الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

قمة مصرية ــ يابانية بقصر الاتحادية

السيسى: ضرورة الوقف الفورى والدائم لإطلاق النار فى السودان

استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسى، أمس، بقصر الاتحادية «فوميو كيشيدا»، رئيس وزراء اليابان، حيث قال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، إن مباحثات القمة المصرية اليابانية شهدت الاتفاق على ترفيع العلاقات بين مصر واليابان إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية، كتتويج لمسيرة ممتدة من العلاقات التاريخية المتجددة بين البلدين الصديقين.



كما بحث الجانبان سبل تعزيز التعاون الثنائى المشترك بين البلدين، خاصةً فى مجالات الاستثمار والتجارة، والتعليم، والصحة، وتكنولوجيا المعلومات، والنقل، والطاقة المتجددة، وكذلك المتحف المصرى الكبير، الذى يعد علامة بارزة على التعاون التنموى المثمر بين الدولتين.

وتطرقت المباحثات أيضًا إلى الجهود الجارية لصون وترسيخ السلم والأمن على المستوى الدولى، حيث جرى تبادل لوجهات النظر حول عدة موضوعات، من بينها الأزمة الروسية الأوكرانية، وجهود منع انتشار الأسلحة النووية، وتعزيز العمل الدبلوماسى متعدد الأطراف وإصلاح منظومة الأمم المتحدة ومجلس الأمن، علاوة على تناول تطورات عدد من القضايا الإقليمية لاسيما القضية الفلسطينية، وسد النهضة. 

وفيما يتعلق بالسودان؛ تم التوافق بشأن ضرورة تحقيق وتثبيت وقف إطلاق النار، ودفع جهود الحوار السياسى واستكمال المرحلة الانتقالية، كما ثمن رئيس الوزراء اليابانى فى هذا الصدد المساعدة التى قدمتها مصر لإجلاء الرعايا اليابانيين من السودان، متقدمًا بخالص التعازى إلى مصر حكومةً وشعبًا فى استشهاد أحد أعضاء البعثة الدبلوماسية المصرية بالخرطوم أثناء أداء واجبه. 

 وأضاف المتحدث الرسمى، أن الزعيمين شهدا بعد انتهاء المباحثات مراسم التوقيع على عدد من مذكرات التفاهم والاتفاقات بين مصر واليابان فى قطاعات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والشئون القانونية والقضائية، والمرحلة الأولى للخط الرابع لمترو الأنفاق، فضلًا عن الشراكة بين وزارة التعاون الدولى والبنك اليابانى للتعاون الدولى. وعقب القمة عقد الزعيمان مؤتمرًا صحفيًا مشتركًا، حيث ألقى الرئيس السيسى كلمة، رحب فيها برئيس وزراء اليابان، والوفد المرافق له، ضيوفا أعزاء فى مصر، فى مستهل الجولة التى يقوم بها رئيس الوزراء، فى عدد من دول القارة الإفريقية، قبل استضافة مدينة «هيروشيما»، لقمة مجموعة السبع الشهر المقبل، تحت الرئاسة اليابانية وفى أول زيارة، يقوم بها إلى مصر، منذ توليه المسئولية فى بلاده، إذ تعكس تلك الزيارة الكريمة، الاهتمام المتبادل بين مصر واليابان، بالبناء على علاقات الصداقة التاريخية بينهما، على المستويين الرسمى والشعبى.

وأضاف: «وأود أن أؤكد، على ما نحمله فى مصر، من مشاعر تقدير بالغ، لإسهام اليابان فى دعم مسار التنمية وانخراطها المخلص، فى دعم المشروعات الوطنية فى مصر والتى أذكر منها «المتحف المصرى الكبير»، الذى يعد المتحف الأثرى الأكبر فى العالم، لعرض القطع الأثرية المنتمية لحضارة واحدة والذى نتطلع، أن يكون بيننا فى حفل افتتاحه، رئيس الوزراء، بالإضافة إلى مشروع المدارس المصرية اليابانية، والذى رأى النور فى سبتمبر 2018، ويتضمن تطبيق نظام التعليم الأساسى اليابانى «توكاتسو» فى المدارس المصرية إلى غير ذلك من المشروعات المتعددة، التى تقف شاهدة على الصداقة بين البلدين، والتى لا يتسع المقام لسردها جميعها، علاوة على مشروع «الجامعة المصرية اليابانية للعلوم والتكنولوجيا» ببرج العرب، الذى يعد نموذجا ناجحا، للتعاون الثلاثى بين اليابان ومصر مع الأشقاء الأفارقة». 

وتابع الرئيس: «لقد استعرضت مع «كيشيدا»، الإصلاحات الاقتصادية والتشريعية والهيكلية، التى تم إقرارها، فى إطار تحفيز بيئة الأعمال، وتحسين مناخ الاستثمار فى مصر، على مدار الأعوام الماضية وكذا الحوافز والضمانات، التى يكفلها القانون المصرى للمستثمرين وتناولت الفرص الاستثمارية الواعدة، التى توفرها مصر فى شتى المجالات ودعوت الحكومة اليابانية، لتشجيع الشركات اليابانية، لضخ المزيد من الاستثمارات فى مصر».

واستطرد: «تبادلت مع رئيس وزراء اليابان، وجهات النظر، حول العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، ولقد كانت النقاشات إيجابية وبناءة، حيث استعرضنا ما تشهده الساحة الدولية اليوم من تحديات، وبشكل خاص ما خلفته الأزمة الأوكرانية، من تبعات اقتصادية هائلة على الدول النامية، فاقت ما أحدثته جائحة «كورونا»، من ارتفاع فى معدلات التضخم وأسعار الطاقة والغذاء، وتوقعات بتراجع معدلات النمو حيث أكدت لرئيس الوزراء، تطلعنا إلى أن يعمل شركاء التنمية، وفى المقدمة اليابان؛ كونها دولة رائدة فى الإسهام التنموى العالمى، وفى ظل رئاستها الحالية لمجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى، من أجل أن تحظى تلك التحديات الاقتصادية الملحة، بذات قدر الاهتمام بالجوانب السياسية والأمنية للأزمة الأوكرانية، التى نأمل أن يتم التوصل لتسوية لها وذلك من خلال بحث سبل تخفيف وطأة التحديات الاستثنائية، الملقاة على عاتق العديد من الدول النامية». 

وأردف: «تباحثت كذلك مع ضيفى الكريم، بشأن العديد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، لاسيما القضية الفلسطينية، والأوضاع فى ليبيا واحتلت التطورات فى السودان، جانبا مهما من المباحثات، حيث أكدت لرئيس الوزراء، الرؤية المصرية القائمة على ضرورة الوقف الفورى، والدائم والشامل، لإطلاق النار فى السودان وأهمية امتناع أى طرف خارجى، عن التدخل فى الأزمة، باعتبارها شأنا سودانيا خالصا بما يسهل من نزع فتيل الأزمة، ويحول دون تفاقمها.  وفى ختام كلمته، أكد الرئيس حرص مصر على تعزيز وتعميق التعاون بين البلدين، كنتيجة طبيعية لتميز العلاقات بينهما وثقتى فى توافر ذلك الحرص وبذات الدرجة، لدى دولة اليابان الصديقة وليس أدل على ذلك، من تواجد رئيس الوزراء اليابانى بيننا، وتشريفه لنا، إذ أجدد الترحيب، بضيف مصر العزيز، والوفد المرافق له، متمنيا لهم إقامة سعيدة فى أرض الكنانة.