الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

بريد روزا

حب لا تدب فيه حياة

أنا سيدى الفاضل زوج فى العقد الرابع من العمر، حاصل على مؤهل عالٍ، وأعمل بوظيفة حكومية ومنصب مرموق، أعيش بإحدى محافظات القاهرة الكبرى،، زوجتى هى ابنة عمى، جميلة وعلى خلق، لا تعمل، تزوجتها لأننا تربينا فى منزل واحد تقريبا، بيتنا لا يفصله عن بيت عمى إلا حائط، كان والدانا أشقاء متلاحمين اجتماعيا، يمنون نفسيهما مزيدًا من الترابط بين أفراد الأسرتين، ليمتد بعد وفاتهما، وظنا أننا كأبناء سوف نرث طبائعهما وتآلفهما، عندما كبرنا عرض عليَّ والدى وعلى أخى التوأم الزواج من ابنتا عمنا، فوافقنا إرضاءً له، وتم الزواج فى حفل بهيج منذ ٥ سنوات، يعيش شقيقى حياة سعيدة وهانئة - رغم أنه لم يرزق بأطفال حتى الآن، حيث يتابع هو وزوجته عند أحد الأطباء علاج بعض العوائق الإنجابية، أما أنا فرزقنى الله من زوجتى بطفل يبلغ من العمر ٤ أعوام، واتفقنا على تأجيل الحمل الثانى عام آخر،، مشكلتى أستاذ أحمد هى مشكلة مزدوجة، شقها الأول يتلخص فى عدم انسجامى مع زوجتى بعد تلك السنوات من العشرة التعيسة، نتخاصم ونتصالح أكثر من مرة فى اليوم الواحد تقريبًا، بسبب غيرتها المفرطة، وشكها المستمر فى أخلاقي، كذلك عندها البغيض معى، وطمعها فى دخلى الكبير - لم تعد تلك هى زوجتى التى أعرفها، حتى أنها تعطينى حقوقى الزوجية بمقابل مادى أحيانًا، على سبيل المداعبة والمزاح، أو تتظاهر بذلك، تصرفات فى مجملها لا تروق لى بكل تأكيد، وتحدثت معها عدة مرات بشأنها، وعن ضرورة الحفاظ على كيان أسرتنا، وتحسين علاقتها معى - لكن دون جدوى.. الشق الثانى من مشكلتى يمثل جوهر أزمتى وحيرتي، التى أرسلت لبريد روزا من أجل معرفة رأيكم فيها، وتتعلق بزميلتى فى العمل أو محبوبتى، فهى تروق لى بشكل لا يصدق، حيث وجدت فى صفاتها وشخصيتها ما كنت أتمناه بفتاة أحلامى قبل الزواج.. إنسانة راقية ومهذبة، متوسطة الجمال الشكلى - لكنها فائقة الجاذبية الروحية وخفة الظل، تعرف كيف تكسب ودى وتلهب مشاعرى بفطرتها وعدم تكلفها، كل هذا رائع، لكن العائق بيننا لإتمام المراد هو أنها متزوجة من رجل لا يمت للرجولة بصلة، يهينها ويقهرها أمام أهله، كريم ماديًا وشحيح عاطفيًا - هكذا وصفته، يعشق الهم والنكد ولا يجيد معاملة السيدات، حاد الطباع مع الجميع، وأنا اعترفت لها بأننى اعانى تقريبا من نفس المشكلة مع زوجتي، وإن لم تكن متزوجة لتزوجتها بلا تردد - فضحكت وأكدت نفس الأمنية التى تراودها فى لم شملنا،، أصبح كلانا يلعب فى حياة الآخر دور الناصح الأمين والطبيب النفسى الرصين، يمده بخبرات مؤثرة لتفادى منغصات الشريك غير المتوافق معه، بعد أن وصل كل منا لطريق مسدود، وأنا شبه متفق مع زوجتى على الانفصال يوما ما - لكن والدتى تبكى بشدة لأنها لا تريد الشقاء لابنى الوحيد، كذلك زميلتى الحبيبة تفكر بقوة فى ترك زوجها الظالم، وتبقى سنة الحياة فى الزواج والطلاق، لذا لا تطالبنى بمحاولة إصلاح حال زوجتي، بأى شكل، لأننى فشلت وضقت ذرعًا بكل الطرق المؤدية للصلح، ولا أرغب إلا فى سماع مشورتكم المنصفة، كى لا أظلمها وأظلم نفسى،، أريد فقط توجيهكم بالطريقة المثلى للانفصال، دون إحداث أذى لزوجتى ووالدتى وشقيقى وابنى، حيث أصبحت أعانى من اكتئاب وأنا بعيد عن الإنسانة التى يهواها قلبى بحق، فبماذا تنصحنى!؟



