الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الفنان أيمن الشيوى مدير المسرح القومى فى حوار لـروزاليوسف

المسرح القومى بالنسبة لى واجب وطنى.. وأتمنى التعاون مع القطاع الخاص.. ويطوف إنتاجه دول عربية وأوروبية

تولى الدكتور والفنان أيمن الشيوى مؤخرا إدراة المسرح القومي، قبل الشيوى منصبه مفعما بطموح وحماس ضخم للنهوض بأكبر صرح مسرحى فى مصر لمحاولة استعادة قيمته الفنية والثقافية، تزامن المنصب مع انتهائه من تصوير عملين خلال شهر رمضان «سره الباتع» و«مذكرات زوج»..عن طموحه للمسرح القومى ومشاركته بدراما رمضان قال الشيوى فى هذا الحوار:



 

■ ماذا يمثل لك منصب مدير المسرح القومى؟

- هو منصب شرفى وفنى أكثر من كونه منصبا إدرايا لأننى لا أبحث عن المنصب الإدراي، وسبق وأن تم ترشيحى بمناصب داخل الوزارة فى تخصصى واعتذرت عنها، لكن المسرح القومى بالنسبة لى إحياء لشيء أحبه، وواجب وطنى من خلاله أستطيع القيام بدور مهم لتقديم شيئا لبلدى فى هذا القطاع مع تكاتف الجهود من معالى وزيرة الثقافة الدكتورة نيفين الكيلانى التى عرضت على المنصب وافقت مباشرة لأن هذا المكان يستحق مننا الجهد والعمل.

■ لماذا يمثل المسرح القومى قيمة كبرى لدى أى فنان سواء بإدارته أو الوقوف على خشبته؟

- قضيت حياتى وطفولتى بالريف، إلى أن أتيت القاهرة مع بداية التحاقى بكلية الإعلام عام 1982 كان المسرح القومي، والسلام، والغرفة.. كنا نطوف حول هذه المسارح بشكل دورى للمشاهدة شكلوا وجداننا، كنا مجموعة من طلبة الجامعة، ننتقل من مسرح إلى مسرح لمشاهدة عروض محددة مثل «الملك هو الملك»، محمد منير وصلاح السعدنى، «منين أجيب ناس» وغيرهما الكثير، لكن بالطبع تعرض المسرح القومى إلى الكثير من النكبات، فترات توقف، أو تراجع  لكن عندما يفتتح أبوابه يكون دائما المنارة الأعلى فى كل شيء، عندما استعيد أسماء الأساتذة العظام الذين مروا هنا من قبلى مثل سميحة أيوب، جورج أبيض، توفيق الحكيم، محمود ياسين وغيرهم كثيرين أشعر بالفخر أن اسمى سيوضع بجوارهم، هذه أسماء أسهمت فى تشكيل حركة ثقافية بالعالم العربى وتشكيل التراث الإنساني، ومن لا يعى قيمة المسرح القومى لا يستحق أن يدخله، فى أى دولة بالعالم يمثل قمة الفن، فنان المسرح القومى كان فى وقت من الأوقات عندما يسافر لأى دولة ويعلمون انتمائه للمسرح القومى يعامل معاملة الدبلوماسين والشخصيات الهامة، هو شيء كبير لا نعلم قيمته هناك تعاملات بشكل مؤسسى وعلاقات خاصة تقام بين المسارح القومية فى جميع أنحاء العالم على سبيل المثال هناك تبادل بين المسرح القومى بإنجلترا والمسرح القومى فى فرنسا من خلال تذاكر وعروض هناك علاقات متبادلة بين روما وباريس وانجلترا. 

■ فى رأيك ما هى الرؤية الفنية التى يتأسس عليها بناء الهيكل الفنى للمسرح القومى؟

- المسرح القومى يهتم بالتراث الإنسانى بما يتناسب مع المجتمع وخدمته، مع البحث فى الفنون الأصيلة لهذا البلد، كل ما يمس جذور واهتمامات المواطن المصرى العميقة أبحث عنه ثم أقدمه فى الشكل المناسب، هذا بجانب الريبتوار حسب عدد العروض الناجحة التى أقدمها من وقت إلى آخر سنويا يجب أن يتم وضع برنامجا لها، من بين أدوراه أيضا أن يقدم اعمالا وخدمات للجاليات المصرية والعربية بالخارج، اذكر أن أحد أصدقائى هاتفنى من كندا لتهنئتى وحملنى أمانة ضرورة إقامة زيارات من المسرح القومى المصرى للجاليات المصرية هناك لأنهم متعطشون لهذا النوع من الأعمال التى تربط الجاليات بالثقافة المصرية والعربية، هذا ليس مجرد مسرح نقيم عليه عروضا وتنتهى.

