الأحد 29 يونيو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الرئيس يشهد افتتاح موسم حصاد القمح فى شرق العوينات

السيسى: استخدام نظم الرى الحديثة فى كل الزراعات وترشيد المياه بالأراضى التى يتم استصلاحها  



شهد الرئيس عبدالفتاح السيسى افتتاح موسم حصاد القمح ومصنع إنتاج البطاطس فى شرق العوينات بمحافظة الوادى الجديد، بحضور رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، والقائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى الفريق أول محمد زكى وعدد من الوزراء وكبار رجال الدولة.

وخلال الافتتاح، أكد الرئيس السيسى، ضرورة ترشيد استخدام المياه المستخدمة فى الزراعة والاستفادة من مخزون المياه المتوفرة فى منطقة شرق العوينات عبر استخدام طرق الرى الحديثة والحفاظ عليها دون هدر لأكبر فترة ممكنة، علاوة على ضرورة عمل دراسات وأبحاث للوصول لمنتج زراعى جيد يلبى متطلبات السوق.

وقال الرئيس: «نحتاج للتأكد من أن مخزون المياه الجوفية فى شرق العوينات يتم التعامل معه وفقًا للمعايير العالمية واستخدام المياه بشكل رشيد دون هدر سواء للاستخدامات المخصصة للزراعة أو للمستثمرين»، مشددًا على أهمية ترشيد المياه واستخدام نظم الرى الحديثة فى كل الزراعات.

وأضاف: «حريصون على تحقيق أكبر استفادة من المياه المتاحة وتعظيم ما لدينا من منتجات زراعية وترشيد استخدام المياه فى الأراضى التى يتم استصلاحها»، متابعًا: «نفس الكلام ينطبق على منطقة توشكى، فمحطة المياه التى تم تنفيذها هناك عام 1986 كانت لتوفير حجم معين من المياه، ونحن فى حاجة للاستفادة القصوى من هذا الحجم من المياه فى الزراعة، وبالتالى نظم الرى الحديثة التى نتحدث عنها فى كل الزراعات سواء كانت فى القطاع الخاص أو غيره يتم العمل بها».

وأكد الرئيس، ضرورة جذب المستثمرين فى المناطق الجديدة وزيادة الكثافة السكانية، خاصة أن أى تخطيط تقوم به الدولة يتم عن طريق متخصصين، مشيرًا إلى أن الأمر نفسه ينطبق على منطقة توشكى والتى كان مقررًا لها فى البداية عندما طرحت الفكرة فى الثمانينيات زراعة 750 ألف فدان أى ما يعادل المساحة فى محافظتين مما يعنى أن إجمالى الأراضى المستصلحة فى شرق العوينات وتوشكى يصل إلى مليون فدان تعادل المساحة المنزرعة فى ثلاث محافظات، بالإضافة إلى أننا أصبحنا قادرين على توفير نحو مليون فرصة عمل فى قطاع الزراعة ويزيد هذا العدد إذا ما أخذنا فى الاعتبار عملية التصنيع الزراعى».

وضرب الرئيس مثالًا بإنتاج الخشب وفقًا للمعايير الأوروبية، حيث بدأت الدراسات فى هذا الشأن منذ عامين ونصف العام للاستفادة من جريد النخيل ليتم الإنتاج وفقًا للمواصفات المقبولة بحجم إنتاج يصل إلى 400 متر مكعب تحتاجها السوق المصرية، كما تم إجراء دراسات وتجارب على جريد النخل فى الخارج لتحديد المواصفات المطلوبة وإقامة المصنع فى توشكى.

واستطرد: «عندما نتحدث عن التصنيع الزراعى فإن الوصول لتحقيق ذلك يحتاج لدراسات وأبحاث للتأكد من أن المنتج النهائى يلبى احتياجات السوق».

وأشار الرئيس، إلى أنه فيما مضى لم نكن نعتقد أن الأرض التى ستنتج البطاطس سيقام بجوارها مصنع، وهو ما تم افتتاحه لتوفير النقل لمسافات طويلة وبالتالى يكون النقل اقتصاديًا لتعظيم الاستفادة من الإنتاج الزراعي، منوهًا بأن ما حلم به من سبقونا استطعنا بفضل الله تحقيقه اليوم بالاستفادة من خبرات المتخصصين لتنفيذ ما تم تخطيطه فى السابق.

