الأربعاء 14 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
صفارة أمين.. وإنطلاقة الدسوقى

صفارة أمين.. وإنطلاقة الدسوقى

أطلق الفنان أحمد أمين صفارته بموسم رمضان هذا العام ليفتح بابا للكوميديا والتفكير؛ وهو ما أحدث حالة من التنوع والإبتكار فى طرح الأعمال الكوميدية لهذا الموسم؛ فى «الصفارة» قدم أمين فكرة ليست بجديدة سبق وأنه تم تناولها فى أكثر من عمل مصرى وأجنبي؛ عن شاب يعمل بمجال السياحة أحبطته الظروف بعد أن اخترع أبليكشن للموبايل باسم «سواح» لشركته؛ كان من المفترض أن يفوز يوم الإحتفال مع الشركة بإطلاق مشروعه وفكرته؛ لكنه تعرض للغدر من أحد زملائه بالعمل الذى تعمد حبسه بالمرحاض حتى لا يتمكن من الإلحاق بعرض مشروعه أمام رجال الأعمال ومدير الشركة؛ وبالتالى اقتنص منه فرصة السفر إلى دبي؛ قرر شفيق الهروب وذهب ليبيع انتيكات فرعونية وفى طريقه حصل على صفارة سحرية يرجع تاريخها للملك «توت عنخ آمون».



كانت الصفارة الملجأ والملاذ الأخير لسعى «ِشفيق» إلى العودة ليوم الحفلة اللحظة التى غيرت مجرى حياته؛ تعيده الصفارة  ثم تأخذه إلى عوالم جديدة؛ تضعه فى حيوات مختلفة يعيش أنماطا متعددة من الشخصيات الغير واقعية ربما يجد ضالته فى حياة منها؛ ويقرر أن يختارها لكنه فى النهاية يختار واقعه ويسعى إلى تغييره؛ لم تفلح حياة واحدة من عوالم الصفارة فى إرضائه أو تغيير اللحظة التى أرادها للأفضل.

لم تكن الفكرة جديدة كما أشرنا الكثير من الأعمال الفنية استخدمت فكرة الرجوع بآلة الزمن؛ لعل البطل يستطيع تغيير ماضيه للأفضل أو حتى تسير الأشياء كما أراد بتجنب الوقوع فى نفس الخطأ الذى أدى إلى سير الأحداث عكس إرادته أو ما تمنى؛ مع صناعة البهجة يحرضك العمل على التفكير فى واقعك وضروة السعى إلى تغييره دون اللجوء إلى حيل سحرية؛ قدم أمين فكرته فى أكثر من شخصية وبدأ يستجيب إلى أوهام صفارته بإنتقاله إلى عوالم مختلفة وجديدة على شخصيته الحقيقية مع أخيه وجيه؛ مرة يصبح رئيسا لعصابة؛ وأخرى أب لأبناء لم ينجبهم؛ ثم مطرب شعبى يدعى «ناوناو»؛ أو رجل أعمال وزوج فاشل؛ رجل متعدد العلاقات النسائية؛ الكثير من الأنماط الإنسانية عاشها مع تخاريف عوالم صفارته السحرية.

هل كانت «الصفارة» بشيرا لنا بقدوم نوع آخر من الكوميديا.. أم نذيرا لأمين بضرورة تغيير نمط الكوميديا الذى اعتاده من أيام برنامج «البلاتوه» ثم مشروعه المسرحى «أمين وشركاه»..؟!!؛ اعتاد أمين على سلك منهج واتباع نمطا واحدا فى صناعة وصياغة الكوميديا الخاصة به؛ يعتمد بشكل أساسى على نقد أشكال وأوضاع إجتماعية متكررة عادات وتقاليد لا نعلم أساسها أو أصلها؛ يصيغ مواقف للسخرية من هذه الأوضاع والأنماط الاجتماعية التى لا تتبدل؛ استطاع فى وقت من الأوقات أن يتميز وبقوة بهذا النمط والشكل فى تقديم الكوميديا بسلاسة وخفة ظل وهو ما يحسب له على مدار أعماله الفنية؛ لكن هذه المرة قد يبدو مكررا أحيانا إلا من استعانته بالفنان الشاب طه الدسوقى الذى ضخ دماء جديدة فى شريان كوميديا «أحمد أمين».

استطاع طه لفت الأنظار إليه منذ الحلقات الأولى للـ»صفارة» لعب شخصية وجيه الأخ الأصغر لشفيق وكان حاضرا معه فى كل العوالم التى فرضتها عليه الصفارة؛ عاش أنماطا واشكالا مع كل تغير يطرأ على حياة شفيق؛ أثبت طه جدارة كبرى وكأن هذه الصفارة تمثل نقطة إنطلاقة ككوميديان؛ يمتلك طه خفة ظل وروح وحركة يؤدى الشخصية تمثيليا يتعايش معها فتخرج الكوميديا طبيعية بشكل تلقائى من لحم ودم هذه الشخصية وليست طارئة عليها؛ موهبة تبشر بنجم كبير قادم إلى عالم الكوميديا؛ حتى أن الحلقات التى تلاشى وجوده فيها بجانب أمين يتراجع الضحك وتسكن الكوميديا وتثبت عند مجرد الابتسام بينما يسهم ظهور الدسوقى فى رفع الإيقاع وزيادة معدلات الضحك؛ فرض طه شخصيته وحضوره على عالم الصفارة وكأن المؤلفين والمخرج علاء اسماعيل على وعى دائم بطبيعية كل ممثل شكله وهيئته وأسلوب أدائه للكوميديا ثم صياغة وكتابة ما يناسبه وهم شريف عبدالفتاح؛ عبدالرحمن جاويش وسارة هجرس وظهر ذلك بوضوح أيضًا فى رسم شخصيات حاتم صلاح؛ وليد عبدالغنى مدير الشركة؛ وبالتالى تأرجحت حلقات المسلسل بين قوية وأخرى متوسطة الجودة فلم تسر صفارة أمين دائما على نغمة واحدة فى صياغة الضحك وصناعة الكوميديا.