الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«الخيامية».. صناعة مصرية بدأت مع الفراعنة وازدهرت مع الفاطميين وارتبطت بشهر رمضان

يعد فن «الخيامية» من أكثر الفنون ارتباطًا بشهر رمضان الكريم فى مصر، حيث يُستعمل فى تزيين البيوت والمطاعم والمقاهى كعلامة على حلول الشهر الفضيل.



و«الخيامية» فن التطريز على أقمشة القطن السميكة، باستخدام مجموعة من الألوان الزاهية والخطوط  البارزة على الجداريات ومعلقات الحائط والحقائب.

هناك اختلاف حول نشأة هذا الفن، لكنّ الثابت تاريخيًا أن قدماء المصريين أظهروا ولعًا بفنون التطريز على القماش.

وذكر جاستون ماسبيرو، وهو عالم فرنسى من أشهر علماء المصريات فى كتابه «المومياوات الملكية»، أن سرادقًا من الجلد اكتُشف مع الأسرة الـ21، ويعود تاريخه إلى الفترة بين 1054 و1009 قبل الميلاد، ما يؤكد أن «الخيامية» فن مصرى قديم.

ويعدّ شارع «الخيامية» من أقدم شوارع الحرفيين فى القاهرة العريقة وتاريخها الطويل، حيث يقع فى حى الدرب الأحمر العريق بالقرب من شارع «تحت الربع» وسط قاهرة المعز لدين الله، ويضمّ بين جنباته العديد من الورش المتخصصة فى حرف كثيرة، وفى مقدمتها مهنة «الخيامية».

وقال صانع الخيام محمود نجيب إن «الخيامية» لا تعتبر مهنةً فقط بل هى فن أصيل يحمل فى طياته كثيرًا من العشق والإبداع، مضيفًا: «الصنايعى لا يبدأ العمل فى قطعة إلا ويحاول الانتهاء منها مثل الفنان تمامًا، وكذلك يحاول كل صنايعى أن يضيف إلى قطعته شيئًا من إبداعه الخاص دون أن يقلد غيره، بل يبتكر ويجدّد كل يوم».

وأفاد بأنه بدأ العمل فى الخيام اليدوية ثم القماش الخاص بالسرادقات حتى تطوّرت المهنة وأُدخِلت عليها الرسومات بجميع أنواعها الإسلامية والفرعونية والقبطية.

وقال أشرف على الذى يعمل فى مهنه «الخيامية» منذ ما يزيد على 45 عامًا: «الفاطميون كانوا يزيّنون بها السرادقات والشوادر، وهذا الفن منبثق من أصول مغربية وإسبانية، ثم بدأ الفنان المصرى على وجه التحديد تطعيمه بزخم هائل من التاريخ الفرعونى والقبطى، والرؤية الإسلامية التى تحمل روحانية عميقة وعالية من خلال التقاء النقش والخط والتصوير لعصرنة الأصالة، وربط التراث بالتجربة الشكلية لهذا الفن».

وهناك نوعان من الخيامية، الأول هو الشغل اليدوى، وهذا غالبًا ما يفضّله السياح الأجانب والأثرياء العرب، لما فيه من حس جمالى وإبداعى، ويصل إلى القطع الفنية النادرة، موضحًا أن هذا النوع يكون سعره مرتفعًا، لأن تكاليفه كثيرة، وقد يستغرق العمل فى صناعته شهرًا كاملًا، إضافة إلى أنه يتطلب عاملًا ماهرًا له خبرة عالية حتى يستطيع التحكم فى القطع والوصول إلى أفضل النتائج».