الثلاثاء 14 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

حناجز ذهبية

طه الفشنى

القرآن الكريم نزل بمكة وكُتب فى العراق وقُرئ فى مصر، لذا استحقت المحروسة أن تكون بحق «دولة التلاوة»، التى هادت العالم بحناجر ذهبية صدحت بأصواتها فأطربت المسامع، وتجلّت بمقامات تقشعر لنغمها الأبدان، لذا ترصد لكم جريدة «روزاليوسف» يوميًا فى رمضان، قصص أصحاب الحناجر الذهبية من القُراء المصريين الذين جابت أصواتهم العالم ولا تزال.



عذب الصوت، ينقل الكلمات بأسمى معانيها، فى تلاوته للقرآن الكريم خشعت معه القلوب والأذهان، جوّده ببراعة فأصبحت له مدرسة خاصه به، حيث أدخل النغم على التجويد مع المحافظة على الأحكام لأول مرة، وحينما اتجه للابتهال والإنشاد وضع بصمته المتميزة، فلقب بـ«سلطان المبتهلين».

الشيخ طه الفشنى، حُفر اسمه فى الذاكرة رغم تقلب الأيام وتعددها، ولا تزال تسجيلاته شاهدة على نبوغه وعلمه بأصول التلاوة، فضلًا عن ميراثه فى الإنشاد الدينى الذى ارتبط بشهر رمضان فى مصر والعالم الإسلامى، فحظى بعدة ألُقاب منها «صوت الخلود»، «مقرئ الملوك والأمراء»، «رائد الإنشاد الدينى».

ولد فى بنى سويف عام١٩٠٠، بدأت نشأته الدينية حينما درس فى الأزهر الشريف والتى حسمت مساره، وكان والده يعمل تاجرا للأقمشة، وحرص والده على إلحاقه بإحدى المدارس الابتدائية ليتلقى تعليمه، وألحقه بكتاب المركز لحفظ وتلاوة القرآن الكريم، أتم حفظه فى سن العاشرة على يد العزيز السحار أحد علماء الأزهر آنذاك، وحصل على شهادة القراءات العشر، والتحق بالإذاعة المصرية عام 1937، وكان ذلك بمثابة نقطة تحول فى حياته وانطلاقة جديدة له فى طريق الشهرة والتألق.

 ولجمال صوته، اختارته الخاصة الملكية عام1943 لإحياء ليالى شهر رمضان، وحتى قيام ثورة 1952 كان يقرأ القرآن بقصرى عابدين ورأس التين فى الإسكندرية، ويستمع الملك فاروق إلى تلاوته التى تمتد 45 دقيقة، فضلُا عن الدعوة الملكية لشخصه لتناول طعام الإفطار على المائدة الملكية فى شهر رمضان من كل عام، وكان القارئ المفضل للزعيم الراحل جمال عبدالناصر، الذى أهداه طبقًا من الفضة الخالصة ممهورًا بتوقيعه، ومن بعده الرئيس الراحل محمد أنور السادات. 

كان الشيخ طه الفشنى يحى إحدى الليالى الرمضانية بالإمام الحسين، فى عام 1937، واستمع إليه بالصدفة سعيد لطفى مدير الإذاعة المصرية فى ذلك الوقت، فعرض عليه أن يلتحق بالعمل فى الإذاعة، وأصبح مقرئًا للإذاعة ومنشدًا للتواشيح الدينية على مدى ثلث قرن.