الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

حناجر ذهبية

أحمد نعينع

القرآن الكريم نزل بمكة وكُتب فى العراق وقُرئ فى مصر، لذا استحقت المحروسة أن تكون بحق «دولة التلاوة»، التى هادت العالم بحناجر ذهبية صدحت بأصواتها فأطربت المسامع، وتجلّت بمقامات تقشعر لنغمها الأبدان، لذا ترصد لكم جريدة «روزاليوسف» يوميًا فى رمضان، قصص أصحاب الحناجر الذهبية من القُراء المصريين الذين جابت أصواتهم العالم ولا تزال.



جمع القارئ أحمد نعينع بين تفوقه الدراسى ونبوغه فى تلاوة القرآن الكريم، واستطاع أن يوازن بين الاثنين، بحيث لا يطغى أحدهما على الآخر.

ونال الشيخ أحمد نعينع درجة الماجستير فى طب الأطفال، وتمكن من ختم القرآن الكريم حفظًا وإجادة أحكام تلاوته، كما حباه الله بصوت جميل جعله فى مقدمة قراء عصره.

وفى إحدى المناسبات، أعجب الرئيس المصرى الراحل محمد أنور السادات بصوت الشيخ نعينع، وقرر إلحاقه طبيبًا بسكرتارية الرئاسة، وكان يلازمه فى جميع تحركاته، وكان يفتتح معظم المناسبات الدينية.

ولد القارئ أحمد أحمد نعينع فى مركز مطوبس بمحافظة كفر الشيخ شمالى مصر بتاريخ 15 مارس/ آذار 1954، وأوجز مسيرته الحياتية والقرآنية فى 3 محطات.

المحطة الأولى فى قريته مطوبس، حيث تعرف جمهور المستمعين على موهبته القرآنية، والمحطة الثانية فى الإسكندرية حيث تبلورت شخصيته القرآنية مطلع السبعينيات، والثالثة فى القاهرة بعد اعتماده بالإذاعة.

وأتم القارئ الطبيب حفظ القرآن والقراءات السبع على يد شيخين كفيفين، وكان يعتقد أن قارئ القرآن الكريم عادة ما يكون ضريرا، لكنه فوجئ عندما رأى القارئ مصطفى إسماعيل ذات مرة عام 1960 ووجده مبصرًا.

وفى مدرسة مطوبس الابتدائية، كان الطفل نعينع يقرأ ما تيسر من آيات الذكر الحكيم على زملائه، واستمر هكذا حتى ذاع صيته فى قريته والقرى المجاورة قبل إتمام دراسته بالمرحلة الثانوية وانتقاله إلى الإسكندرية.

وتخرج القارئ الشاب فى كلية الطب جامعة الإسكندرية، ونال درجة الماجستير فى طب الأطفال، ومن أشهر عاداته القراءة فى ضريح الرئيس المصرى الراحل جمال عبدالناصر فى ذكراه السنوية بدعوة من أسرته.

وفى منتصف الثمانينيات، سجل القارئ «نعينع» المصحف المرتل للإذاعة، ثم سجله لإذاعة أبوظبى، وعُين قارئًا للسورة بمسجد الإمام الحسين فى القاهرة، وفاز بالمركز الأول فى المسابقة الدولية للقرآن بإندونيسيا.

وفى عام 1979، استمع الرئيس السادات إلى قراءته فى أثناء الاحتفال بعيد البحرية بالإسكندرية، وبعد شهر واحد اعتمدته الإذاعة المصرية قارئًا للسورة، وحمل الأثير صوته لأول مرة فى 10 ديسمبر من العام نفسه.

وقرأ «نعينع» أول فجر له عبر الإذاعة فى 15 يناير/كانون الثانى 1980، وعين قارئًا للسورة لأول مرة فى مسجد المرسى أبى العباس بالإسكندرية، والتحق بعدها بالسكرتارية الخاصة للرئيس السادات الذى عينه طبيبا شخصيًا.

وروى «نعينع» موقفًا له مع الرئيس السادات، حين قال لصحيفة «المصرى اليوم»: «فى احتفالية يوم الطبيب بنقابة الأطباء عام 1979، أخبرنى النقيب الدكتور حمدى السيد بأن الاحتفال سيتم فى حضرة الرئيس السادات».