الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

عظيمات مصر

الرئيس يشهد احتفالية المرأة المصرية والأم المثالية لعام 2023

أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى، أهمية دور المرأة المصرية فى حماية المجتمع والدولة، وقال «لن ننسى أن المرأة منذ عام 2013 وحتى الآن لعبت دورًا كبيرًا فى حماية مصر، ففى 30 يونيو تصدرت المشهد وعندما طالبت بنزول المواطنين يوم 26 يونيو خلال شهر رمضان من نفس العام لإعطائى تفويضًا، كانت المرأة هى محور الحركة والدافع وراء نزول جميع أفراد الأسرة».



وأضاف الرئيس، فى كلمته خلال الاحتفال بالمرأة المصرية والأم المثالية 2023، فى مركز المنارة للمؤتمرات الدولية بالتجمع الخامس بالقاهرة الجديدة، أن المرأة هى التى قدمت الشهيد فداء للوطن، وهو يعد أصعب موقف تواجهه، مشيرًا إلى أن المرأة تحملت الظروف الصعبة التى تمر بها البلاد.

وأوضح السيسى، أن المرأة هى التى تتحمل أعباء التربية، لافتًا إلى أن إعطاء الأولوية لبناء الإنسان وتوعيته عندما يكبر يعد محل اعتبار، حيث ستختفى فى هذه الحالة العديد من الظواهر السلبية مثل التنمر والتحرش وغيرها.

وقال الرئيس: «إنه نشأ فى منزل تتوفر فيه الرحمة والحنان»، مضيفًا: «عندما يحدث أى خلاف فى الأسرة فإن المرأة هى التى تتحمل المسئولية»، متابعًا: «إننى لست ضد الرجل أو منحازًا للمرأة ولكن نحاول أن نكون منصفين، فالمرأة هى عماد البيت المصرى والمسئولة عنه ويجب إعطاؤها حقوقها وانصافها».

واستشهد «السيسى»، برد فعل النبى محمد صلى الله عليه وسلم، حينما قامت إحدى زوجاته بضرب وعاء الطعام وكسره أمام الصحابة، حيث قال الرسول «غارت أمكم»، لافتًا إلى أن النبى الكريم أوصى بالأم وذكرها فى حديث شريف عندما سأله أحد الصحابة «من أحق الناس بحسن صحبتى يا رسول الله»، فذكر الرسول الأم ثلاث مرات.

ووجه الرئيس، التهنئة للمواطنين بمناسبة الاحتفال بعيد الأم وحلول شهر رمضان الكريم، قائلاً: «إن المرأة إنسانة رقيقة وحساسة جدًا»، مضيفًا «أن الرجل لو فهم ذلك جيدًا وانتبه لها وتعامل كذلك فى العمل مع زميلته وفى بيته مع زوجته أو ابنته أو أخته لن يحدث رد الفعل الذى من الممكن أحيانًا ألا يتوقعه».

وأكد «السيسى»، أنه فى حال الاهتمام ببناء الإنسان وتوعيته منذ الصغر سيكون ذلك محل اعتبار فى التعامل مع بعضنا البعض، حيث ستنتهى مظاهر التنمر والتحرش وغيرها من الظواهر السلبية. وشدد الرئيس، على أن كل ما نقابله فى حياتنا تم بناؤه على أكتاف المرأة، مشيرًا إلى أن الكثير يتساءل عن سبب الرحمة التى اتسم بها، مضيفًا: «أن ذلك يرجع إلى البيت الذى نشأ به وأن والدته كانت تتسم بذلك أيضًا».

وتابع «السيسى»: «إن دور الأم والأخت والبنت كبير وهام فى المجتمع»، لافتًا إلى أن البعض يعتقد أنه منحاز للمرأة، ولكن هذا غير صحيح، قائلاً «أنا أحاول أن أضبط الميزان فقط».

وتساءل الرئيس: فى حال حدوث خلاف فى منزل ما من سيتحمل المسئولية عندما تخرج الأمور عن السيطرة؟، وأجاب: «أن المرأة بالطبع هى من تتحمل المسئولية، وأن جميع الأحداث التى نعيشها تؤكد أن المرأة هى من تتحمل المسئولية»، مشددًا فى الوقت ذاته على أنه ليس ضد الرجل ولكنه يحاول فقط أن يكون منصفًا مع الدور الذى تقوم به المرأة خاصة فى مصر.

