الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

مواقع التواصل الاجتماعى تحتفى بالمسلسل

«رسالة الإمام» يُعيد الحياة للدراما الدينية

احتفى الجمهور عبر مواقع التواصل الاجتماعى بعودة الأعمال التاريخية الدينية إلى شاشة التليفزيون، ما جعل مسلسل «رسالة الإمام» عن حياة الإمام الشافعى يحظى بإشادة واسعة، مع توجيه الشكر لصناعه خاصة وأنه يناقش علاقة الإمام بمصر، وفترة مكوثه بها كأحد الأئمة المجددين.



لم يُرح ذلك البعض من المتشددين والمتربصين، وما لبث أن بدأت حملات الهجوم على المسلسل وتلفيق الصور والفيديوهات لأبطاله، ومحاولة ابتداع أخطاء تاريخية وإلصاقها بأحداث المسلسل.

دافع الشيخ خالد الجندى، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، عن مسلسل الإمام الشافعى، والذى يُعرض خلال موسم دراما رمضان هذا العام، كاشفًا سبب هجوم البعض على المسلسل.

وقال «الجندى»، إن الإمام الشافعى أحد الأئمة الأربعة الذى تحول لإمام أهل مصر خلال 4 سنوات تواجد بها فى مصر، إذ التف حوله المصريون، وأصبح أيقونة مصرية ومصريًّا حتى النخاع، مشيرًا إلى أنه كان رمزًا للقدرة على التغير فى الإفتاء، ورمزًا للمراجعات الفقهية.

وأضاف أن الإمام الشافعى هو إمام التجديد الفقهي، وأعداء مصر لا يطيقون أن يكون فى مصر رمز للتجديد الفقهي، وأن تتبنى الدولة والمجتمع والدراما ملف التجديد الفقهى.

وتابع عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية: «أى حاجة تتبناها مصر فى عيون أعداء مصر غير مقبولة وغير مستحبة، ولا بد أن تحارب بكل ما أوتوا من قوة».

وأوضح الجندى أنه تم استخدام اللغة العامية فى المسلسل حتى تتناسب مع أدنى مستويات الثقافة بمصر، ونظرًا لصعوبة فهم اللغة القبطية وعدم إمكانية استخدامها فى العمل الدرامى.

وأبدى إعجابه بأحد المشاهد للفنان خالد النبوى الذى يجسد شخصية الإمام الشافعى، أثناء قراءته للفاتحة دون البسملة فى الصلاة، والتى اعتبرها البعض خطأ لأنها مخالفة لفقه الشافعي، مشيرًا إلى أن ذلك من أدب وعبقرية الإمام الشافعى الذى كان يحترم المذاهب المخالفة.. وأشار إلى أن الصراع بين اللغة القبطية والعربية ظل لفترة طويلة بعد دخول الإسلام، ولم تتم ترجمة الكتاب المقدس للغة العربية إلا بعد دخول الإسلام لمصر بحوالى 5 قرون، أى بعد وفاة الإمام الشافعى بـ500 سنة.. ووجه حديثه لمنتقدي المسلسل، قائلًا: «خليكوا موضوعيين ولا تنجرفوا وراء جماعات وخفافيش الظلام اللى عايزين يطفوا نور الوعى والثقافة والعمل النافع للناس».

وأكد الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، أن الإمام الشافعى كان مجددًا فى فكره، قائلًا: «الإمام الشافعى كان يقدر ويحترم الإمام أبى حنيفة بشكل كبير».

وقال كريمة: «أجمع المحققون من العلماء على أن الإمام الشافعى مجدد القرن الثاني»، موضحًا «الإمام الشافعى نهل من علم الإمام مالك فى المدينة المنورة ثم انتقل إلى العراق ثم إلى اليمن وجاء إلى مصر».

وأكمل: «الديار المصرية شرفت بالإمام الشافعي»، مضيفًا: «منهج الإمام الشافعى جمع بين النقل والعقل»، لافتًا إلى أن «الإمام الشافعى محل تقدير فى آسيا وإفريقيا بشكل كبير»، مضيفا: «الإمام الشافعى له الكثير من الفضائل».

من جانبه قال الدكتور سامى عبدالعزيز، عميد كلية الإعلام بجامعة القاهرة سابقًا، إن عودة الاهتمام بإنتاج الدراما التاريخية الدينى يُعيد التوازن مع جرعات الترفيه فى دراما رمضان.

وقال «عبدالعزيز» فى تصريحات لـ«روزاليوسف» إن بعض مسلسلات الدراما فى رمضان على مدار السنوات الماضية شوّهت المجتمع المصري، وصدّرت عنه صورة سيئة لغير المصريين.

وتابع العميد الأسبق لكلية الإعلام: الدراما الدينية لها جمهور كبير وهم أغلبية، والشركة المتحدة تدرس خطواتها جيدًا قبل الإقدام عليها»، مشيرًا إلى أن إهمال إنتاج أعمال الدراما الدينية على مدار السنوات السابقة كانت خطأ.

واستعرضت دار الإفتاء المصرية عبر موقعها الرسمي، جانبًا من سيرة الإمام الشافعي، والذى يتم عرض مسلسل عن آخر 6 سنوات من حياته وهى الفترة التى عاشها فى مصر تحت اسم «رسالة الإمام»، واستعانت الدار بثلاثة مصادر فى تقريرها، وهى «سير أعلام النبلاء للذهبي، وكشف الخفاء ومزيل الإلباس لأبو الفداء، والمدخل لدراسة المذاهب الفقهية للدكتور على جمعة».

وقالت دار الإفتاء: الإمام الشافعى هو: أبو عبداللَّه محمد بن إدريس الشافعى نسيب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ولد فى سنة 150هـ بغزة، ومات بمصر فى سنة 204 هجرية.

وواصلت الدار: قَدِم الشافعى مكة صغيرًا، ونشأ يتيمًا فقيرًا فى حجر والدته، حتى إنها لم يكن معها ما تعطى المعلم، حفظ الإمام الشافعى رحمه اللَّه تعالى القرآن، ولما يتجاوز سبع سنين، وأخذ العلم عن شيوخ مكة منهم: سفيان بن عيينة.

وأشارت دار الإفتاء المصرية فى توضحيها، إلى أنه «وقد حيل بين الشافعى رحمه اللَّه تعالى وبين الرحلة إلى الإمام الليث بن سعد بمصر، ثم رحل رحمه الله إلى المدينة للأخذ عن علمائها وهو ابن ثلاث عشرة سنة، فقد كان حفظ «موطأ» الإمام مالك، وأراد أن يتلقاه عن الإمام مالك نفسه، وقد استصغر الإمام مالك سِنَّه فى أول الأمر، وطلب من الشافعى أن يحضر معه من يقرأ له، فلما سمع قراءة الإمام الشافعى أعجب الإمام مالك بها جدًّا، لفصاحة الشافعى وجودة قراءته، وقد لازمه من سنة 163هـ، وحتى وفاته سنة 179هـ».