تكفلت برعاية أيتام المسلمين
تتر الحجازية شاهدة على مكانة «النينان» الراقية فى الحضارة الإسلامية
علاء الدين ظاهر
لا أحد ينكر أن الإسلام أعطى المرأة مكانة كبيرة وتكريما لم تشهده فى أى دين آخر، وأعطى لها كامل حقوقها مثلما ألزمها بواجباتها تجاه زوجها وبيتها، وعند أهل اللغة نينان جمع نون والنون رمز للمرأة، ونينان راقية وصف النساء فى الحضارة الإسلامية.
فقد لازم الرقى نظرة الإسلام للمرأة، فى جميع مراحل عمرها منذ أن كانت بنتًا صغيرة وزوجة أصيلة وأمًا رحيمة، فهى الأخت والأم وهى الستر الجميل والحجاب المنيع، وهى القوارير المضيئة المتلألئة وهى موضع القوة والعفة.
وهى الزوجة الصديقة ورفيقة الدرب الحبيبة، وهى العيشة الراضية والمنزلة العالية هى الحضن الدافئ والعين الساهرة، وهى فى الحضارة الإسلامية أم السلاطين وأخت السلاطين ومربية الحكام والعلماء وذوى الرأى والدين، هى من ساهمت فى بناء المجتمع والحضارة على مدار السنين وستظل دائما نينان راقية.
وكما قال لنا احمد صيام مدير عام المتحف الإسلامى: كانت تتر الحجازية إحدى النينان الراقية وموضع تقدير واحترام كبيرين من عامة المصريين فى العصر المملوكى، فقامت ببناء مدرستها عام «761ه-1360م»، وجعلت فيها درسًا للفقهاء الشافعية ودرسا آخر للفقهاء المالكية، والتحق بها عدد كبير من ايتام المسلمين لحفظ القرآن الكريم.
وكان لكل منهم فى كل يوم طعام من الخبز النقى الأبيض وتحديدًا لكل منهم 5 أرغفة ومبلغ من النقود، وكسوتان لكل منهم صيفا وشتاءً، وهذه الكسوة بحسب كتاب الوقف الخاص بها عبارة عن طاقية وثوب يكون من الصوف شتاءً ومن القطن صيفًا.
وجعلت بالمدرسة خزانة كتب كبيرة ومنبر للخطبة يخطب من عليه فى يوم الجمعة، ورتبت له إمام يقيم بالناس الصلوات، وهذا هو المنبر المصون باسمها حتى الآن فى المتحف الإسلامى ضمن آلاف المقتنيات التى يضمها بين جدرانه، حيث يُعتبر المُتحف الإسلامى بالقاهرة أكبر المتاحف المتخصصة فى الفن الإسلامى فى العالم، وبه أكثر من 100 ألف تحفة فى جميع فروع الفن الإسلامى من مختلف العصور.
وتاريخيًا مدرسة وقبة تتر الحجازية أنشأتها السيدة تتر ابنة الناصر محمد بن قلاوون، وعرفت بالحجازية نسبة إلى زوجها ملكتمر الحجازى.