وأكد «السيسى»، أن المرأة المصرية خلال عام 2013 وحتى الآن كان لها دور كبير فى حماية مصر، مشيرًا إلى أن من تصدر المشهد فى 30 يونيو هى المرأة، وأيضًا عندما طلب النزول من الشعب المصرى للحصول على تفويض لمواجهة الإرهاب، تصدرت المرأة المشهد أيضًا، قائلاً: «عندما رأت الدنيا كلها هذه الأعداد الغفيرة التى نزلت إلى الميادين أدركوا أن الموضوع ليس حركة للجيش، ولكن البلد رافضة وأن الجيش يدعم هذا الرفض الشعبى».

وقال الرئيس: «إن أصعب شىء على الأم التى ربت وصبرت وسهرت وقدمت الحنان لأبنائها أن تسمع نبأ استشهاد ابنها فداء للوطن»، مؤكدًا أن الأم تقف بصلابة حتى فى الأزمات والأيام الصعبة التى تمر بها البلاد، مضيفًا: «أيامنا صعبة وأنا أعترف بذلك ليس لأجاملكم أو أطيب الخواطر وإنما نحن واحد.. فمن تقوم بهذا الدور فى البيت هى المرأة»، مستشهدًا بالحديث النبوى الذى أوصى فيه بحسن صحابة الأم وكررها «ثلاث مرات»، تقديرًا لعظيم دور الأم فى الحياة، وانصافًا لها ولدورها الذى يدرسه لنا الرسول الكريم صلى عليه وسلم بشأن الأم، كما استشهد الرئيس بالآية القرآنية «وحملته أمه وهنًا على وهن».

وأضاف السيسى: «يتجدد اليوم لقاؤنا السنوى ومعه تتجدد سعادتى وفخرى بلقاء عظيمات مصر، العظيمات فى القوة وفى الحكمة فى الصبر وفى التضحية فى عشق الوطن وفى حفظ هويته وأصالته».

وقدم الرئيس خالص التحية والتقدير إلى المرأة المصرية، قائلاً : «أقول لكل سيدة وفتاة لكل أم وزوجة وابنة كل عام وأنت مبعث فخر لمصر.. كل عام وأنت صوت الضمير ورمز التضحية والرحمة كل عام وأنت مصدر السعادة والبهجة والداعمة فى وقت الشدة».

وتابع الرئيس: «عظيمات مصر.. يزداد فخرى كل عام، وأنا أشهد ما وصلت إليه المرأة المصرية، وما حققته من إنجازات، فى جميع المجالات ومع شعورى بالفخر، يزداد يقينى بأهمية مواصلة تعزيز حقوق المرأة باعتبار ذلك هو الطريق القويم، نحو إقامة مجتمع صحى ومتوازن يستند إلى العدل والانصاف، ويستفيد من جميع الطاقات الكامنة، فى بناته وأبنائه».

وأكد السيسى، أن المرأة فى جميع أدوارها فى المجتمع أثبتت مرة بعد الأخرى، أنها معين لا ينضب من الوعى السليم ومزيج فريد من العقل والقلب، ومن الموضوعية والعاطفة بما جعلها دائمًا، قوة دفع هائلة للوطن فى محنه وشدائده، قبل أوقاته السارة والسعيدة.

وتابع الرئيس: «وبالصدق أقول لكم، كمواطن مصرى، مهتم بأحوال هذا الوطن وشعبه، إن المرأة المصرية تستحق ما هو أفضل وتستحق من الدولة والمجتمع أن يبذلا قصارى الجهد لتوفير الظروف الملائمة لحفظ حقوقها وتعزيزها وتفعيل دورها فى جميع المجالات».

وأعلن السيسى، أنه استكمالًا لمسيرة دعم المرأة المصرية، وجـهت الحكومـة بـ»إصدار قرار بتمثيل المرأة، فى مجالس إدارات الهيئات العامة، وشركات قطاع الأعمال والشركات التابعة لها ـ زيادة الأنشطة التدريبية للسيدات بهدف زيادة أعداد المؤهلات منهن، للوصول إلى المناصب العليا بالدولة ـ التوسع فى البرامج التدريبية فى المجالات التكنولوجية والرقمنة بهدف زيادة فرص تمكين المرأة، ومشاركتها فى فرص العمل ووظائف المستقبل».

