السبت 20 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

حناجر ذهبية

محمد الطوخى

القرآن الكريم نزل بمكة وكُتب فى العراق وقُرئ فى مصر، لذا استحقت المحروسة أن تكون بحق «دولة التلاوة»، التى هادت العالم بحناجر ذهبية صدحت بأصواتها فأطربت المسامع، وتجلّت بمقامات تقشعر لنغمها الأبدان، لذا ترصد لكم جريدة «روزاليوسف» يوميًا فى رمضان، قصص أصحاب الحناجر الذهبية من القُراء المصريين الذين جابت أصواتهم العالم ولا تزال.



القرآن الكريم نزل بمكة وكُتب فى العراق وقُرئ فى مصر، لذا استحقت المحروسة أن تكون بحق «دولة التلاوة»، التى هادت العالم بحناجر ذهبية صدحت بأصواتها فأطربت المسامع، وتجلّت بمقامات تقشعر لنغمها الأبدان، لذا ترصد لكم جريدة «روزاليوسف» يوميًا فى رمضان، قصص أصحاب الحناجر الذهبية من القُراء المصريين الذين جابت أصواتهم العالم ولا تزال.. نتعرف اليوم على الشيخ محمد الطوخي، أحد أعلام المنشدين وقراء القرآن الكريم، والمُلقب بـ«شيخ المبتهلين»، والذى وُلد عام 1922، بقرية سنتريس، التابعة لمركز أشمون، بمحافظة المنوفية، وحفظ القرآن الكريم فى سن مبكرة، ثم التحق بالأزهر الشريف، وأجاد القراءات السبع والعشر، كما تعلّم عزف العود، وأتقن قواعد اللغة العربية، وإلقاء القصائد الشعرية، وجمع بين الابتهالات والإنشاد وقراءة القرآن الكريم والمأذونية الشرعية.

تقدم «الطوخي»، لاختبار الإذاعة فى الأربعينيات من القرن الماضى، وقُبل بها كمنشد ديني، ولُقب فى وقت قياسى بـ«شيخ المبتهلين»، لموهبته الرائعة فى الإنشاد الدينى والابتهالات، وما يتمتع به من حلاوة الصوت ودقة الأداء، حتى أصبح من مشاهير المنشدين فى مصر والعالم.

بعد اعتماده بالإذاعة سجل لها «الطوخي»، العديد من الابتهالات والتواشيح الدينية ومنها: السيرة المحمدية، ومن لى سواك، ولى فيكى يا أرض الحجاز حبيب، وأحيا العديد والعديد من الحفلات على الهواء مباشرةً من أكبر مساجد مصر كمساجد الإمام الحسين، والسيدة زينب، والسلطان أبو العلا، وغيرها من مساجد مصر.

بخلاف الإنشاد والابتهالات الدينية كان «الطوخى»، قارئاً متقناً للقرآن الكريم، وكان يقرأ القرآن خارج الإذاعة فى المناسبات العامة وفى المآتم وفى المساجد والليالى الرمضانية وغير ذلك فى الداخل والخارج وهو من الأصوات الجميلة والموهوبة والخاشعة فى تلاوات القرآن الكريم، ولكنه عُرف بالابتهالات الدينية أكثر لدى جمهور المستمعين، كما عمل أيضًا كمأذون شرعى لحى بولاق بالقاهرة.

سافر «الطوخى» إلى العديد من دول العالم، أبرزها الأردن، وقطر، والعراق، وسوريا، وماليزيا، وباكستان، وإيران، وأوغندا، ونيجيريا، وخلال رحلاته الخارجية حصل على العديد من شهادات التقدير، وعدد كبير من الأوسمة والجوائز العالمية.

توفى المبتهل الشيخ محمد الطوخى، فى 6 مارس عام 2009، عن عُمر ناهز الـ87 عامًا، بعد رحلة حافلة، وحياة مليئة بالعطاء، وصوت طاف أرجاء العالم.