الإثنين 13 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

بريد روزا

حياد ظاهر باطنه استحواذ

 تحية طيبة من القلب لبريد روزا وبعد…



أنا زوجة أبلغ من العمر ٢٤ عامًا، حاصلة على مؤهل عالِ وأعيش بالقاهرة، تزوجت منذ عامين ونصف العام على الطريقة التقليدية بواسطة ترشيح الأقارب، زوجى من منطقتنا، يعمل معيدًا بإحدى الجامعات الخاصة، وهو على خلق ومحبوب من الجميع - لكنه غيور إلى أبعد حد، لا يتوقف عن ملاحقتى ومراقبة كل تصرفاتي، أصر على عدم التحاقى بأى عمل وتحجج بسترته معيشيًا واستقراره المادى لمنعى من شغل وقت فراغي، فأصبحت مكتئبة للغاية - كأننى مسجونة بقفص مظلم، أعانى الحرمان العاطفي، مع رجل كنت أنتظر منه حبًّا وتقديرًا، تتمناه أى زوجة من فارس أحلامها وشريك عمرها.. بعد زواجنا بعام تعرفت بالصدفة على صديق بأحد مجموعات «الفيس بوك»،، شاب فى الثلاثين من عمره، يعيش بمحافظة قريبة من القاهرة، إنسان راقِ يعرف حدوده جيدًا، ويعاملنى كشقيقته.. أرجوك أستاذ أحمد لا تسيء الظن بي، لأننى أعرف أيضًا حدودى بما فيه الكفاية، ولن أتخطاها مهما حدث، فقط أردت  الاعتراف بوجود تلك الصداقة البريئة، من أجل توضيح الفرق بين رجل يقدر قيمة المرأة، ويجيد التعامل معها، وآخر لا يبالى بها، وبقهرها،، مفاهيمه رجعية، ونرجسيته ترتكز على طموحات مادية زائلة، لا تتخطى الملبس والمسكن الفاخر، وزيارات متقطعة للأهل وقت الفراغ،،، سبب التعارف بينى وبين هذا الشاب كان منشورا تفاعليا، طرح من خلاله سؤال على أعضاء «الجروب»، يقول فيه: «بخل الرجل فى رأيك مادى أم عاطفي»، وأنا ضمن المعلقات أجبت بأنه فى رأيى عاطفي، ثم تبادلنا وجهات النظر، أرسل لى طلب صداقة وأنا قبلته بحسن نية، على أساس ثقتى فى قيمة تلك القضية المطروحة - من جهه أخرى كنت أريد معرفة ماذا تمثل حرية المرأة بالنسبة للرجال - وهل دخولها حياته فائدتها المتعة وتربية الأطفال فقط،، وماذا عن حقوقها التى تكفلها قدسية تلك العلاقة؟، فى نهاية تبادلنا الآراء على الخاص بكل أدب، تأكدت بشكل قاطع أن المشكلة عند زوجي، وليس عند كل الرجال، وهم لا يفكرون بمثل طريقته التى تعتمد على إضعاف همة الزوجة، وإثبات رجولة منقوصة ومشوهة - المشكلة الحقيقية سيدى الفاضل، هى تعلقى التام بهذا الصديق الرافض لخراب البيوت، وجدته إنسانًا قلَّما جاد به الزمان، مشاعره صادقة وقوية، يطالبنى بالصبر على زوجي، ويلتمس له الأعذار - رغم اعترافه بإعجابه الشديد بشخصيتي، كسيدة كل طموحها العيش مع رجل لا ينتقص من كيانها ويدعمها،، من جهه أخرى أنا حامل فى طفلى الأول بعد عامين من الزواج، وأنتظر قدومه بفارغ الصبر - لكننى أكره العيش مع زوج معدوم الإحساس، حاولت إصلاحه كثيرًا دون أى جديد يذكر - بل تزداد الفجوة بيننا، شكوكه متنامية وعصبيته مفرطة، لدرجة أننى طلبت منه الطلاق مؤخرًا، وهو اكتفى بابتسامة باردة، الغرض منها محاولة تلطيف الأجواء المشتعلة بيننا، حتى استمر فى تحمل عيشتى التى لا تطاق،، فبماذا تنصحني!؟ 