■ إذن لماذا تراجعت قيمته ودوره خلال الفترة الماضية حيث مر بعثرات فى الإنتاج أو تشوش بالرؤية؟

- مما لاشك فيه أننى سأواجه معوقات ومشاكل كثيرة، وواجهتها بالفعل منذ يومى الأول، بدأت فى رصد المشاكل ونستعد لإفتتاح أول عرض خلال عيد الفطر «سيدتى أنا» لبرنارد شو عن بجماليون، ثم على الهامش سوف نبدأ فى حل مشاكل أخرى كثيرة طالما المسرح منيرا وينتج نصف المشاكل سوف يتم حلها، يتبقى النصف الآخر الأشياء الأثقل سوف نتعامل معها بالتدريج، كان لدينا ما يسمى بعدم التوافق أو عدم تضافر الجهود مع بعضها، لأننا كنا نعمل فى جزر منعزلة، لكن اليوم الوضع اختلف، وسأحاول أن أجعل المسرح القومى كيانا مستقلا.

■ هل تقصد الاستقلال عن البيت الفنى؟

- لا أقصد البعد أو عدم التنسيق مع البيت الفنى بينما أقصد بالإستقلال أن يكون كيانا له هوية مستقلة، لابد أن يكون هناك مرونة، على سبيل المثال أتمنى أن يكون هناك انتاج مشترك بين المسرح القومى والقطاع الخاص، من الممكن أن يشارك معى ضمن شروط المسرح القومي، هذا الصرح العظيم بتاريخه قيمة تسوق، إذا أردت تقديم عمل ضخم يحتاج إنتاجا كبيرا، هل سأكتفى بفنانى المسرح القومى وحدهم، أم أننى استعين بنجوم من الخارج حتى نجوم المسرح القومى انفسهم قد لا أستطيع الاستعانة بهم ليس لدى ميزانية دعاية بدل التذكرة 150 و200 جنيه، بينما من الوارد تقديم عروضا على مستويات مختلفة، عروض أخرى تستهدف تذكرة بألف جنيها لماذا لا انتج انتاج مشترك بين القطاع الخاص والعام، الخاص يقدم امكانياته ويربح وكذلك المسرح القومى والدولة تكسب، ما المانع فى ذلك مثلما يحدث بكل انحاء العالم، المسارح الوطنية نجد بها كتيب العرض مطبوعا معه أجزاء من الأغانى والنص ويكتب عليها برعاية بنك كذا أو مؤسسة كذا.. هذا هو الدعم لا نريد أموالا بينما دعما لوجيتسيا، فى أوروبا قد لا يتمكن مسرح من الإستعانة بنجم أونجمة فى مستوى معين تأتى مؤسسات من الخارج وتتحمل أجورهم مقابل كتابة الدعاية لهذه الجهات.

■ هل القواعد القانونية بالوزارة تسمح بعقد هذا النوع من الإتفاقات؟

- فكرة أن نقدم منتجا ثقافيا مدعوما للجمهور من الطبقة المتوسطة شيء جيد جدا، لكن لابد من تحقيق التوازنات بين هذه الفكرة وبين تحقيق الربح حتى أتمكن من الاستمرار والنجاح، لابد أن اتعامل مع كل المستويات الثقافية والإنتاجية، كل مسارح العالم تعمل بهذا الأسلوب نحن نحتاج إلى تشريعات جديدة نحتاج قرارات تتم صياغتها وبلورتها لتطبيق هذه الرؤية، على سبيل المثال من المهم أن يتم بناء مسرح قومى بالعاصمة الإدراية الجديدة، العالم تغير والمسارح تطورت إلى أحدث التقنيات.

■ وزراة الثقافة مؤسسة غير هادفة للربح كيف ستدخل الأرباح للمكان؟

- على الأقل سيصبح المكان قادرا على الإنتاج وإعادة الإنتاج، يكون مدعما للجمهور بشكل معين، كما أتمكن من القدرة على إعادة الإنتاج بدلا من مطالبة الدولة بزيادة الميزانية، هناك إمكانيات أخرى إذا حققت هامش بسيط من الربح، سوف يذهب الربح للدولة وتعيده لنا مرة أخرى بالميزانية الجديدة وبالتالى قد أتمكن من إنتاج أكثر من عرض بالعام الواحد.

■ هل ناقشت هذه الرؤية مع الوزارة؟

- بالطبع تحدثت مع معالى الوزيرة الدكتورة نيفين الكيلانى والحقيقة أفكارها منفتحة للغاية بهذا المجال، وأكدت أننا نحتاج لإعادة النظر وبحث، كيف يمكن أن نجدد ونغير إلا إذا أعدنا النظر فى كل شىء وإلا يبقى الحال كما هو عليه والأمور ستنتهى.

