الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

اتهامات متبادلة باختراق الهدنة

%72 من المستشفيات بمناطق الاشتباكات بالسودان متوقفة عن الخدمة

اتهمت القوات المسلحة السودانية أمس الأربعاء، قوات الدعم السريع بالهجوم على مقر قيادة منطقة العاصمة المركزية رغم هدنة الأيام الثلاثة المعلنة أمس الثلاثاء. وقال مكتب المتحدث باسم الجيش عبر فيس بوك أمس: «تتواصل خروقات المتمردين للهدنة المعلنة، وذلك بمحاولة الهجوم فى هذه الأثناء على مقر قيادة منطقة العاصمة المركزية والتى ستصدهم وتكبدهم أفدح الخسائر». ويقاتل الرئيس الفعلى عبد الفتاح البرهان، وهو أيضًا القائد الأعلى للجيش، ضد نائبه محمد حمدان دقلو، قائد قوات الدعم السريع شبه العسكرية القوية.



وأعلنت نقـابة أطبـاء السودان، أمس، ارتفاع عدد ضحايا  الاشتباكات  إلى 295 وفاة بين  المدنيين و1790 إصابة.

فى سياق آخر، أكد الجيش السودانى أن الرئيس المعزول عمر البشير وعددًا من قيادات حزبه محتجزون فى مستشفى علياء العسكرى تحت حراسة الشرطة القضائية، رافضا «أى محاولات لربط ما يجرى فى السجون بمزايدات على مواقفنا الوطنية».

وأوضح بيان للقيادة العامة للقوات المسلحة أن بعضا من «متهمى ٣٠ يونيو من العسكريين كانوا محتجزين بمستشفى علياء التابع للقوات المسلحة نسبة لظروفهم الصحية وحسب توصيات الجهات الطبية بسجن كوبر قبل اندلاع التمرد، ولا يزالون بالمستشفى تحت حراسة ومسئولية الشرطة القضائية».

وذكرت أن المحتجرين بالمستشفى هم: عمر حسن أحمد البشير، بكرى حسن صالح، عبد الرحيم محمد حسين، أحمد الطيب الخنجر، يوسف عبد الفتاح. وهنالك مدنى واحد وهو د.على الحاج محمد محتجز لتلقى العلاج بمستشفى أحمد قاسم بموجب توصية طبية من سلطات السجن وتقع مسؤولية حراسته على الشرطة. 

وذكر بيان أن القوات المسلحة أصدرت «هذه التوضيحات سدا للذرائع ومنعا للتضليل الكبير الذى ظلت تروج له بعض الأبواق الإعلامية للمتمردين للتشويش على الناس».

وأضاف البيان: «موقف القوات المسلحة سيظل واضحا بشأن هذا الأمر، وهو الرفض القاطع لأى محاولات يائسة لربط ما يجرى بالسجون بأى مزايدة على موقفها الوطنى الذى تعكف على القيام به الآن فى التصدى لميليشيا الغدر والخيانة، ربيبة العهد البائد وأولياء نعمة قائدها بشهادة كل أهل السودان».

 وكان مستشار قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتى قال إن خروج قيادات البشير من سجن كوبر صدمة وانتكاسة للشعب السودانى.

وأضاف مستشار حميدتى: البشير وقياداته تم تهريبهم بعد عملية عسكرية وإطلاق نار بتدبير من الاستخبارات العسكرية.

وقال: إن البرهان أصبح رهينة لقرار الحركة الإسلامية فى الجيش وإن القيادات الموالية للبشير فى الجيش هى المسئولة عن إطلاق سراحه. وأشار مستشار حميدتى إلى سيطرة قوات الدعم السريع على مداخل الخرطوم وعلى المؤسسات الرئيسية وأنهم على استعداد لتمديد الهدنة إذا لم يخرقها الجيش لوقف معاناة السودانيين لعودة الهدوء ورفع الجثث التى تحلل بعضها فى الشوارع.

من جانبها، ذكرت نقابةُ أطباء السودان أن 72 % من المستشفيات المتاخمة لمناطق الاشتباكات متوقفة عن الخدمة.

