الإثنين 12 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

حناجز ذهبية

محمود خليل الحصرى

القرآن الكريم نزل بمكة وكُتب فى العراق وقُرئ فى مصر، لذا استحقت المحروسة أن تكون بحق «دولة التلاوة»، التى هادت العالم بحناجر ذهبية صدحت بأصواتها فأطربت المسامع، وتجلّت بمقامات تقشعر لنغمها الأبدان، لذا ترصد لكم جريدة «روزاليوسف» يوميًا فى رمضان، قصص أصحاب الحناجر الذهبية من القُراء المصريين الذين جابت أصواتهم العالم ولا تزال.



«صوتٌ يعى ما يقول»، هكذا وصف خُبراء الأصوات، طبيعة صوت الشيخ الراحل محمود خليل الحصرى، والذى عُرف بلقب «شيخ المقارئ المصرية».

كان صوت «الحصرى» يتسرّب كنسمة الهواء مع ساعات الصباح الأولى، تسمعه فى كل مكان حولك، عند البائعين فى الأسواق الشعبية، فى المواصلات العامة، بل وتجده أيضًا يصدح فى سرادقات العزاء، لأنه بمثابة «صوت القرآن فى أذهان المصريين».

بتاريخ 1917، وُلد محمود خليل الحصرى بقرية شبرا النملة التابعة لطنطا، ألحقه والده بكتّاب القرية، ليحفظ القرآن الكريم، إذ أتم الحفظ فى الثامنة من عمره، وعندما وصل لسن الثانية عشرة، انضم إلى المعهد الدينى فى طنطا، ثم تعلم القراءات العشر بعد ذلك فى الأزهر. أخذ شهاداته فى علم القراءات ثم تفرغ لدراسة علوم القرآن، نظرًا لتميز صوته ودقته عن أقرانه.

وفى 1955، عُينَ «الحصرى» قارئًا فى مسجد الحسين بالقاهرة، وعين بعدها مفتشًا للمقارئ المصرية، ثم وكيلًا لمشيخة المقارئ المصرية، وتخصص فى علوم القراءات العشر الكبرى وطرقها وروايتها بجميع أسانيدها ونال عنها شهادة علوم القراءات العشر من الأزهر الشريف. أجاد «الحصري» قراءة القرآن بالقراءات العشر إجادة تامة، وكتب عنها العديد من الكتب، وعُرف بعدة مميزات: «رزانة صوته، وحُسن أدائه لمخارج الحروف وصفاتها، ناهيك عن مراعاته التامة لأحكام الغُنَّات والمدود، ومراتب التفخيم والترقيق، وتوفية الحركات، والاهتمام بالوقف والابتداء، وغير ذلك من أحكام التجويد».

واللافت أنه حينما قرّرت السعودية وضع أجهزة صوتية فى الحرم المكى، تم إرسال طائرة خاصة للحصرى، كى يتم ضبط الأجهزة على صوته.

رحل الشيخ الحصرى، الاثنين 24 نوفمبر 1980، وترك فراغًا وصل عمره اليوم، أكثر من 40 عامًا.