وشدد على أن ما يتم زراعته من قمح الآن تحقق باستخدام نظم رى حديثة وبالتالى الاستفادة المثلى من كميات المياه، مضيفًا أن رجال الأعمال والمستثمرين لديهم اليوم فرصة للاستثمار فى الزراعة بعد أن انتهينا من البنية الأساسية اللازمة مع شرط الحفاظ على حجم الأراضى المنزرعة واحترام الدورة الزراعية للحفاظ على إنتاجية 700 ألف فدان بمحاصيل محددة نحتاج إليها كمنتج استراتيجى مثل القمح.

وتساءل عن كيفية جذب المستثمرين والاستفادة من الكثافة السكانية، مضيفًا «أننا خضنا المشوار الصعب، وهناك فرص عمل فى حوالى مليون فدان وعند وضع التصنيع الزراعى فى الاعتبار سيزداد العدد أكثر من ذلك، ونحن حريصون فى هذا المجال كدولة على تعظيم ما لدينا من منتجات زراعية»، مؤكدًا أن الوصول لمنتج زراعى يجب أن يمر بدراسات وأبحاث كثيرة، فضلًا عن التأكد من تلبية هذا المنتج لطلبات السوق ومطابقته للمعايير العالمية المستخدمة.

وأشار إلى أن مصنع البطاطس الذى تم إنشاؤه بجانب الأرض للاستفادة القصوى من الإنتاج، فبدلًا من أن يتم نقل إنتاج البطاطس لمسافة 800 كيلو متر يتم خلالها هدر جزء من هذه المنتجات خلال عمليات النقل لبعد المسافة، تم إنشاء المصنع ليصبح نقلها اقتصاديًا للحرص على الاستفادة القصوى من التصنيع الزراعى.

ولفت الرئيس إلى أن مسئولين سابقين منذ أكثر من 20 عامًا كانوا يحلمون بتنفيذ ما تم تنفيذه حاليًا، لكن لم يتحقق وقتها، مشيرًا إلى أنه بفضل الله كان لنا النصيب فى تحقيقه، موضحًا أن المسئولين السابقين لم يوفقوا فى تنفيذ ذلك نظرًا لعوامل أخرى غير التخطيط، منعت ذلك وأنه عندما تم التعامل مع هذه العوامل خلال الأربعة أعوام الماضية تحقق المستهدف، وتم زراعة الأرض والحصول منها على إنتاج.

وقال الرئيس: إنه مع الانتهاء من استصلاح تلك الأراضى سيكون هناك مليون طن قمح تم زراعتها بنظم رى حديثة، مشيرًا إلى أن حجم المياه المستخدم فى تلك الأراضى هو الأمثل فى الري، وبتكلفة اقتصادية فى المياه، مشددًا على ضرورة الاستفادة من كل نقطة مياه.

وأعرب عن سعادته لأن ذلك الإنجاز تحقق فى فترة ليست كبيرة خلال سنتين أو ثلاث، لافتًا إلى أنه خلال العام المقبل سنكون وصلنا للحد الأقصى فى توشكى أو شرق العوينات ويتبقى جزء فى غرب العوينات لإضافة المزيد من الأراضى الزراعية».

ونبه الرئيس إلى ضرورة أن تخطط الدولة لكيفية نقل كثافة سكانية من الدلتا أو الصعيد إلى منطقة العوينات، حيث تتوفر فرص العمل، مؤكدًا أن المستثمرين ورجال الأعمال المهتمين لديهم الفرصة للاستثمار فى تلك المنطقة، مشددًا على أن المشوار الكبير والصعب تم الانتهاء منه.

وأكد، ضرورة زراعة محاصيل محددة يتم الاستفادة منها للسوق المصرية، أو منتجات استراتيجية كالقمح الذى نستورد منه كميات ضخمة جدًا.

وهنّأ الرئيس القائمين على زراعة منطقة «وادى الشيح» بمحافظة أسيوط قائلًا: «هذه المنطقة كان يصعب زراعتها بسبب بعض العوامل التى تحول دون ذلك»، مضيفًا: «هناك مستثمر مصرى طلب محاولة زراعتها ونجح فى زراعة 10 آلاف فدان هناك باستخدام تقنيات عالمية».

وأشار الرئيس السيسى إلى أن هذه المنطقة ستوفر فرص عمل لأهالى محافظة أسيوط قائلًا: «طالما كانت هناك إرادة وإصرار نستطيع تحقيق النجاح».

