 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«الشيوخ» يطالب باستعادة الدور التاريخى لقصور الثقافة والمسارح

وافق مجلس الشيوخ، برئاسة المستشار عبدالوهاب عبدالرازق، على إحالة طلب المناقشة بشأن سياسة وزارة الثقافة نحو استعادة الدور التاريخى لقصور الثقافة والمسارح فى نشر التوعية الفكرية وتعليم الفنون الثقافية كإحدى الركائز الأساسية لبناء الإنسان المصري، ودعا رئيس الشيوخ، اللجنة لدراسة موضوع طلب المناقشة العامة، وإعداد تقرير بشأنها للعرض على المجلس. 



قال النائب باهر غازى، عضو مجلس الشيوخ: إن قصور الثقافة فى مصر تعد واحدة من أهم المؤسسات المصرية ذات الدور التاريخى فى تقديم الخدمات الثقافية والفنية، وتهدف إلى رفع المستوى الثقافى وتوجيه الوعى القومى للجماهير فى العديد من المجالات مثل الموسيقى والأدب والفنون ولها أنشطة خاصة تجميع الثقافات مثل المرأة والأطفال والشباب، مشيرًا إلى أن مصر يوجد بها عدد من قصور الثقافة على مستوى الجمهورية لا يقل عن 500 قصر ثقافة فى مختلف المحافظات. 

وأضاف أن المسارح أحد أشكال الفنون الأولى التى عرفها الإنسان، وأنشئت المسارح فى مصر، تلبية لحاجات اجتماعية وسياسية وأخلاقية وتعليمية للمجتمع وقال عضو مجلس الشيوخ: كما تعد المسارح أهم وسائل القوى الناعمة لنشر الوعى بالهوية المصرية والثقافية فى مختلف المجالات، وأكد د. محمود مسلم، رئيس لجنة الثقافة والإعلام بمجلس الشيوخ، أن الحديث عن الثقافة والوعى يأتى فى وقت تتعرض فيه مصر لحملات ممنهجة لتغييب الوعى والتأثير على الشباب الصغير، «حملات ممولة من إطلاق الشائعات وكسر القدوة وهز الثقة»، موضحا أن الأهداف واضحة ويشعر بها كل مصرى، مؤكدًا أن الثقافة والوعى أكبر من وزارة الثقافة ولا يمكن اختزالها فى وزراة الثقافة. 

وشدد مسلم على أن «القوة الناعمة فى مصر بخير من فنانين ورجال الفن وغيرهم، لافتا إلى مبادرات الشراكة بين وزراة الثقافة والشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، مثل سينما الشعب، مقترحًا أن يكون هناك «مجلس أعلى للثقافة يضم وزارات أو مجموعة وزارية فى الحكومة لأنها قضية خطيرة ومهمة فى هذا الوقت، مواصلًا أن الثقافة والوعى تحافظان على الإنجازات التى نراها فى كل شبر فى مصر»، موضحًا أن قضية الوعى تحتاج لمجلس أعلى والأدوات التكنولوجية جعلت كل الأمور يمكن أن تصل لكل شاب بشكل أفضل تكنولوجيًا وبشكل سريع. 

واقترح الفنان يحيى الفخرانى، عضو مجلس الشيوخ، إقامة ندوات ولقاءات بين الفنانين والجماهير فى قصور الثقافة عقب عرض المسلسلات الناجحة المؤثرة فى الجمهور، وأوضح أنه منذ  بداية انتشار التليفزيون أثر على المسرح، مقترحا استغلال انجذاب المواطنين للتليفزيون بالشكل القوي،  قائلًا: « من الممكن أن يجوب أبطال المسلسلات الناجحة والمؤثرة  قصور الثقافة. 

وعلق المستشار عبدالوهاب عبدالرازق، رئيس مجلس الشيوخ، قائلًا «أضم صوتى لصوتك بتعديل بسيط ماذا لو تم التوافق على أقطاب المسرح إنهم ينزلون للناس فى المحافظات ولو بزيارات، ولن يتوفرهذا إلا من خلال قصور الثقافة ويتم دعوة فنانين كبار زى سعادتك ييجى بلد  فى الصعيد وغيره ويحضر ملتقى ومناقشة»، مضيفًا «أعلم يقينًا زيارة الفنانين الكبار غير متوافرة حتى الآن فى صعيد مصر»، مشيرًا إلى أن «فى التاريخ القديم كيف كان الريحانى ينزل أعماق الريف المصري». 

وأكد خالد جلال، رئيس قطاع الإنتاج الثقافى والقائم بأعمال البيت الفنى، ضرورة التعاون بين وزارات الثقافة والتعليم والإعلام والاتصالات لنشر الوعى والفنون، ولفت إلى وجود إنتاج مسرحى ضخم وصل لنحو 5 آلاف مسرحية عن طريق قصور الثقافة والجامعات، وأشار إلى وجود خطة تحتوى على إنتاج أعمال كبار الكتاب بدءًا من توفيق الحكيم حتى الكاتب عبدالرحيم كمال، مؤكدًا أهمية دور وزراه الاتصالات فى الفترة المقبلة، لنشر الوعى والثقافة من خلال الأدوات التكنولوجية الحديثة، وسط العالم المفتوح «المعركة أكبر، وتابع أن نشر الوعى يحتاج التنسيق بين كافة الوزارات المعنية. 

وأوضحت النائبة سها سعيد، وكيل لجنة الثقافة والسياحة والآثار والإعلام بالشيوخ، أن الضرائب المفروضة على مسارح القطاع الخاص تعرقل دورها، مضيفة أن مسرح القطاع الخاص كان رائد الحركة الفنية فى مصر، وبسبب الضرائب لم تعد  كثير من المسارح  تقوم بدورها.  

وشددت على ضرورة مراجعة البنية التشريعية بما يدعم هذا القطاع، لافتة إلى أن البيروقراطية تعيق قدرتها  على تطوير دورها وانتشاره ، وأن هذا  يعيق  أيضًا قيام قصور الثقافة القيام بدورها، وطالبت بالتصدى لكل العراقيل التى تحول دون قيام الجهات والمؤسسات الثقافية المختلفة بدورها. 

وطالب النائب محمود القط، عضو مجلس الشيوخ عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، وزارة الثقافة بمؤشرات واضحة لقياس الأداء فى مجال دعم القطاعات الثقافية المختلفة، موضحًا أن هذا الأمر ضرورة فى ظل الزيادة السكانية التى نشهدها الأمر الذى يتطلب مضاعفة الجهود لمواكبة المستجدات وقياس الأثر التطبيقى لجهودها على أرض الواقع، وأضاف أنه لابد من تقيم الدور الذى تقوم به هذه المؤسسات والاهتمام بمعيار الكفاءة والجودة.

وأوضح أن قصور الثقافة هى عصب الوعى المجتمعى فى مصر، وكلما زاد نشاط قصور الثقافة كلما زاد الوعى لدى المواطنين، موضحًا أن الدولة اهتمت بقصور الثقافة منذ عام 1945، وانبثقت منها بيوت الثقافة وظهر الاهتمام بتربية الأطفال والابتكار والإبداع ومقاومة الفكر المتطرف، مواصلًا أنه كلما قل الاهتمام بقصور الثقافة تخللت الأفكار المتطرفة لنسيج المجتمع، ولا شك أن الدولة تقوم بجهود كبيرة ولابد أن يشعر المجتمع بذلك، وأن ينعكس ذلك عليه ونستشعره على أرض الواقع.