الخميس 18 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
برلمان من نوع خاص
كتب

برلمان من نوع خاص




 


 

كرم جبر روزاليوسف اليومية : 21 - 12 - 2010



وداعاً للفهلوة و«الشو» والصوت العالي
(1)
- بالفعل مصر تحتاج برلماناً من نوع خاص، حتي يتمكن من إنجاز المهام الكبيرة الملقاة علي عاتقه، وينفذ تكليفات الرئيس التي تضمنها خطابه أمام الاجتماع المشترك لمجلسي الشعب والشوري.
- برلمان فيه نواب يغلبون «العقل» علي «العضلات» ويرسخون ثقافة الحوار الهادئ الموضوعي، وليس «الشو» والصراخ والصخب، مثلما كان يحدث في البرلمانات السابقة.
- مشروعات القوانين المطلوب إنجازها تُحتم ضرورة أن يستعين النواب ببيوت خبرة سياسية أو جهات متخصصة تعد لهم الدراسات والأبحاث بمختلف أنواعها، وليس الفهلوة والصوت العالي.
(2)
- هذا البرلمان هو الذي يتحمل مسئولية إصدار حزمة من القوانين لاستكمال مسيرة الإصلاح السياسي والاقتصادي والعبور بالبلاد إلي مرحلة جديدة، ترسخ معالم الاستقرار والتنمية.
- قوانين شديدة التخصص، ولا ينفع معها سوي أن يتسلح النواب بأرضية تسمح لهم أن يرتفعوا إلي مستوي المناقشات، وأن يتبنوا قضايا وهموم الناس في مشروعات القوانين المزمع إصدارها.
- لا مكان في البرلمان الجديد للنائب الغائب أو النائم أو الذي يحضر علي عجل، دون أن يدرس ما بين يديه من أوراق وملفات، ويجهز دفوعه وردوده.. أي أن «يعمل الواجب».
(3)
- النواب ليس في رقبتهم فواتير يسددونها إلا للناخبين الذين أعطوهم أصواتهم، وكلما اتسم أداؤهم البرلماني بالدفاع عن قضايا الناس، كلما رسخوا أقدامهم ودعموا مكانتهم.
- ستة قوانين مهمة كلها ترتبط بحياة الناس وتستهدف الارتقاء بمستوياتهم المعيشية، خصوصاً بالنسبة للفقراء ومحدودي الدخل والفئات الأكثر احتياجاً.
- لن يرحم الشعب هذا البرلمان إذا خرج منه تشريع يفرض أعباء جديدة، أو يزيد من معاناة الناس، والرئيس لم يطلب من البرلمان إلا شيئاً محدداً هو أن يضعوا مصلحة الجماهير فوق أي اعتبار.
(4)
- الأحزاب التي قاطعت البرلمان هي الخاسر الوحيد، ولن يلتفت أحد إلي ممارساتها السلبية، خصوصاً حين يشعر الرأي العام أن هناك من يعمل، وهناك أيضاً من يكتفي بالهجوم والتشكيك.
- لن يعبأ الناس كثيراً بالحرب المعلنة علي البرلمان سواء في الداخل أو الخارج، فقد تعودوا مثل هذه التصرفات السلبية، التي تهدأ ويزول صخبها بمرور الوقت.
- البرلمان يستطيع أن يدافع عن نفسه، ويتصدي لحملات الهجوم والتشويه، ولديه من الأسلحة القانونية الكثير والكثير لإيقاف هذه التجاوزات عند حدها، بالدستور والقانون.
(5)
- البرلمان الجديد ليس فيه «المحظورة»، التي ركزت جهودها علي القضايا الهامشية والشكلية، التي تثير الفتن والصراعات ولم تضع علي أجندتها في أي وقت القضايا التي تنفع الناس وتتعلق بحياتهم.
- «المحظورة» ضيعت الوقت والجهد في الجري وراء قضايا مثل الحجاب والنقاب ومطاردة الفن والفنانين، وإعلان الحرب علي المثقفين، وإثارة النعرات الطائفية.
- «المحظورة» سلكت منهج التظاهر والتجمهر والصراخ تحت قبة البرلمان، فتحول البهو الفرعوني إلي ما يشبه الأسواق الشعبية التي يتشاجر فيها أصحاب العضلات، والقذف بالأحذية والشتائم التي أساءت لصورة البرلمان.
(6)
- وداعاً لكل هذه السلبيات، فلا مجال لها حين يناقش البرلمان مثلاً قانون التأمين الصحي، ويكون شغله الشاغل هو التعاون مع الحكومة لتدبير 17مليار جنيه سنوياً تكلفة فاتورة علاج غير القادرين.
- لن يكون هناك مجال للمزايدة، حينما يتضمن مشروع القانون مد مظلة الرعاية الصحية لتشمل الجميع، وتحقق لهم الأمن والطمأنينة ضد المرض، الذي يمكن أن يستنزف دخولهم ومدخراتهم.
- المزايدة الوحيدة هي لتحقيق أقصي استفادة ممكنة لغير القادرين، وأن يحقق القانون الأهداف التي شُرع من أجلها، وأن يسد أبواب التلاعب والتحايل وسوء الاستخدام.
(7)
- نفس الشيء بالنسبة لقوانين الوظائف المدنية وحماية أراضي الدولة وإدارة أصولها وتطوير وتحديث الإدارة المحلية وحماية وتعزيز استخدامات المياه الجوفية، كلها قضايا متخصصة، ولا مجال فيها للشعارات.
- نواب الوطني ومعهم المعارضة والمستقلون هم يد واحدة لتحقيق مصالح لا تقبل التفريط أو المساومة أو التنازل.. وعليهم أن يضعوا نصب أعينهم هدفاً واحداً لا يحيدون عنه: المواطن المصري.
- تفاءلوا خيراً، بالبرلمان الجديد فسوف يكون معارضاً شرساً حين يستلزم الأمر المعارضة، فنوابه جاءوا «بدراعهم» وعرقهم وجهدهم، والذي يعيش بين الناس، لا يضل الطريق أبداً.


E-Mail : [email protected]