فيما قال رئيس مجلس إدارة الشركة الوطنية لاستصلاح وزراعة الأراضى الصحراوية، اللواء أركان حرب توفيق سامى: إن إجمالى الأراضى التى تم استصلاحها حتى نهاية عام 2022 يقدر بـ460 ألف فدان، وذلك بناء على توجيهات الرئيس السيسى لزيادة الرقعة الزراعية، مضيفًا أن توجيهات الرئيس السيسى بزيادة الرقعة الزراعية وتعظيم العائد من الفدان وخصوصًا المحاصيل الاستراتيجية وبعض الزراعات الأخرى تستهدف تقليل فاتورة الاستيراد، حيث كانت تلك هى المحدد الرئيسى لمهام الشركة، والتى تتمثل فى استصلاح الأراضى الصحراوية والزراعة والتصنيع الزراعى.

وعلى صعيد متصل، أعلنت محكم رسمى معتمد لدى موسوعة «جينيس» كنزى عماد الدفراوي، أن مصر حطمت الرقم القياسى بأكبر مزرعة نخيل تمور فى العالم بمساحة 132 ألف كيلو متر مربع، وأكبر حوض سحب مياه فى العالم بكمية 245 ألف متر مكعب، حيث تسلم رئيس إدارة الشركة الوطنية للمقاولات شهادة موسوعة «جينيس» للأرقام وذلك عن أكبر مزرعة نخيل تمور فى العالم، وأكبر حوض سحب مياه بالعالم.

وعقب ذلك، شهد الرئيس السيسي، عبر تقنية الفيديو كونفرانس افتتاح موسم حصاد القمح، حيث قال مهندس زراعى مختار جمال محمود من الشركة الوطنية لاستصلاح وزراعة الأراضى الصحراوية المسئول عن حصاد محصول القمح من مزرعة توشكى: إن إجمالى المساحة المنزرعة من محصول القمح فى توشكى نحو 150 ألف فدان، تم حصاد 30 ألفًا منها حتى الآن، ويجرى حصاد مساحة 120 ألفًا».

من جانبه، قال المهندس الزراعى إبراهيم نصر إبراهيم المسئول عن حصاد محصول القمح من مزرعة الفرافرة: إنه تم زراعة 4500 فدان من حصول القمح، تم حصاد 1000 فدان منها حتى الآن، ويجرى استكمال حصاد 3500 فدان».

وقال المهندس الزراعى مصطفى نصر بشارى المسئول عن حصاد محصول القمح من مزرعة «عين دلة»: إنه تم زراعة 4 آلاف فدان قمح، تم حصاد 1200 فدان منها حتى الآن، ويجرى استكمال حصاد 2800 فدان».

وقال الدكتور ياسر عبد الحكيم المستشار الزراعى لجهاز مستقبل مصر المسئول عن حصاد محصول القمح من مشروع مستقبل مصر: إنه تم استصلاح 420 ألف فدان، حيث تم زراعة 300 ألف فدان عبارة عن 70 ألف فدان للقمح بغرض إكثار التقاوى وإنتاج الخبز، وتم حصاد 10 آلاف فدان من القمح ويجرى استكمال حصاد 60 ألف فدان، مضيفًا أنه تم زراعة 90 ألف فدان بنجر سكر و50 ألف فدان ذرة شامية و25 ألف فدان بطاطس و25 ألف فدان أشجار فاكهة، مشيرًا إلى أنه تم أيضًا زراعة عدد من المحاصيل على مساحات تتراوح من 2000 فدان إلى 10 آلاف فدان وهى (الطماطم والبصل والثوم والفاصوليا البيضاء والفول السودانى).

وتابع، أنه تم زراعة عدد من المحاصيل كل محصول على مساحة 1000 فدان بغرض إجراء التجارب والبحوث عليه قبل التوسع فى زراعتها وهي: محاصيل الألياف مثل محصول الكتان، ومحاصيل الزيوت مثل عباد الشمس وفول الصويا، ومحاصيل الأعلاف مثل الذرة الرفيعة والبرسيم وفول الصويا، ومن محاصيل الخضر البسلة والجزر والكنتالوب والبطيخ.

وقال المهندس الزراعى محمد حسن الغامرى من قطاع الأمن الغذائى المسئول عن حصاد محصول القمح من مزرعة «النوبارية»: إنه تم زراعة 5 آلاف فدان من محصول القمح، تم حصاد 2000 فدان منها، ويجرى استكمال حصاد 3 آلاف فدان».

وقال المهندس محمد جمال غريب من شركة «مودرن فارم للاستثمار الزراعى والمسئول عن حصاد محصول القمح من مزرعة «وادى الشيح»: إنه تم زراعة 1000 فدان بمحصول القمح، تم حصاد 200 فدان منها، ويجرى حصاد 800 فدان.