 إمضاء ر. ه

 

عزيزى ر. ه تحية طيبة وبعد…

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فى حديث صحيح، رواه أبى هريرة رضى الله عنه: «ليس منا من خبب امرأة على زوجها، أو عبدًا على سيده»، صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، والتخبيب هو: إفساد العلاقة الزوجية، فى إطارها الروحى والحميمي، باستمالة قلب وعقل الزوجة، وإكراهها على العيش مع شريكها، وكذلك التصميم على إبراز أوجه القصور المعيشى، وتضخيم الخلافات، بغرض إحداث فجوة كبيرة بينهما، لتكون النهاية الحتمية هى الطلاق وخراب البيوت، ثم يتزوج هذا المخرب من المخروب عليها، والأول اعتبره الرسول الكريم - ليس منا - أى ليس مسلمًا، بما قدم من أخلاق شاذة، تمارس يوميًا عبر صفحات التواصل الاجتماعى تارة، وتارة أخرى فى العمل، وأينما التقى الرجل بالمرأة واختلى بأذنيها، وتمكن من بث سمومه فيها.. وليعلم هؤلاء الرجال بأن أعمالهم الكريهة والخبيثة تعد من الكبائر، عند صفوة علماء الدين، لأنهم لا يكترثون بقيمة وقدسية العشرة الزوجية على الحلوة والمرة، ولا يهتمون بفداحة هذا الشرخ الكبير، الذى أحدثوه فى نفوس الآباء والأمهات، والكسر غير المجبور بقلوب الأبناء،، وعطفًا على هول وفداحة هذا الجرم فى حق زميلتك بالعمل، ومشاركتها هى الأخرى لك فيه، بميلها نحوك وتمنيها انتزاعك من زوجتك لتتزوجك، أدعوكما لتحمل المسئولية تجاه نفسيكما ومن تعولا، والتطهر من الافتتان غير الشرعى المتبادل بينكما، لأن الظلم ظلمات يوم القيامة، كما أنك لو راجعت ذاكرة عشرتك، ستجد أن زوجتك لم تقترف من الذنب ما يدعوك لقهرها بالانفصال، هى فقط تمارس دلالها عليك، بدافع حبها لك على طريقتها - من جهه أخرى يبقى رأى الشرع واضحًا، بأنه إذا كان هذا الأمر يضايق الزوج، فيجب اجتنابه من قبل الزوجة - لكننى أنصحك من باب حسن العشرة والمرونة الوجدانية، أن توضح لها عدم رضاك عن نيل حقك الحميمى بمقابل، وأنك تفضل تقديرها طول العمر معنويًا وماديًا، وعدم حصر هذا التقدير فى تكليف واحد،، ولتعلم أيضًا بأن العند الذى تشتكى منه، ما هو إلا مشاكسة ومداعبة عاطفية لأوتار هذا الحب، وليس المقصود به تحديك وتأجيج مشاعرك،، كما أدعو كل زوجة أن تكون كيسة وفطنة فى قراءة شخصية زوجها، وتحديد الطريقة المثلى لكسب ثقته ووده، وأحذرها من مقارنته بغيره من الرجال، لأنها لن تنَلْ كل المزايا فى سلة واحدة، والدليل أنها إذا ذهبت لرجل آخر وعاشرته، ستجد سلة محاسنه التى اختطفته على أساسها من زوجته، بها عيوب لا تطاق، وستقنع بنهاية المطاف - أن نار زوجها الهادئة أرحم من جنة غيره المشتعلة، والعكس صحيح عند المخببون من الرجال،، وعليه فإننى أنصحك عزيزى بنسيان أمر زميلتك، ولا غضاضة بأن تخبرها بخطئِك فى تقدير الأمور وافتقادك للقناعة وأن حياتك القادمة ستسير فى اتجاه تحسين علاقتك بزوجتك والتخطيط لتربية ابنكما، وعليها أن تقوم بالمثل مع رفيق عمرها،، يقول الحق سبحانه وتعالى فى سورة المائدة، بسم الله الرحمن الرحيم (فَمَن تَابَ مِن بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّـهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) صدق الله العظيم. 

دمت سعيدًا وموفقًا دائمًا ر. ه