■ هل ترى أن فنان المسرح القومى له مواصفات خاصة؟

- بالتأكيد بالنظر لمن سبقونا بالوقوف على خشبة القومى كان جورج ابيض، يوسف وهبي، كرم مطاوع، عبد الله غيث، محمد الدفراوي، يحيى الفخرانى، نور الشريف، حسين فهمى، فاروق الفيشاوى، المسرح القومى يقدم دراما من نوع رفيع كل نص يفرض الشخص الذى يقف على خشبته ويبدع هناك مواصفات أخلاقية وقيمة فنية.

■ لماذا يتمتع هذا المكان دائما بقدسية خاصة؟

- لأنه كما ذكرت فى أى مكان بالعالم هو القمة ودائما تحكمه تقاليد عريقة، كأعلى مستوى ثقافى وفنى وإدراي، له مواصفات خاصة تتجاوز الروتين، أحيانا يتمتع بمرونة فى التعامل مع مؤسسات الدولة لأنه يسوق نفسه كمؤسسة عريقة وعظيمة أتمنى أن نعيد لها رونقها.

■ فى رأيك هل ترى أنه من السهل تجاوز العراقيل الروتينة فى السعى لتسويق منتج المسرح القومى بالخارج؟

- العراقيل فى كل شىء، سأحاول بكل الجهود بعيدا عن المشاركة فى المهرجانات، أن نقدم عروضا تطوف الدول العربية والأوربية، وهذا يتطلب منا تقديم منتج فنى له قيمة مختلفة، لأننا نخاطب هذه الدول بمواصفات هذا المنتج تفصيليا، اختبر المسألة مع الأسرة المصرية والبيت المصرى كيف استقبل العمل الفنى ثم ارسل للجهات على مستوى العالم باسم المكان، خروج هذا المنتج للنور مسألة ليست بالصوت والأمنيات سأسعى لتحقيق ذلك وعلى الله قصد السبيل لدينا الفترة المقبلة بعد «سيدتى أنا» لمحسن رزق، «صاحب الوردة» للمؤلف عبدالرحيم كمال وبعض التجارب الشبابية ذات الفصل الواحد.

■ شاركت مؤخرا بأكثر من عمل فنى هل ستعطلك الإدراة عن التمثيل؟

- أنا بالأساس أستاذ اكاديمى ودائما اختار أدوارى لا أستنزف نفسى كممثل أتعمد أن أكون مقلا، وأقديم ما يناسبنى.

■ تعرض خالد يوسف لانتقادات حادة بسبب اختياره لك فى دور نابليون كيف رأيت ذلك؟

- نابيلون لم يكن قصيرًا جدًا كما يشاع فى نهاية حياته انحنى بسبب المرض لذلك كان يبدو قصيرا، هناك لوحات مرسومة له بيد الفرنسيين والإنجليز أخرجوه بشكل ساخر فى مجده وعزه كان فارسا مهابا، كما أننى فى الصورة بالكاميرا لم أظهر بهذا الطول ابدا، المشكلة أننى شعرت بالتربص، البعض كان يبحث عن هفوة أو غلطة لدرجة أن هناك شخصًا بحث عن سيرتى الذاتية حتى يعلم عمرى وقال إننى ابلغ من العمر57 عاما ونابليون كان 29 عاما، هناك مكياج وشخصيات درامية لماذا يتم تخريب كل قواعد الدراما والفن، لم يهتم أحد بتأثير نابليون على مصر والأبعاد النفسية له وموقفه منها وعلاقته بالقوات، أظن أن المستهدف الأول من هذه الحملة المخرج نفسه، لكن الحقيقة الرجل بذل جهدا كبيرا فى هذا العمل الذى أفخر بالمشاركة فيه، وسيذكر التاريخ أن «سره الباتع» من أهم الأعمال التى قدمت فى مصر رغم كل الإنتقادات، بعد أن تهدأ الانتقادات سيراه الناس بتأن وسيكتشف كثيرون أن هذا العمل يتضمن أبعاد فنية وفلسفية وفكرية ووطنية عظيمة بعد إعادته.

■ ماذا عن دورك الجديد فى «مذكرات زوج»؟

- أقدم دور دكتور جامعة «لزج» يذهب لزوج طليقته السابقة حتى يعالجه لأنه مازال يحبها، هذا العام قدمت فى «الأصلى» دور الأب المصرى نجح بقوة وكان رد الفعل جيد جدا، «مذكرات زوج» عمل كوميدى جديد علي، كوميديا تخرج بتلقائية رسمت الشخصية بشكل مثيرا للضحك الذى يخرج من الموقف نفسه.