إمضاء و. ي  

عزيزتى و. ى تحية طيبة وبعد…

تحدثتى فى بداية رسالتكِ عن زوجك، وقَدْرِه رفيع المستوى، الذى يتمتع به بين الناس،، وهذا دليل كافِ  على توازن  شخصيته - لكنك فى الوقت نفسه غير معجبة بغيرته عليكِ، وكأن إرادته فى إراحتك من جهد وعناء العمل، وتثمينه لوجودك كجوهرة تزين مملكته الخاصة، هو عيب فيه - وخلل كبير - يجب عليه علاجه، وكذلك اعتبار مبرر عدم حاجته المادية لمقابل عملك، هو تحجج واهي، يرتقى لدرجة الكبت والقهر الذكوري، كل تلك القناعات المشوشة من سوء النوايا، تعصف بكيان أى علاقة زوجية، وتعد أساس دورانها المعكوس، ضد اتجاه عقارب قدسيتها، المبنية على التقدير والعطاء والأمانة من الجانبين، وحفاظ كل طرف على الآخر - فلا يصح أن يحل قلب وعقل أى رجل غريب محل الزوج، ليشعر ويفكر وينصح زوجته بدلًا منه، سواء فى الواقع المعاش أو الافتراضي، ولا يجب أن تكون الأسرار الزوجية مادة خصبة، يتم تداولها على موائد التواصل الخداعة، وأن يفرضها زخم نقاشى بعينه، موجه كطعم خبيث، يجذب الفرائس المهيأة للوقوع فى شباك هؤلاء الذئاب، باسترتيجية مستهلكة ومكررة يوميًّا، وبشكل واضح للجميع على «الجروبات» الفيسبوكية الهدامة - حين يطرح أحدهم سؤالًا يشبه الطلعة الاستكشافية الحربية، لتحديد هوية المهووسات والمذبذبات والمستجيبات عاطفيًا، وكذلك المهيآت لتقديم أى نوع من التنازلات المجانية، ثم يُظهر هؤلاء المفترسين من الرجال معدومى الضمير - حيادًا وهميًّا - يرتكز على إبداء التعاطف مع الضحية، والميل إلى الإبقاء على لحمة أسرتها، وضرورة تقديمها تضحيات من أجل الأبناء،، حتى يؤكد على إنسانيته ونبل أخلاقه من جهة، ومن جهة أخرى فإن وقوع الطلاق، فى حد ذاته لا يعنيه - بل قد يجعل فريسته تعيد التفكير فيما وصل إليه حالها من ضياع، وهو ما قد يضعه يومًا صوب نيران الاتهام بالوسوسة، أو مطالبته بالزواج إذا تملكها حبه بعد خراب بيتها، ثم تراودها أحلام اليقظة بالزواج منه، وهو غير مطلوب إثباته بالنسبه له - وليس برهانًا أو هدفًا من الأساس،، حيث يفضل هؤلاء الثعالب المستذئبة لعب دور الناصح الأمين فقط، مع الإبقاء على وظائف كل القطع داخل رقعة الشطرنج كما هي، لا يهم طول فترة اللعب، بل الأهم هو الاستمرار فى جنى مكاسب أحادية واستحواذ كامل، ومن ثم تمرير طلبات دنيئة، والإعلان عن أطماع خبيثة، نتيجة استغلال درجة العوذ العاطفي، التى نجحوا فى تعميقها بكيان ضحيتهم، المستهدفة بحرفية شيطانية منقطعة النظير،،، وأنتِ عزيزتى لاتزال كل الخيارات متاحة أمامكِ الآن - إما استفاقة فى ميعادها المضبوط - وتوقيتها الآن، قبل أى وقت مضى، ليظل قدرك مصان وهيبتك تناطح السحاب، كزوجة أمينة تراعى الله فى بيتها وزوجها، صاحب المكانة الاجتماعية والعلمية الراقية، وكذلك طفلها القادم إلى الدنيا، بلا ذنب له فيما تشرع أمه فيه، من تخريب كيان أسرتها بيديها، واستمرارها فى مغامرة لا يعترف بها أى دين، ولا تمت لأمانة تلك العلاقة المقدسة بصلة تذكر.. أخيرًا لا يزال الحديث موصولًا عن دور الأم فى حياة أبنائها وبناتها، كمدرسة تختلف فى تأسيس وترسيخ مبادئها، وقواعدها العظيمة، عن تلك القلاع الوهمية، الهائمة بشبكات اجتماعية لقيطة، عابثة بقيم مجتمعنا دون ضابط أو رابط، أقول لها ستنتصرين بقوة إرادتك وعزيمتك فى تدعيم أبنائك من وقتك ونصائحك الذهبية، ولا تنسى أن الجنة التى تحت أقدامك متاحة فقط لمن سعى إليها بالعمل. 

دمتِ سعيدة وموفقة دائمًا و. ى