الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

حناجر ذهبية

سيد متولى

القرآن الكريم نزل بمكة وكُتب فى العراق وقُرئ فى مصر، لذا استحقت المحروسة أن تكون بحق «دولة التلاوة»، التى هادت العالم بحناجر ذهبية صدحت بأصواتها فأطربت المسامع، وتجلّت بمقامات تقشعر لنغمها الأبدان، لذا ترصد لكم جريدة «روزاليوسف» يوميًا فى رمضان، قصص أصحاب الحناجر الذهبية من القُراء المصريين الذين جابت أصواتهم العالم ولا تزال.



القارئ الشيخ سيد متولى أحد أعلام دولة التلاوة، ولد بقرية الفدادنة مركز فاقوس بمحافظة الشرقية، يوم 26 إبريل، عام 1947م، فى أسرة يعمل عائلها بالزراعة كبقية أهل القرية.

كان والده يتطلع إلى السماء داعيًا رب العزة أن يرزقه ولدًا بعد البنات الأربع ليكون لهم رجلًا وملاذًا بعد وفاته. 

كانت الأم فى شوق إلى ابن يقف بجوار شقيقاته الأربع بعد رحيلها حتى تطمئن على بناتها بوجود أخ لهن، يأوين إليه عند الشدائد والملمات ويجدنه بجوارهن دائمًا. 

وتأكيدًا لرغبة الأم الشديدة فى إنجاب غلام حليم دعت الله أن يرزقها الولد لتهبه لحفظ القرآن الكريم؛ ليكون أحد رجال الدين وخادمًا لكتاب الله عز وجل وعاملًا بحقل الدعوة الإسلامية. 

استجاب المولى لرجاء الوالدين ورزقهما بطفل ليبعث فى نفسيهما الأمل ويبث فى قلبيهما السكينة والاطمئنان. 

مرت الأيام مر السحاب وتعاقب الليل والنهار وتوالت الشهور وبلغ الابن الخامسة من عمره، فأخذه أبوه وذهب به إلى كتّاب الفدادنة وقدمه إلى الشيخة «مريم السيد رزيق» التى ستقوم بتلقينه الآيات والذكر الحكيم. 

وجدت الشيخة مريم علامات النبوغ ومؤشرات الموهبة لدى تلميذها فانصب اهتمامها عليه وعاملته معاملة متميزة لتصل به إلى حيث تضعه الموهبة دون تقصير ولا يأس، فهى المحفّظة التى تخرج على يديها وفى كتّابها مئات من الحفظة مما مكنها من معرفة إمكانات الموهوب وكيف تثقل موهبته كملقنة لها خبرتها ونظرتها الثاقبة.

يقول الشيخ سيد متولى عن مرحلة الطفولة: «ولولا الشيخة مريم وفضلها عليّ ما استطعت أن أحفظ القرآن بهذا الإتقان. ومازلت أذكر محاسنها، وإمكاناتها وأمانتها فى التحفيظ والتلقين والصبر على تلاميذها، وكيفية تعاملها مع الحفظة بطريقة تميزها على بقية المحفّظين، إضافة إلى قناعتها بما كتبه الله، ولأنها كفيفة اعتبرت عملها رسالة ودعوة إلى الله.

ولما بلغ الفتى القرآنى سيد متولى السادسة من عمره ألحقه والده بالمدرسة الابتدائية بالقرية فلم ينشغل بالدراسة عن الكتّاب لأن القرآن كنز الدنيا والآخرة.

عرف الشيخ سيد متولى بين زملاء المدرسة، واشتهر بأنه قارئ للقرآن وسعد به المدرسون والتلاميذ الذين قدموه لتلاوة القرآن كل صباح بالمدرسة وكثيرًا ما افتتح الحفلات التى كانت تقام فى المناسبات المختلفة. ظل التلميذ الموهوب سيد متولى يتردد على كتّاب الشيخة مريم حتى أتم حفظ القرآن كاملًا وهو فى سن الثانية عشرة.