رئيس مجلس النواب يناشد الأطراف السودانية تغليب اعتبارات حماية أرواح الشعب

قال المستشار الدكتور حنفى جبالي، رئيس مجلس النواب: تابعنا جميعًا خلالَ الأيامِ الماضيةِ، بقلوبٍ يعتصرُها الألم، الأحداثَ الجاريةَ والمتلاحقةَ التى تشهدها دولةُ السودانِ الشقيقةِ، مؤكدًا أنها لا شكَ أنها تشكلُ لحظةً فارقةً فى تاريخها. 

وقال فى كلمته خلال الجلسة العامة للمجلس: لحظةٌ وجبَ فيها على الأطرافِ السودانيةِ كافةً تغليبُ اعتباراتِ حمايةِ أرواحِ الشعبِ السودانيِ، والحفاظُ على مقدراتِ دولتهمْ. 

وأشار إلى أنه منْ يطالعُ التاريخ سواءً القريبِ منهُ أوْ البعيدِ سيجدُ أنَّ أي صراعاتٍ أوْ نزاعاتٍ مسلحةٍ داخليةٍ بينَ طرفينِ أوْ أكثرَ لنْ تؤدى ما لمْ يتمْ الاحتكامُ لصوتِ العقلِ إلا لمزيدٍ منْ العنفِ، الذى تصحبهُ آثارٌ سياسيةٌ. 

وحذر من انهيارٌ كليٌّ أوْ جزئيٌّ لمؤسساتِ الدولةِ، واقتصاديةٌ، قوامها تدهورُ البنيةِ الأساسيةِ اللازمةِ للتنميةِ، وإنسانيةٌ أبرزها خسارةٌ فادحةٌ فى رأسِ المالِ البشريِ، وتهجيرٌ قسري، ولاجئونَ لدولِ الجوارِ، قائلًا: وكلها آثارٌ إذا ما تفاقمتْ ستدفعُ بعد انتهاءِ تلكَ النزاعاتِ إلى أعمالِ إعادةِ إعمارٍ باهظةٍ التكلفةِ، وقدْ تأخذُ سنواتِ طوالاً ليسَ لترتقيَ الدولةُ وإنما لتعودَ لنقطةِ ما قبلَ الصراعِ.  

وأكد أنَ الدولةَ المصريةَ لمْ تألو جهدًا منذُ اللحظاتِ الأولى لهذهِ الأزمةِ فى رعايةِ أبنائها الموجودينَ على أرضِ السودانِ الشقيقِ، حيثُ سخرتْ كاملَ طاقاتِها لإعادتهمْ سالمينَ لوطنهمْ، بالتنسيقِ معَ السلطاتِ فى الخرطومِ. 

وأشار إلى أنه بدأتْ تلكَ الجهودُ بتوجيهاتِ الرئيسِ عبدَالفتاحْ السيسي، رئيسِ الجمهورية، بإنشاءِ خليةِ أزمةٍ مِنْ وزاراتِ الدفاعِ والداخليةِ والخارجيةِ والهجرةِ، وجهازِ المخابراتِ العامةِ؛ لمتابعةِ عملياتِ إجلاءِ المصريينَ منْ الأراضى السودانيةِ، ومساعدةِ الدولِ الصديقةِ فى إجلاءِ رعاياها بسلام. 

وقال رئيس البرلمان: لمْ تقفْ الجهودُ المصريةُ عندَ هذا الحدِ، فدائمًا بابها مفتوحٌ لكلِ الأشقاءِ، فاستقبلتْ المئاتِ منْ الأشقاءِ السودانيينَ دونَ تأشيرةٍ مُسبقةٍ منْ خلالِ معبريْ أرقينِ وقسطلْ البريينِ . 

وتابع: مصرَ - شعبًا وحكومةً - إيمانًا منها بوحدةِ التاريخِ والمستقبلِ بينها وبينَ السودانِ الشقيقِ؛ تؤكدُ دعمها الكاملِ للشعبِ السودانيِ، وحرصِها على أمنهِ وأمانهِ.  

ودعا رئيس مجلس النواب، المجتمعَ الدوليَّ أنْ يضطلعَ بدورهِ تجاهَ السودانِ الشقيقِ بالوقوفِ جنبًا إلى جنبٍ معَ الشعبِ السودانيِ والعملِ على تهدئةِ الأوضاعِ فى هذهِ المرحلةِ الحاسمةِ، قائلًا: «حفظُ اللهُ مصرَ والسودان، وشعبيهما الأبيينِ، منْ كلِ مكروهٍ وسوء».