الجمعة 9 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

حناجر ذهبية

فرج الله الشاذلى

القرآن الكريم نزل بمكة وكُتب فى العراق وقُرئ فى مصر، لذا استحقت المحروسة أن تكون بحق «دولة التلاوة»، التى هادت العالم بحناجر ذهبية صدحت بأصواتها فأطربت المسامع، وتجلّت بمقامات تقشعر لنغمها الأبدان، لذا ترصد لكم جريدة «روزاليوسف» يوميًا فى رمضان، قصص أصحاب الحناجر الذهبية من القُراء المصريين الذين جابت أصواتهم العالم ولا تزال.



 الشيخ الدكتور فرج الله الشاذلي، أحد أعلام دولة التلاوة، ولد عام 1948، بقرية أرمانية بدائرة مركز إيتاى البارود بمحافظة البحيرة، وحفظ الشيخ الراحل القرآن الكريم وهو فى سن الثامنة والتحق بمعهد القراءات عام 1971، ليحصل على العالية ويتخرج منه عام 1979 ثم التحق عام 1980 بكلية الدراسات العربية والإسلامية بالأزهر الشريف.

وفى العام 1997 التحق بالدراسات العليا بقسم الأدب، وحصل عام 2001 على درجة الماجستير بتقدير امتياز، وفى عام 2004 م نال الدكتوراه بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف. عمل شيخا لمقرأة المسجد الأحمدى بطنطا ودرس القراءات وكان سفيرًا للقرآن الكريم فى معظم بلاد العالم قارئًا ومعلمًا ومحكمًا.

وكان الشيخ فرج الله الشاذلى يؤم الجالية المصرية بدولة النمسا فى هذا الشهر الكريم حيث سافر يوم الجمعة 29 شعبان 1438 الموافق 26 مايو 2017 إلى دولة النمسا للعام الثانى على التوالى سفيرا للقراء لإحياء ليالى شهر رمضان المبارك 1438 مبعوثا من قبل وزارة الأوقاف المصرية.

تعرض لواقعة كادت أن تحجب اسمه عن آذان محبيه، وتوقف على إثرها عن القراءة فى الإذاعة والتليفزيون، وذلك بعد أن قام الشيخ فرج الله الشاذلى أمين عام النقابة برفع أذان الشيعة فى مسجد الكوفة بالعراق، وتقرر بالإجماع إيقافه عن تمثيل النقابة لحين الرد من وزير الأوقاف ومشيخة الأزهر. 

وأوضحت النقابة أنها قدرت اعتذارا الشيخ الشاذلى إلا أن النقابة أوقفت الشيخ عن القراءة.

وفى ذلك الوقت قال الشيخ فرج الله الشاذلى فى تصريحات صحفية عقب الاجتماع: «أؤيد هذا القرار الذى اتخذه أعضاء مجلس إدارة النقابة، وأشكر أعضاء النقابة على تعهدهم إياى بتفهم الموقف بعد أن قدمت الاعتذار لهم خاصة، وبالاعتذار العام لمشيخة الأزهر المتمثلة فى شخص الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، ووزارة الأوقاف متمثلة فى شخص الدكتور محمد مختار جمعة ولدار الإفتاء متمثلة فى شخص المفتى ولكل المسلمين فى مصر والعالم الإسلامي.

وأضاف: أعلن اعتذارى وأسفى على هذه الذلة وسأظل سنى المذهب تابعا لأهل السنة والجماعة أزهرى الدراسة وأعتز بأزهريتى وديانتى، وأشكر الذين عملوا على إبراز هذه المسألة لتكون بمثابة تحذير وتوصية لجميع القراء الذين يذهبون لتلك البلاد، كى لا يقعوا فيما وقعت فيه من هذا الفخ، واختتم بقوله «ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا».

توفى الشيخ فى يونيو 2017 عن عمر يناهز تسعة وستين عامًا، والذى فاضت روحه إلى بأرئها بمستشفى الجلاء العسكرى بالقاهرة وشيعت الجنازة بقريته أرمانية بمركز إيتاى البارود محافظة البحيرة.