الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

حناجز ذهبية

مصطفى إسماعيل

القرآن الكريم نزل بمكة وكُتب فى العراق وقُرئ فى مصر، لذا استحقت المحروسة أن تكون بحق «دولة التلاوة»، التى هادت العالم بحناجر ذهبية صدحت بأصواتها فأطربت المسامع، وتجلّت بمقامات تقشعر لنغمها الأبدان، لذا ترصد لكم جريدة «روزاليوسف» يوميًا فى رمضان، قصص أصحاب الحناجر الذهبية من القُراء المصريين الذين جابت أصواتهم العالم ولا تزال.



القارئ الأول وقارئ القصر وملك المقامات ولحن السماء.. هكذا لقبه جمهوره فى شتى بقاع الأرض فهو أحد الكبار الخمسة الذين سجلوا القرآن الكريم كاملًا للإذاعة المصرية. 

5 عقود مرت على وفاة الشيخ مصطفى إسماعيل، الذى تربع على عرش التلاوة بموهبته التى منحها له الله من قدرة على تطويع حنجرته لقراءة القرآن الكريم بطريقة السهل الممتنع مع إتقان شديد للمقامات الموسيقية بطريقة عجيبة جعلته متفردًا وإن قلده الكثيرون من القراء فى مصر والعالم.

فى السابع عشر من يونية عام ١٩٠٥، ولد مصطفى محمد المرسى إسماعيل لأسرة بسيطة ومحبة للقرآن الكريم، فى قرية ميت غزال مركز السنطة بمحافظة الغربية، ولما وصل الخامسة أرسله والده ليدرس القرآن الكريم فى كتاب القرية، ثم ألحقه بالمعهد الأحمدى الأزهرى فحفظ القرآن الكريم وهو فى الثانية عشرة من عمره، ولم يكتف بذلك بل حفظ القراءات العشر وهو فى السادسة عشرة على يد شيخه إدريس فاخر.

تعرف الشيخ مصطفى إسماعيل على كبار القراء، مثل الشيخ محمد رفعت والشيخ الشعشاعى والشيخ محمد الصيفى الذى آمن بموهبته. 

كان الشيخ مصطفى إسماعيل محبًا للموسيقى، لذا أجاد فن المقامات الموسيقية وتميز بها عن غيره، كما ارتبط الشيخ مصطفى بعلاقة وثيقة بموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب وسيدة الغناء العربى أم كلثوم وكان يحب أغنية أنت عمرى.

لم يعتبر الرئيس جمال عبد الناصر، الشيخ مصطفى إسماعيل رجلًا من العصر البائد، بل احتفظ به وكرمه فمنحه وسام الاستحقاق، أما الرئيس السادات الذى كان يعشق صوت الشيخ مصطفى إسماعيل فاصطحبه معه عام 1977 فى زيارة للقدس، ليقرأ الشيخ فى المسجد الأقصى للمرة الثانية بعد أن قرأ فيه للمرة الأولى عام 1960.

وفى شهر ديسمبر من عام 1978، توفى القارئ المبدع مصطفى إسماعيل فى بيته بالإسكندرية عن عمر ثلاثة وسبعين عامًا وأقيمت له جنازة رسمية.