مملكة الورد ظهرت فى قصر محمد على باشا الذى تحرس نافورته 4 أسود رخامية!

احتفى رواد مواقع التواصل الاجتماعى وخاصة من محبى التراث والتاريخ بمسلسل جت سليمة الذى تقوم ببطولته الفنانة دنيا سمير غانم ومحمد سلام، وتدور أحداثه فى إطار كوميدى حول فتاة تبدأ بقراءة كتابا قديما، وبمجرد قراءته تسافر عبر العديد من الأزمنة المختلفة لتواجه العديد من المواقف الطريفة.

وسبب الاحتفاء بالمسلسل من محبى التاريخ جاء تحديداً من المكان الرائع والذى كان محوراً لحلقات مملكة الورد فى المسلسل، وهو قصر محمد على باشا فى شبرا الخيمة، والذى انتهت اعمال ترميمه منذ فترة ومنتظر افتتاحه رسمياً فى أى وقت، حيث يعد من أروع القصور الأثرية والتاريخية فى مصر.

الدكتور أحمد رجب الباحث المتخصص فى الآثار الإسلامية وآثار العصر الحديث قال إن محمد على باشا بدأ بناء القصر عام 1808 م وانتهى منه عام 1821 م على مساحة 26 فدانا، وقد أشرف على التنفيذ المهندس المعمارى ذو الفقار كتخدا.

ويتكون القصر من مبنى كشك الجبلاية الذى يتخذ شكل المستطيل من طابق واحد، ومبنى قصر الفسقية،وكان أول منشآت هذا القصر سراى الإقامة وسط طريق الكورنيش الحالي،وكان ملحقا بها عدة مبان خشبية لموظفى دواوين القصر والحراسة، إضافة إلى مرسى للمراكب على النيل.

وقد أضيفت إلى حديقة القصر لاحقاً سراى الفسقية التى ما زالت باقية حتى الآن، وتتكون من مبنى مستطيل‏ الشكل،‏ أما التصميم الداخلى للسراى ففريد من نوعه‏، حيث يعتمد على كتلة محورية عبارة عن حوض ماء كبير‏ مساحته 61 م * 45 م وعمق 2.5 م، ومبطن بالرخام المرمر الأبيض‏.

ويتوسط الحوض نافورة كبيرة محمولة على تماثيل لتماسيح ضخمة ينبثق الماء من أفواهها‏، وفى أركان الحوض 4  نافورات ركنية‏ بها 4 أسود رخامية ينبثق الماء من داخلها، وكل هذا يخلفه 4 غرف رئيسية هى غرفة العرش وغرفة الاسماء»الغرفة العلوية» وغرفة الطعام وغرفة البلياردو.

ويلتف حول حوض الفسقية رواق يطل على الحوض ببواكى من أعمدة رخامية يبلغ عددها 132 عمود‏ا،وبعد ذلك بعدة سنوات أضيفت إلى حديقة القصر سراى الجبلاية الباقية هى الاخرى حتى الآن.

وقد اختار محمد على مكاناً قصياً ليبنى لنفسه قصراً تهدأ فيه نفسه،وكانت تلك بداية شبرا الخيمة كما تسمى اليوم. ففى منتصف شهر ذى الحجة 1223 هـ يناير 1809 م اختار موقعا على شاطئ النيل فى منطقة شبرا يمتد إلى بركة الحاج، وبدأ بناء قصره، وغرس فيه البساتين والأشجار،ولكن سقط سقف القصر بعد انتهاء بنائه فى مايو 1809 فأعيد بناؤه، وفى 1812 م أنشا محمد على عدداً من السواقى لتوفير المياه للقصر والحدائق.

وجاءت عمارة القصر على نمط جديد لم تعرفه مصر من قبل، وساعدت المساحة الشاسعة للموقع الجديد على اختيار طراز معمارى من تركيا، هو طراز قصور الحدائق والذى شاع فى تركيا على شواطئ البوسفور والدردنيل وبحر مرمرة.

ويعتمد هذا التصميم فى جوهره على الحديقة الشاسعة المحاطة بسور ضخم تتخلله أبواب قليلة العدد، وتتناثر فى هذه الحديقة عدة مبان، وللوصول إلى القصر قام محمد على بإنشاء شارع شبرا.