الإثنين 15 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

مصر تعلن ترشيح د.خالد العنانى لمنصب مدير عام منظمة «اليونسكو»

أعلن الدكتور مصطفى مدبولى، عن اعتماد مجلس الوزراء خلال اجتماعه برئاسته ترشيح الدكتور خالد العنانى، الأستاذ الجامعى الجليل، ووزير السياحة والآثار السابق، لمنصب مدير عام منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) للفترة من 2025 إلى 2029، كمرشح لجمهورية مصر العربية, جاء ذلك فى مؤتمر صحفى عُقد أمس بمقر الحكومة بالعاصمة الإدارية الجديدة.



وأشار رئيس الوزراء إلى أن الترشيح جاء نتاجًا لما خلصت إليه أعمال اللجنة الوطنية التى تم تشكيلها بقرار رئيس مجلس الوزراء رقم 1769 لسنة 2022، والتى ضمت ممثلين عن كافة الوزارات المعنية لدراسة فرص فوز مصر بهذا المنصب، وتحديد المعايير لاختيار أفضل المرشحين، موضحًا أن اللجنة خلصت فى ختام أعمالها إلى ترشيح الدكتور خالد العنانى للمنصب، وهو ما تم اعتماده بجلسة مجلس الوزراء أمس.

ولفت الدكتور مصطفى مدبولى إلى أن اختيار الدكتور خالد العنانى لهذا المنصب الرفيع يأتى استنادًا للمؤهلات التى يحوزها، وإنجازاته الأكاديمية والتنفيذية الملموسة فى مجالات عدة، فضلًا عن إسهاماته الكبيرة والقيّمة، على الصعيدين الوطنى والدولي، فى مجالات العلوم والتربية والثقافة، والتى تُعد نتاجًا لخبراته التى تمتد لأكثر من 30 عامًا فى مجالات التدريس الجامعي، والبحث العلمى، وعلوم المصريات، والآثار والتراث والمتاحف والسياحة، بخلاف أنشطته وإسهاماته بالعديد من كبرى الجامعات والمؤسسات البحثية والعلمية، داخل وخارج مصر.

وأضاف رئيس الوزراء أن الترشيح المصرى يعكس خصوصية العلاقة التى تجمع مصر بمنظمة اليونسكو، والتى يعود تاريخها للإسهامات المصرية فى صياغة الميثاق المنشئ للمنظمة، والتوقيع عليه فى عام 1945، مرورًا بالحملة الشهيرة لإنقاذ معابد النوبة، والتى تُعد بمثابة أكبر قصة نجاح للمنظمة، فهى تجربة فريدة ألهمت المجتمع الدولى وحشدت إرادته السياسية لصياغة إحدى أهم الوثائق القانونية الدولية ذات الصلة؛ وهى «اتفاقية اليونسكو لعام 1972 الخاصة بحماية التراث الطبيعى والثقافي».

وأكد الدكتور مصطفى مدبولى أن التراث المصرى الحضاري، والثقافى، والأثَري، والفكرى، والعلمى الثرى والمتنوع عبر العصـور -والذى شهد التاريخ القديم والحديث للحضارة الإنسانية على دوره الرائد فى تشكيل وجدان الإنسانية وغنى إرثها المعرفى والعلمي- يدفع مصر الحديثة للمضى قدمًا فى استكمال مسيرتها التنويرية، وإسهاماتها فى مجالات التعليم والعلوم والبحث العلمى.

وفيما يتعلق بمحاربة الإتجار غير المشـروع فى الممتلكات الثقافية، أشار الدكتور مصطفى مدبولى إلى نجاح مصر فى نوفمبر 2019، خلال فترة رئاستها للجنة الفرعية لاتفاقية عام 1970، فى اعتماد «يوم 14 نوفمبر من كل عام» يومًا عالميًا لمحاربة هذه الظاهرة، كما ساهمت مصر كذلك عام 2020 فى إطلاق برنامج رائد «لدعم أحقية الدول الإفريقية فى استرداد كافة ممتلكاتها الثقافية المنهوبة.

ونوه رئيس الوزراء إلى أنه فى ضوء الاعتبارات السابقة؛ والتى جميعها تعزز من قرار الترشح وتفسر وجاهته، فقد تم إصدار التوجيهات اليوم لكافة الوزارات المعنية بدعم الترشيح المصرى وتوظيف الإمكانات المتاحة كافة، للترويج له على النحو الملائم، فضلًا عن تكثيف التحرك والتنسيق مع الدول الشقيقة والصديقة، على نحو يعظم من فرص فوز مصر بهذا المنصب الرفيع، استعدادًا للانتخابات المقرر إجراؤها بمقر المنظمة بباريس عام 2025.

وأكد الدكتور خالد العنانى خلال كلمته، إلى أن العالم اليوم بحاجة ماسة، ربما أكثر من أى وقت مضى، إلى الحوار والتفاهم ونشر ثقافة التسامح وتقبل الاختلاف وقبول واحترام الآخر، ونبذ العنف والكراهية والتعصب والتمييز، وتعزيز التنوع الثقافى، وسد الفجوة العلمية والتكنولوجية الهائلة.

وعبّر الدكتور العنانى عن أنه يشرف بأن يضع خبراته الأكاديمية والتنفيذية فى خدمة المنظمة وأهدافها النبيلة، التى ارتبطت ارتباطًا وثيقًا بوجدان كل مصرية ومصرى عبر آلاف السنين منذ فجر حضارتنا المصرية العريقة وحتى يومنا هذا، وقال: هذا الوجدان الذى يُعلى من قيمة السلام، ويقوم على الوسطية والاعتدال ويمزج بين الهوية العربية والإفريقية وبين التراث الإسلامى والمسيحى واليهودى، فإنه من الطبيعى أن يحدو هذا المزيج الفريد ببلادى نحو التطلع إلى الفوز بهذا المنصب الدولى الرفيع اعترافًا بتراثها العريق وتقديرًا لإسهاماتها الحضارية والثقافية والفكرية والتنويرية.