السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

تصريحات الهجرة غير الشرعية تشعل خلافًًا دبلوماسيًًا بين فرنسا وروما

أشعلت تصريحات أدلى بها وزير الداخلية الفرنسي، جيرالد دارمانان، بشأن الهجرة خلافا دبلوماسيا مع إيطاليا.



وقال دارمانان، فى مقابلة يوم الخميس، إن رئيسة الوزراء الإيطالية، جورجيا ميلوني، «عاجزة عن حل مشكلات الهجرة التى انتُخبت على أساسها».

ووصف وزير الخارجية الإيطالى التصريحات بأنها «غير مقبولة» وألغى زيارة كانت مقررة لباريس.

وفى مسعى لتخفيف حدة الخلاف، قالت وزارة الخارجية الفرنسية إنها ترغب فى التعاون مع إيطاليا لمواجهة التحديات المشتركة.

وشهدت إيطاليا العام الجارى زيادة كبيرة فى عدد المهاجرين عن طريق البحر من تونس، وأطلقت السلطات حملة لمكافحة الهجرة غير الشرعية من منطقة إفريقيا جنوب الصحراء.

وجاء معظم الـ 42 ألف شخص الذين وصلوا من شمال إفريقيا هذا العام من تونس، مما دفع إيطاليا إلى إعلان حالة الطوارئ.

وتمثل الزيادة الحادة فى أعداد المهاجرين انتكاسة لحزب «إخوة إيطاليا» اليمينى المتشدد الذى تتزعمه ميلوني، والذى فاز بالانتخابات العام الماضى واعدا بالتصدى للهجرة غير الشرعية.

وقال وزير الداخلية الفرنسي، فى حديث لإذاعة «إر إم سي»، إن الحكومة الإيطالية «عاجزة عن التعامل مع ضغوط الهجرة»، وأنحى باللائمة على روما فى تدفق المهاجرين الأخير، ولا سيما الأطفال، الذين دخلوا جنوب فرنسا. وقال: «ما نراه أن (الهجرة) مستمرة وتزداد».

إهانات غير مقبولة

وردا على التصريحات الفرنسية، قال وزير الخارجية الإيطالي، أنطونيو تاجاني، على تويتر إن «إهانات جيرالد دارمانان للحكومة وإيطاليا» غير مقبولة.

وأضاف: «ليست هذه الروح التى يجب التعامل بها مع التحديات الأوروبية المشتركة».

وألغى تاجانى زيارة لباريس، كان من المقرر أن يلتقى فيها نظيرته الفرنسية، كاترين كولونا، مساء الخميس.

وسعت وزارة الخارجية الفرنسية، منذ الإدلاء بالتصريحات، إلى تخفيف التوتر، وقالت فى بيان إن «الحكومة الفرنسية ترغب فى العمل مع إيطاليا لمواجهة التحدى المشترك المتمثل فى الزيادة السريعة فى تدفق المهاجرين».

وليست هذه المرة الأولى التى يحدث فيها سوء تفاهم بين الحكومة اليمينية الإيطالية وجيرانها الفرنسيين منذ تولى السلطة فى أكتوبر الماضي.

ففى غضون أسابيع، رفض الوزراء فى روما السماح لقارب إنقاذ تابع لمنظمة غير حكومية على متنه ما يزيد على 230 مهاجرا بالرسو، مما دفع فرنسا إلى السماح للقارب بدخول الميناء.

لكن حكومة الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، تواجه أيضا انتقادات بشأن طريقة تعاملها مع الهجرة عبر جبال الألب الإيطالية، ونشأ الخلاف الأخير من ضغوط سياسية محلية.

وكانت رئيسة الوزراء الفرنسية، إليزابيث بورن، قد عززت فى نهاية أبريل الماضي، أعداد الشرطة بالقرب من الحدود الجنوبية الشرقية لفرنسا.

وقال زعيم حزب التجمع الوطنى اليمينى المتشدد، جوردان بارديلا، أثناء زيارته للمنطقة الأسبوع الجاري، إن استجابة الحكومة كانت متساهلة وعاجزة.

وأشار دارمانان، خلال المقابلة التى أجراها مع الإذاعة الفرنسية، إلى أن «حكومة اليمين المتطرف» التى تتزعمها جورجيا ميلونى اختارها أصدقاء زميلة بارديلا فى حزب التجمع الوطني، مارين لوبان.