ووجه الرئيس، بالتوسع فى دعم مشروعات الادخار والإقراض الرقمية، فى المشروع القومى لتنمية الأسرة المصرية، والبرامج التنموية المختلفة من خلال بناء قدرات المرأة، لتنفيذ مشروعات صغيرة خضراء وأنشطة مستدامة مدرة للدخل، مكلفًا الحكومة بدعم البيئة التشريعية والمؤسسية، للمشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر الخاصة بالمرأة بتسهيل إجراءات اللوائح المصرفية والبنكية. كما وجه السيسى، بتحفيز مشروعات المرأة، ودخولها ضمن أنشطة المجتمعات الصناعية بهدف تعزيز مساهمة المرأة، فى توطين الصناعة الحديثة فى مصر، فضلاً عن متابعة مؤشر المساواة فى الأجر بين الجنسين، واتخاذ ما يلزم من إجراءات، لضمان استدامة التحسن فى هذا المؤشر، بالإضافة إلى حماية المرأة العاملة، وضمان حقوقها فى مشروع قانون العمل، كما قرر إصدار قرار بالعفو الرئاسى عن جميع الغارمين والغارمات، ممن يقضون عقوبات بمراكز الإصلاح والتأهيل، والإفراج عنهم قبل حلول شهر رمضان المعظم. وأكد الرئيس أن المرأة المصرية كانت دائمًا هى كلمة السر، ومفتتح الكلام ومنتهاه، وطاقة العطاء والصبر والتحمل، وأيقونة الإصرار والعزيمة والنجاح، مشددًا على أنه كان من المهم أن يكون أهلنا من الغارمين موجودين فى بيوتهم ومع أسرهم خلال شهر رمضان لإدخال البهجة والسرور عليهم، مضيفًا: «إننا كنا حريصين على أن يكون قانون الأحوال الشخصية الجديد متوازنًا وموضوعيًا للغاية وبعيد النظر، لأن هدفنا فى النهاية هو حماية الأسرة والأبناء، وهذه قاعدة عامة يجب الانتباه لها ونؤكد عليها».

وتعقيبًا على مداخلة وزير العدل المستشار عمر مروان، حول صندوق الأسرة المصرية، أكد الرئيس أنه يحاول من خلال ذلك الصندوق أن تتصدى الدولة للمشكلات والتحديات التى يعانى منها المجتمع، مشيرًا إلى أنه خلال حديثه مع رئيس هيئة الرقابة الإدارية منذ خمس سنوات، أعرب عن رغبته فى حال أن فقدت أسرة ما من يعولها أن يتم العمل على إنهاء إجراءات معاش لها فى ذات الوقت الذى يتم العمل فيه على استخراج شهادة وفاة له، وأن الهدف من ذلك ألا تنهار الأسرة فى حالة فقد من يعولها .

وتساءل الرئيس: «لماذا يجب أن يتحمل كل منزل هموم بناته فى حال انفصالها عن زوجها؟»، وأجاب: «عندما يتم إنشاء الصندوق وتزويده بالموارد من قبل الزوج والزوجة المقبلين على الزواج وأيضًا بمبلغ مماثل من جانب الدولة، فإنه ستكون هناك آليات صرف مؤقتة، فى حال حدوث مشكلة، لحين انتهاء إجراءات التقاضى».

وحول موضوع صندوق الأسرة، قال الرئيس: «إنه يرى أن موارد الصندوق ينبغى أن تتراوح ما بين 40 و50 مليار جنيه»، مضيفًا: «عندما تعلن وزارة التضامن الاجتماعى بأننا مدينون بنحو 350 مليون جنيه فإن معنى ذلك أن هذا المبلغ دين»، موضحًا أن مبلغ الـ350 مليون جنيه ليست قضية لأننى أبلغتهم بأنهم لو وضعوا مليارين أو خمسة مليارات جنيه ستضع الدولة مبلغًا مماثلاً لأن الصندوق عندما يكون قويًا فإنه يشكل ضمانًا اجتماعيًا لأسرنا».

وأكد السيسى، أن الدولة الحديثة هى التى تنظر إلى كل المشكلات وتقوم بتبنى آليات وأفكار لحلها لتكون منظومة عمل وليست وجهات نظر، مشددًا على أن الانطباع عن معدلات الطلاق فى مصر ليس مثل الحقيقة، فلدينا إحصائيات كاملة ودقيقة على مدار عشرات السنين، مؤكدًا ضرورة العمل على توثيق الطلاق فى الوقت الراهن، حتى يتم وضع ضوابط محددة لكل التصرفات، مشيرًا إلى إجراء العديد من النقاشات فى هذا الشأن.

وأوضح الرئيس، أن هذا الإجراء بتوثيق الطلاق يهدف إلى حماية المجتمع والحفاظ على سلامته وأيضًا الحفاظ على حقوق المواطنين، مؤكدًا حرص الدولة على أن يكون قانون الأحوال الشخصية الجديد متوازنًا.

واختتم السيسى، كلمته مؤكدًا أن وطنًا هذا هو شعبه، وهؤلاء هم رجاله ونساؤه، لا يخشى عليه، وأننى على ثقة كاملة، بأننا سنمضى فى طريق الأمل والمستقبل، على أفضل ما يكون بإذن الله»، موجهًا الشكر لجميع الحضور، قائلاً: «كل عام وأنتم بخير.. وبالله العظيم وبالمرأة المصرية العظيمة «تحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر».