الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الرئيس يشهد الاحتفال بعيد العمال من مصنع الشرقية للسكر فى الصالحية الجديدة

بسواعدكم نبنى الجمهورية الجديدة

شهد الرئيس عبدالفتاح السيسى، أمس الاحتفال بعيد العمال، بمصنع الشرقية للسكر فى مدينة الصالحية الجديدة بمحافظة الشرقية، بحضور رئيس مجلس الوزراء، الدكتور مصطفى مدبولى، وعدد من الوزراء وكبار رجال الدولة، حيث بدأ الاحتفال بتلاوة آيات من الذكر الحكيم للقارئ الشيخ «شريف السيد خليل».



وفى بداية الاحتفال ألقى الرئيس السيسى كلمة قال فيها «شعب مصر العظيم، يسعدنى فى بداية كلمتى، أن أتقدم إليكم جميعًا، بخالص التهنئة، بمناسبة عيد العمال كل عام وأنتم بخير، ومصر الغالية فى تقدم وازدهار»، مضيفًا: «عاملات وعمال مصر الأوفياء،  لقد سجل التاريخ دومًا، بحروف من نور، دوركم المشهود له، فى بناء هذا الوطن الأمين، على مر الزمان والعصور، فالحضارة المصرية الخالدة، منذ فجر التاريخ وحتى الآن، تتحدث عن تقديس المصريين للعمل، تقديس جعلنا اليوم نرى تلك الإنجازات الشامخة، التى صنعها أجدادنا، فى مختلف المجالات بعد أن تسلحوا بالتنظيم المحكم الدقيق، والمعرفة العلمية، وروح الإصرار والتحدى والكفاح. 

وتابع السيسى: «اليوم فى هذا العالم، الذى يتسم بالمنافسة والتغير المستمر، فإن أهمية هذه القيم قد تضاعفت، فالإحاطة بأرقى درجات العلم الحديث، واستيعابه وتطويعه لإنتاج التكنولوجيا التطبيقية، وتأسيس وترسيخ مهارات الانضباط والدقة، وتفجير طاقات الإبداع، والتعمق فى جميع متطلبات الإدارة الحديثة، والتنمية الصناعية المتطورة كل هذه أصبحت عوامل، يصعب من غيرها، تحقيق التقدم والازدهار للشعوب».

وأكد الرئيس أن الأزمات العالمية المتلاحقة، من جائحة «كورونا»، إلى الأزمة «الروسية - الأوكرانية»، جاءت لتضيف المزيد من الصعوبات، التى يلاقيها العديد من دول العالم، خاصة الدول النامية، ومن بينها مصر، موضحًا إننا دائمًا نحرص، على تقديم أقصى ما نستطيع، من دعم ورعاية للعمال حيث تمت زيادة الحد الأدنى للأجور، وأطلقنا وعززنا برامج الحماية الاجتماعية، ونقوم بتقديم الدعم اللازم للعمالة غير المنتظمة، ونعمل على دمج ذوى الاحتياجات الخاصة فى سوق العمل، والتوسع فى المشروعات القومية لتوفير فرص عمل لائقة، فضلاً عن إعداد الاستراتيجية الوطنية للتشغيل.

وأوضح السيسى، أنه فى ضوء اهتمامنا الكبير بالعمل وأحوال العمال وتعويلنا على عمال مصر، للإسهام القيم فى النهضة الشاملة، التى نعمل من أجلها قـررت إنشاء صندوق إعانة الطوارئ، للعمالة غير المنتظمة، وتحويل مستحقات الحسابات الاجتماعية والصحية إليه بما يتيح استثمارها والإنفاق منها، فى حالات الطوارئ والأزمات، على العمالة غير المنتظمة بشكل مستدام، ويعظم العائد الاجتماعى والتنموى منه.

كما قرر الرئيس، البدء بتفعيل عمل الصندوق فور انتهاء الإجراءات القانونية، بصرف قيمة إعانة عاجلة، للعمالة غير المنتظمة وغير المستفيدة من برامج الحماية الاجتماعيـة، قدرها 1000 جنيـه، هذا بالإضافة إلى إصدار وثيقة جديدة من شهادة «أمان»، السابق إصدارها عام 2017 لتغطية التأمين على الحياة، وإصابات العمل للعمالة غير المنتظمة، فضلاً عن تأكيده على جميع منشآت القطاع الخاص، والقطاع العام وقطاع الأعمال العام، بالالتزام بالنسبة المقررة قانونًا «٥٪»، لتشغيل الأشخاص ذوى الإعاقة واستمرار العمل على تنمية مهاراتهم، ودمجهم فى سوق العمل.

وشملت قرارات السيسى بمناسبة عيد العمال، قيام المجلس الأعلى للحوار الاجتماعى فى مجال العمل، بدراسة مشروع قانون العمل المعروض على مجلس النواب، بحضور ممثلى العمال وممثلى أصحاب العمل، والتوافق على صيغته النهائية بما يضمن الحفاظ على حقوق العمال، وضمان بيئة عمل مواتية للاستثمار، علاوةً على تعزيز الامتثال لمعايير العمل الدولية وضمان توافق التشريعات العمالية وطريقة تنفيذها، مع اتفاقيات العمل الدولية التى صدقت عليها مصر، هذا بالإضافة إلى سرعة انتهاء وزارة القوى العاملة، من إطلاق المنصة الوطنية لمعلومات سوق العمل.

وتضمنت القرارات، قيام الوزارات والجهات المعنية، بالتنسيق مع القطاع الخاص، بسرعة الانتهاء من الإجراءات الرامية، للعمل على تحقيق المساواة بين الجنسين فى مجال العمل، وتحقيق بيئة عمل آمنة، وزيادة معدلات تشغيل النساء، ودمجهن فى سوق العمل، وتنمية مهاراتهن، وحماية المرأة العاملة، وضمان توفيقها بين مقتضيات الوظيفة وواجبات الأسرة فى إطار تفعيل الخطة الوطنية للمساواة بين الجنسين فى مجال العمل، التى تم إطلاقها عام 2022، بالإضافة إلى إطلاق حملة قومية، لتحسين الصورة الذهنية فى المجتمع، لقيمة العمل وأهميته للفرد والمجتمع وتشجيع الشباب على الاندماج فى العمل الحر وريادة الأعمال، وإقامة مشروعاتهم الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر، علاوةً على قيام الوزارات والجهات المعنية، بالاستعداد لوظائف المستقبل وتحديد المهن المطلوبة فى سوق العمل مستقبلاً، والمهارات اللازمة لها والعمل على تنمية مهارات الموارد البشرية، بما يتناسب مع مستقبل الوظائف، واحتياجات سوق العمل.

وفى ختام كلمته الرسمية، قال الرئيس: «عمال مصر الكرام، إن بناء الوطن والمستقبل، لا يمكن أن يحدث على النحو الأمثل، دون سواعد عمال مصر الأوفياء، ووعيهم السليم، ومهاراتهم التى تتطور باستمرار وهو ما يتطلب من الحكومة، القيام بالتنسيق اللازم، مع جميع المؤسسات المعنية، للتوسع فى برامج التدريب، للشباب من الجنسين والاستمرار فى تطوير المراكز التدريبية، التى تعمل تحت مظلة المبادرة الرئاسية «حياة كريمة»، مضيفًا: «إننا معًا قادرون - بإذن الله تعالى - على مواصلة العمل والتقدم بإصرار على النجاح، وثقة فى توفيق الله لنا لتحيا مصر دائمًا وأبدًا وطنًا عزيزًا غاليًا، يستحق منا كل الإخلاص والتضحية، وبالله سبحانه وتعالى.. وبشعبها العظيم.. وعمالها الأوفياء.. تحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر».

وعلى هامش الاحتفالية أهدى محمد جبران، رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال مصر درعًا تذكاريًا للرئيس السيسى.. قائلًا: «اسمح لى بأن أتقدم باسمى وباسم الاتحاد العام لنقابات عمال مصر بدرع تذكارى.. دمتم لنا زعيمًا وقائدًا.. حفظ الله مصر وطنًا عزيزًا آمنًا»، عقب ذلك عرض فيلم تسجيلى بعنوان «سواعد مصرية» استعرض تاريخ الاحتفال بعيد العمال فى العالم وأسباب اختيار اليوم الأول من شهر مايو من كل عام للاحتفال، بالإضافة إلى جهود الدولة المصرية مؤخرًا لدعم العمالة ويبلغ عددهم نحو 30 مليون عامل وسبل توفير أجواء ملائمة للعمل لهم، كمل وعرض الفيلم أيضا المبادرات الرئاسية التى تهدف لدعم العمالة وما حققته لاسيما مبادرة «حياه كريمة» وصندوق إعانة الطوارئ للعمال الذى دعم أكثر من 400 ألف عامل.

وفى تعقيب للرئيس السيسى على مداخلة لرئيس مصنع «فيوتك» لصناعة معدات الإضاءة الذكية الموفرة للطاقة خلال الاحتفال بعيد العمال من مصنع الشرقية للسكر، أكد «السيسى» استعداد الدولة المصرية لمساندة الشركات فى زيادة نسبة المكون المحلى فى المنتجات المصرية، للوصول إلى مكون محلى كامل أو شبه كامل، قائلاً: «أدعمك ومستعد أساندك للوصول بالمنتج المحلى إلى أكثر من النسبة الحالية 50 إلى 60%»، معربًا عن أمنياته بالوصول إلى زيادة المكون المحلى إلى 90 أو 100%.

وأوضح «السيسى»، أنه حال الاستطاعة بالوصول إلى مكون محلى كامل أو شبه كامل لهذا المنتج، سيترتب على ذلك عدم وجود أعباء على الدولة، فضلاً عن توفير فرص عمل، لافتًا إلى أن الدولة تعمل حاليًا على تخفيف استخدام الإضاءة فى الشوارع، قائلاً «يجب على الأقل فى الشوارع الجديدة التى يتم تنفيذها اتخاذ قرار بالتعاقد مع شركة «فيوتك» لتوريد الكشافات لصالح المشاريع الجديدة على الأقل فى المرحلة الحالية، وأن يكون لدى الدولة خطة لإحلال الإضاءة العادية بالإضاءة بهذه الكشافات».

وأعرب الرئيس، فى نهاية مداخلته عن تهنئته لرئيس مصنع «فيوتك» على المصنع وعن تمنياته بالتوفيق، وشكره على التبرع الذى أعلن عنه رئيس الشركة، وأوصاه بالحفاظ على صحة العاملين.

بدوره، وعد رئيس مصنع «فيوتك»، الرئيس السيسى بالوصول إلى نسبة 90% من المكون المحلى خلال أول مايو المقبل وتوطين صناعة الليد فى مصر وإفريقيا والشرق الأوسط، حيث وجه «الرئيس» سؤالاً لمدير الإدارة الهندسية لمجموعة حواء لتصنيع وسائل النقل الخفيف، وائل فتحى، عن حجم المنتج المحلى المساهم فى الصناعات المنتجة ليرد الأخير بأنها أصبحت 60% من إجمالى المنتج، موجهًا أن هناك خط تصنيع جاريًا شحنه من الصين وسيكون المنتج المحلى حينها 85%.

ووجه «السيسى»، بسرعة الانتهاء من المجمع الصناعى الجارى إنشاؤه والخاص بتصنيع وسائل النقل الخفيف وتقليل مدة العمل فيه عن 3 سنوات.

وقال فتحى: «إن المجمع مقام على 2700 متر مربع وبداخله 10 مصانع كل مصنع بحجم استثمارى من 200 إلى 300 مليون جنيه بإجمالى استثمارات تصل 2 مليار و700 مليون جنيه وأن المصنع سيكون بقوة المجمعات المشابهة له فى الصين والهند»، مشيرًا إلى أن الصناعات الكهربائية فى مجال النقل سيتم إنتاجها داخل هذا المجمع وأنها مستقبل صناعة المركبات.

كما وجه الرئيس، بتوفير جميع المطلوب لإنجاز المجمع.. موجهًا حديثه لمدير الإدارة الهندسية لمجموعة حواء، قائلاً: «أحلم أنت ومجلس إدارة الشركة وإحنا هنساعد ونشارك علشان ننجز المشروع».

وفى ختام المناقشة، طلب مدير الإدارة الهندسية لمجموعة حواء لتصنيع وسائل النقل الخفيف، من الرئيس تشريفه بالحضور بمجرد الانتهاء من تصنيع أول محرك من المصنع، كما أبلغ الرئيس أيضًا بأن الشركة قررت المساهمة بـ5% من إجمالى أرباح المصنع لـ«حياة كريمة».

وفى ذات السياق، أجرى السيسى جولة تفقدية داخل مصنع الشرقية للسكر فى مدينة الصالحية الجديدة، وحرص على التقاط صورة تذكارية مع المسئولين والعاملين داخل المصنع، بمناسبة الاحتفالية بعيد العمال، حيث استمع خلال الجولة لشرح مفصل من أحد المسئولين عن المصنع من داخل محطة التعبئة، والذى أوضح أن المحطة مكونة من أربعة خطوط للتعبئة بإجمالى طاقة إنتاجية 2000 طن يوميًا، مشيرًا إلى أن خطوط التعبئة تعمل بصورة أوتوماتيكية والتدخل الإنسانى بسيط.

وحرص الرئيس، على مصافحة أحد العاملين فى المصنع واطمأن عليه، واستفسر منه عن دخله، والذى أوضح أنه يعمل لمدة 8 ساعات، فضلاً عن العمل الإضافى، ويتقاضى أجرًا قيمته 9 آلاف جنيه، كما حرص السيسى على الاطمئنان على صحة أحد العاملين فى المصنع حيث وجهه بالاستمرار فى ممارسة الرياضة للحفاظ على صحته.