وعقب ذلك، تم عرض فيلم تسجيلى بعنوان «نهضة زراعية»، تناول احتفال المصريين بموسم حصاد القمح منذ 7 آلاف سنة، وما شهدته مصر من نهضة زراعية، وتطوير المجالات الزراعية التى تستوعب 25% من إجمالى العمالة المصرية والتى تسهم بحوالى 15% من الناتج المحلى الإجمالى .

وعرض الفيلم، دور الزراعة فى تعظيم الاحتياطى من النقد الأجنبي، موضحًا أن الصادرات الزراعية نقلة نوعية بإجمالى 6.5 مليون طن مما أسهم فى تصدير أكثر من 400 منتج زراعى لأكثر من 160 دولة.

وتناول الفيلم، إطلاق استراتيجية مصر 2030، حيث نفذت الدولة 320 مشروعًا زراعيًا ضمن أكبر مخطط للتوسعات الزراعية الأفقية التى خلقت ملايين من الأفدنة الإضافية، منها مشروعات الدلتا الجديدة والريف المصرى الجديد وتنمية الوادى الجديد ومحافظات الصعيد ومشروعات شمال ووسط سيناء، مما أدى لنجاح مخططات الدولة لوصول المساحة الزراعية للقمح لـ 3.2 مليون فدان بمعدل إنتاج وصل لثلاثة أطنان للفدان بإجمالى 10 ملايين طن سنويًا.

وعرض الفيلم مجهودات جهاز الخدمة الوطنية فى إنشاء مصنع متكامل للبطاطس على مساحة 380 ألف متر مربع .

وعقب ذلك ، أكد وزير التموين والتجارة الداخلية د.على المصيلحي، أن محصول القمح يعتبر من أهم المحاصيل الاستراتيجية فى مصر، فهو يعد الأساس لإنتاج رغيف الخبز الذى يعتبر جزءًا من الأمن الغذائى الحقيقى للشعب المصري، مشيرًا إلى وجود 420 لجنة تعمل على جميع أنحاء الجمهورية لاستقبال موسم حصاد القمح.

كما عرض فيلم وثائقى عن «مشروع توشكى» الذى حرصت القيادة السياسية على حل جميع مشاكله ومعرفة أسباب تعثره للاستفادة من هذا المشروع الوطنى العملاق، موضحًا أن إعادة إحياء المشروع انطلقت فى يوليو 2020 وذلك بتحالف 162 شركة وطنية.

وأضاف الفيلم أن الدولة بدأت فى حصد ثمار جهد السنوات الماضية من زراعة آلاف الأفدنة بالقمح والنخيل ومحاصيل أخرى للاستهلاك المحلى والتصدير، موضحًا أنه تم زراعة مليون ونصف المليون نخلة و300 ألف فدان قمح.

ولفت إلى أنه من المستهدف زراعة 2.3 مليون نخلة و650 ألف فدان قمح لحصاد مليون طن قمح بنهاية شتاء 2023 ـ 2024، وبذلك تواصل مصر مشوارها لتحقيق الاكتفاء الذاتى وسد الفجوة الغذائية.

كما قام الرئيس السيسى بجولة تفقدية شملت مصنع إنتاج البطاطس وموقع زراعة وحصاد محصولى البطاطس وعباد الشمس بشرق العوينات، حيث استمع إلى شرح على «ماكيت» تناول مكونات المشروع والعملية الإنتاجية والطاقة التخزينية.

وانتقل الرئيس السيسى إلى موقع زراعة وحصد البطاطس التى يتم توريدها إلى مصنع إنتاج البطاطس، حيث شهد مراحل جمع المحصول، واستمع إلى شرح من مسئول الشركة عن المساحات المنزرعة ومراحل إنتاج المحصول.

واستمع الرئيس لشرح وزير الزراعة واستصلاح الأراضى السيد القصير، حول مشروع زراعة محصول عباد الشمس الذى يستخدم فى إنتاج الزيوت وإنتاج مصر من المحصول وتنفيذ توجيهات الرئيس بتقليص معدلات الاستيراد وزيادة المنتج المحلى من الزراعات والمحاصيل الاستراتيجية.

وتوسط الرئيس السيسى  صورة تذكارية مع العاملين بمصنع إنتاج البطاطس شرق العوينات بمحافظة الوادى الجديد، وذلك فى مستهل جولة تفقدية داخل المصنع.

كما استمع الرئيس السيسى، إلى شرح تفصيلى عن حصاد محصول القمح بشرق العوينات، ثم توجه بعد ذلك إلى مصنع إنتاج البطاطس لتفقد خطوط الإنتاج.