الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

حناجر ذهبية

محمد صديق المنشاوى

القرآن الكريم نزل بمكة وكُتب فى العراق وقُرئ فى مصر، لذا استحقت المحروسة أن تكون بحق «دولة التلاوة»، التى هادت العالم بحناجر ذهبية صدحت بأصواتها فأطربت المسامع، وتجلّت بمقامات تقشعر لنغمها الأبدان، لذا ترصد لكم جريدة «روزاليوسف» يوميًا فى رمضان، قصص أصحاب الحناجر الذهبية من القُراء المصريين الذين جابت أصواتهم العالم ولا تزال.



القرآن الكريم نزل بمكة وكُتب فى العراق وقُرئ فى مصر، لذا استحقت المحروسة أن تكون بحق «دولة التلاوة»، التى هادت العالم بحناجر ذهبية صدحت بأصواتها فأطربت المسامع، وتجلّت بمقامات تقشعر لنغمها الأبدان، لذا ترصد لكم جريدة «روزاليوسف» يوميًا فى رمضان، قصص أصحاب الحناجر الذهبية من القُراء المصريين الذين جابت أصواتهم العالم ولا تزال.

صوته العذب يستطيع أن يأخذك إلى رحلة فى عالم آخر فور سماعه، يرتل القرآن بهدوء لم يسبق له مثيل، استطاع الشيخ الذى لم يتجاوز 49 عاما عند وفاته أن يخلق لنفسه جمهور كبير من السامعين حتى بات من أشهر المرتلين للقرآن فى العالم العربي، هو الشيخ المنشاوى الذى له تاريخ طويل مع قراءة القرآن وتلاوته، والذى يوافق اليوم 20يونيو ذكرى رحيله عن عالمنا. ولد الشيخ محمد صديق المنشاوى يناير عام 1920 بمركز المنشأة فى محافظة سوهاج فى أسرة متدينة فوالده وجده كانا من مشاهير قراء القرآن الكريم فى ذلك الوقت، التحق بكتاب القرية، وعمره أربع سنوات، فأحاطه المعلم «أبومسلم» بمزيد من الرعاية والاهتمام، حتى أتم ختم القرآن الكريم وهو فى سن الثامنة، وانتقل إلى القاهرة ليتعلم علوم القرآن ونزل فى ضيافة عمه، وعند بلغ الثانية عشرة درس علم القراءات على يد الشيخ محمد مسعود الذى أعجب به، وأخذ يقدمه للناس فى السهرات، حتى بلغ الخامسة عشرة فاستقل عن شيخه ووالده بعد ذيوع صيته فى سوهاج وما حولها. لقِب الشيخ محمد صديق المنشاوى بـ»الصوت الباكي»، وما زال هذا اللقب يتردد حتى الآن، لعل ما يتذكره محبو الشيخ المنشاوي، ما قاله إمام الدعاة الشيخ الشعراوى عنه، حيث قال: من أراد أن يستمع إلى خشوع القرآن فليستمع لصوت المنشاوي.. وقال أيضًا إنه ورفاقه الأربعة- مقرئون الآخرون- يركبون مركبا ويبحرون فى بحر القرآن الكريم، ولن يتوقف هذا المركب عن الإبحار حتى يرث الله الأرض ومن عليها. سافر الشيخ محمد صديق المنشاوى إلى العديد من البلدان، بدعوات من رؤساء دول وكان يحمل فى الخمسينيات لقب «مقرئ الجمهورية العربية المتحدة»، وتلى القرآن الكريم فى المسجد الأقصى ومساجد الكويت وسوريا وليبيا وباكستان وغيرها وحصل على وسام الاستحقاق من الطبقة الثانية من دولة سوريا، وغيرها من الأوسمة والهدايا التى منحها له ملوك وزعماء الدول.

فى عام 1966، أصيب الشيخ المنشاوى بمرض فى المرىء نصحه فيه الأطباء بعدم إجهاد حنجرته، إلا أنه أبى إلا أن يكمل رحلته فى تلاوة القرآن الكريم، وظل يتلو القرآن الكريم حتى وفاته فى مثل هذا اليوم 20 يونيو عام 1969.