ويأتى ذلك بينما تشهد الأوضاع الإنسانية فى السودان تدهورا متسارعا، بسبب الصراع الدائر فى البلاد.

وحذرت الأمم المتحدة من أن نحوَ ستةَ عشر مليون شخص باتوا فى حاجة عاجلة للدعم الإنساني.

وأكد مكتب تنسيق الشئون الإنسانية، التابع للمنظمة الدولية، أن هناك نقصاً حاداً فى الماء والغذاء نتيجة الاشتباكات، وأن أسعار السلع الأساسية ترتفع بسرعة كبيرة.

وأشار المكتب الدولى أيضًا إلى أن أسعار المياه المعبّأة تضاعفت، وأن السيولة أصبحت شحيحة، ويصعب الوصول إليها.

طبياً، حذرت منظمة أطباء بلا حدود من نقص الأدوية والإمدادات الطبية، وقالت إن المخزون ينفد بسرعة، جنبا إلى جنب مع مخزونها من الوقود. كما باتت غالبية المستشفيات عاجزة عن توفير العلاج، وخرج عشرات منها عن الخدمة كليًا، فيما تواجه تلك التى لا تزال عاملة انقطاعا فى التيار الكهربائي، ونقصا حادا فى المسلتزمات الطبية والوقود. وتوقعت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشئون اللاجئين أن يفر مئات الآلاف من السودانيين إلى البلدان المجاورة، أثناء الهدنة الحالية. وفى السياق، علّقت بعض المنظمات الإغاثية عملها فى الخرطوم، بسبب الاشتباكات، فيما تضررت أعمال أخرى، واضطرت بعض المنظمات إلى نقل مقارها من العاصمة إلى المناطق المجاورة.

أمام هذا الواقع، حذّرت الأمم المتحدة من أن الصراع على السلطة فى السودان يضع مستقبل البلاد فى خطر، وقد يسبب معاناة تستمر أعواما، وانتكاسة للتنمية تستمر عقودا. من ناحية أخرى، وصلت الفرقاطة الفرنسية «لورين» إلى جدة على متنها 400 شخص قادمون من السودان هربًا من الاقتتال الدائر.

كما وصلت بعثة من موظفى الأمم المتحدة بالسودان على متن فرقاطة فرنسية إلى جدة. فى هذا السياق، أعلنت وزارة الخارجيّة السعوديّة أنّ سفينة تقلّ 1687 مدنيًّا من أكثر من 50 دولة فرّوا من العنف فى السودان قد وصلت إلى السعوديّة الأربعاء، فى أكبر عمليّة إنقاذ من نوعها تُنفّذها المملكة حتّى الآن. وأكدت وزارة الخارجيّة فى بيان، حرص المملكة على «توفير كامل الاحتياجات الأساسيّة للرعايا الأجانب تمهيدًا لتسهيل مغادرتهم إلى بلدانهم». وقال وزير الخارجية السعودى الأمير فيصل بن فرحان، إن المملكة العربية السعودية تتواصل مع الأشقاء بالسودان لتأمين ممرات آمنة لعمليات الإجلاء. وتسود حالة من الهدوء فى الخرطوم مع بدء هدنة الـ72 ساعة، فيما تستمر عمليات إجلاء رعايا الدول العربية والأجنبية، فى اليوم الحادى عشر من اندلاع الصراع والاشتباكات فى السودان بين الجيش السودانى بقيادة عبدالفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو «حميدني». 

وأفاد مراسل «العربية» و«الحدث» بأن عددا من السفراء فى مصر يتواجدون على حدود السودان لمتابعة عمليات الإجلاء.

واتمامًا لجهود المملكة العربية السعودية بإكمال عمليات الإجلاء من السودان، رست الاثنين، سفينة سعودية قادمة من مرفأ بورتسودان شمال شرق السودان على الساحل الغربى للبحر الأحمر بقاعدة الملك فيصل فى مدينة جدة.

وعلى متن سفينة «جلالة الملك يُنبع» التى حطت فى المملكة رعايا دول عربية وأجنبية.