خلال التجهيزات لإحياء ذكرى يوم النصر
روسيا منشغلة بالتحضير وعينها على أوكرانيا

تنشغل روسيا هذه الساعات بوضع اللمسات الأخيرة استعداداً للاحتفال بواحدة من أهم مناسباتها السنوية، ألا وهى «يوم النصر» الموافق التاسع من مايو.
ورغم الخطوات العسكرية التى اتخذتها السلطات، إلا أن المخاوف بشأن الأمن الداخلى بعد سلسلة ضربات جوية أربكت الوضع، وأدت إلى إلغاء مدن ومناطق مخخصة للاحتفالات، ما زالت مستمرة.
كما أن لهذا الحدث أهمية أخرى، خصوصا وأن خبراء روس كانوا رجحوا أن تشن أوكرانيا الهجوم المضاد فى اليوم ذاته، وذلك لإرباك الاحتفالات، وفقا لموقع «euronews».
فى حين تفجرت مخاوف أمنية من أن تصبح الاحتفالات أهدافا لهجمات أوكرانية، ولهذا ألغت موسكو واحدة من أبرز الاحتفالات فى يوم النصر، وهى موكب «الفوج الخالد» حيث تخرج عادة حشود من المواطنين إلى الشوارع حاملين صورا لأقاربهم الذين ماتوا أو خدموا فى الحرب العالمية الثانية.
بالمقابل، تواصل أوكرانيا استعداداتها لشن هجوم مضاد ضد القوات الروسية، التى تعثرت لأشهر فى الشرق الأوكراني، دون أن تحقق تقدماً كبيراً.
وأكد بعض القادة العسكريين الأوكرانيين الأسبوع الماضى أن الهجوم بات وشيكاً، وفقا لرويترز، فيما رجح مسؤولون روس أن يكون فى يوم النصر.
يشار إلى أن الروس يحتفلون سنويا، بالتاسع من مايو بذكرى انتصار الاتحاد السوفيتى على ألمانيا النازية فى عام 1945.
ويوافق العيد الذكرى 78 لاستسلام ألمانيا فى الحرب العالمية الثانية بعد هجوم لا هوادة فيه للجيش الأحمر دفع القوات الألمانية من ستالينغراد فى عمق روسيا إلى برلين.. وفقد الاتحاد السوفياتى حينها ما لا يقل عن 20 مليون شخص فى الحرب.
من جانبه، أكد المتحدث باسم الكرملين، ديميترى بيسكوف، للصحفيين أمس، أن تصريحات أوكرانيا عن استعدادها «لقتل الروس فى جميع أنحاء العالم» تشير إلى أن نظام كييف ليس مجرد راع للإرهاب، بل منظم مباشر للأعمال الإرهابية.
وكان بيسكوف يعلق على بيان لرئيس الاستخبارات العسكرية الأوكرانية، كيريل بودانوف، بحسب وكالة أنباء «تاس» الروسية.. وقال بودانوف، تعليقاً على الهجوم الإرهابى الذى قتل داريا دوجينا ابنة الكاتب والفيلسوف الروسى ألكسندر دوجين: «ما سأقوله فى هذه المسألة، إننا قتلنا وسنواصل قتل الروس فى أى مكان فى العالم، حتى النصر الكامل لأوكرانيا»، حسب قناة «آر. تي» الروسية.
وقال المتحدث باسم الكرملين: «هذا تصريح وحشى حقاً. هذا البيان، وما قاله السيد بودانوف، تأكيد مباشر أن نظام كييف لا يرعى النشاط الإرهابى فحسب، بل هو منظم مباشر لهذا النشاط.»
وقال بيسكوف: إن موسكو ستراقب عن كثب رد فعل الغرب على تصريحات السلطات الأوكرانية عن استعدادها «لقتل الروس فى جميع أنحاء العالم. يجب إدانة مثل هذه الكلمات».
وأضاف بيسكوف: «سنراقب عن كثب رد فعل العواصم الأوروبية وكذلك واشنطن، وخاصة واشنطن، لأن من الصعب جداً أن نتصور أن مثل هذه التصريحات الإرهابية من كييف يمكن أن تبقى دون إدانة. لذلك سننتظر هذه الإدانات».. وقال بيسكوف إن تصريحات السلطات الأوكرانية تؤكد مرة أخرى أن قرار الرئيس الروسى فلاديمير بوتين بشن عملية عسكرية خاصة كان صحيحاً.
وشدد بيسكوف على أن «تصريح السيد بودانوف هذا يؤكد مرة أخرى صحة قرار الرئيس بوتين بشن عملية عسكرية خاصة».
فى المقابل، قالت وزارة إعادة الإعمار الأوكرانية، أمس إن روسيا أنهت فعلياً اتفاق حبوب البحر الأسود برفض تسجيل السفن القادمة.. وقالت الوزارة فى بيان: «أوقفت روسيا مرة أخرى فعلياً مبادرة الحبوب برفضها تسجيل السفن القادمة وبتفتيشها. هذا النهج يتعارض مع بنود الاتفاقية الحالية».
ومن جهته، قال نائب وزير الخارجية الروسي، سيرجى فيرشينين، إنّ بلاده لا تزال «غير راضية»، عن كيفية حلّ مشكلة صادراتها الزراعية، فى إطار الاتفاقية.
ويذكر أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لم يرد بعد على مقترحات الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، لتمديد وتحسين اتفاقية الحبوب الذى يسمح بالتصدير الآمن للحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود.
من جانبه، أعلن المتحدث باسم رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، أمس، أنها توجهت إلى كييف اليوم الثلاثاء للقاء الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكي.. وتأتى الزيارة الخامسة لأوكرانيا فى تاريخ رمزى بالنسبة لأوروبا، التى تحتفل الاتحاد الأوروبى فى 9 مايو بالسلام الدائم بين أعضائه الذى أعقب نهاية الحرب العالمية الثانية فى 1945، بينما تحتفل روسيا بانتصارها على ألمانيا النازية بعرض عسكرى سنوي.
وقال المتحدث باسم رئيسة المفوضية الأوروبية فى بروكسل: إنه فى ظل الحرب الروسية على أوكرانيا فى عامها الثانى، من المقرر أن «تعيد رئيسة المفوضية تأكيد دعم الاتحاد الأوروبى الثابت للبلاد».
ومنحت أوكرانيا صفة مرشح رسمى لعضوية الاتحاد الأوروبى فى العام الماضى، وهى تنتظر تقييماً ستجريه المفوضية حول ما إذا كانت جهود الإصلاح فى أوكرانيا كافية لبدء محادثات الانضمام الرسمية.