السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الغش لا يدوم

الغش لا يدوم

فى واقعة تحدث لأول مرة شهدتها نتيجة الفصل الدراسي الأول من عام 2023 لطلاب الفرقة الأولى فى كلية طب جامعة أسيوط بعد رسوب 652 طالبًا وطالبة من أصل عدد كبير من الطلاب لتتخطى بنسبة الرسوب الـ50٪ من عدد الطلاب فى الفرقة الأولى بالكلية وهى ظاهرة تحدث لأول مرة فى تاريخ جامعة أسيوط العريقة.



رغم أن الجامعة عادت وصححت الموقف مؤكدة أن من بين هؤلاء الطلاب نحو 300 طالب سودانى إلا أن رسوب أكثر من 350 طالبًا مصريًا أغلبهم من محافظة سوهاج هو أمر يدعو إلى التوقف عنده كما أن هذه الحادثة لم تكن الأولى من نوعها ففى العام الماضى حدث نفس الموقف فى جامعة سوهاج عندما رسب 229 طالبًا وطالبة فى كلية طب جامعة سوهاج فى الفرقة الأولى فى الترم الثانى الأمر الذي يثير الشكوك حول مجاميع هؤلاء الطلاب فى الثانوية العامة خاصة إذا تذكرنا نتيجة الثانوية العامة فى العامين الماضيين وحصول أبناء الأكابر فى مراكز ومدن سوهاج وبعض مراكز ومدن أسيوط على مجاميع مرتفعة ومتساوية بين عدد كبير من الطلاب فهل لهذا تأثير؟

فى  الأول والآخر الشكر كل الشكر لإدارة الجامعة سواء فى أسيوط أو سوهاج خاصة جامعة أسيوط وكلية طب أسيوط العريقة التى خرجت العديد من الأطباء العلماء الذين يشهد لهم العالم فى شخصهم بعد أن نبغوا فى مصر وخارجها والتى وقفت بالمرصاد لفلترة هؤلاء الطلاب الذين دخلوا الجامعة بمجاميع تفوق قدرتهم الحقيقية حتى فوجئوا بالحقيقة المرة داخل الجامعة والتى تختلف اختلافًا كليًا عن الدراسة فى الثانوية العامة.

يجب على  المسئولين عن التعليم البحث فى أسماء هؤلاء الطلاب وإذا تأكد أنهم من المدارس التي حصلوا فيها على مجاميع كبيرة بالغش والتدليس كما يردد البعض فلا بد أن تكون هناك وقفة ولا بد من حصر هؤلاء الطلاب فى كل الجامعات لمعرفة موقفهم الحقيقى خاصة أن الطالب الذي يحصل على  مجموع يفوق قدراته الحقيقية فإنه لا بد له من الفشل لأنه التحق بكلية تفوق استيعابه الذهنى وعلى أولياء أمور الطلاب أن يستفيدوا من الدرس بأن قدرات أبنائهم لن تستوعب أكثر من طاقتهم فالغشاشون فرحتهم دائمًا وأبدًا مؤقتة لأنه سوف يفشل لا محالة لأن مستواه الحقيقي لا يؤهله لدخول كلية مثل كلية الطب وكان يمكن أن يصبح عالمًا فى كلية أخرى تستوعب قدراته الحقيقية.

على أولياء الأمور أن يعلموا أن فرحتهم بحصول أبنائهم على مجاميع كبيرة بالغش هى فرحة مؤقتة وبعدها سيكتشفون الحقيقة المرة بأن أبناءهم فى طريقهم إلى الفشل الذريع وأن ما يحدث فى  الثانوية العامة لا يمكن أبدًا أن يمر مرور الكرام فى  الجامعة خاصة فى جامعات عريقة مثل جامعة أسيوط وكذلك جامعة سوهاج التى يقودها أساتذة لهم أسماؤهم فى عالم الطب داخل وخارج مصر.

وعلى المجتمع أن يقف ضد هؤلاء الذين يعبثون بالتعليم من أجل حصول أبنائهم على فرص غيرهم وقد يكلف ذلك الدولة آلافًا بل ملايين الجنيهات بعد أن يلتحقوا بكليات ليست من حقهم ثم يكون مصيرهم الفشل. حفظ الله مصر وحفظ أبناءها من الغشاشين والمفسدين فى الأرض.