الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

خلال جلسات الحوار الوطنى

إستراتيجية ثقافية جديدة تعبر عن الجمهورية الجديدة

حذر المشاركون بأولى جلسات المحور المجتمعى بالحوار الوطنى بجلسة الهوية الوطنية من حملات ممنهجة لطمس وتسطيح الهوية الوطنية المصرية.



وأكد الأديب والكاتب الصحفى محمد سلماوي، أن الهدف من جلسة الهوية الوطنية، هو وضع إستراتيجية ثقافية جديدة تعبرعن الجمهورية الجديدة، مطالبًا المشاركين بالحديث الذى يصب فى وضع الإطار والأبعاد والأهداف للاستراتيجية الجديدة، موضحًا أن مصر بلد ثقافية، وجميعنا نعلم ما أصابها خلال العقود الماضية، متسائلًا  كيف نوظف جميع ما سنصل إليه، فى الاستراتيجية الجديدة، ونحن مؤهلون كجماعة ثقافية وصحفية ونخبة، فى أن نضع هذه الاسترايتجية والتى تتخطى معرفة الهوية لأننا جميعًا نعلم هويتنا، ولكن لا بد أن نحدد السياسة الثقافية.

وأضاف: «نحن بصدد إسترايتجية جديدة تتخطى وزارة الثقافة لتضم وزارات عديدة منها الأوقاف والشباب، والقائموين بالإعلام وغيرهم، بالإضافة لتشكيل الوعى والوجدان المصري، ويجب أن نهتم بذلك، ولا بد أن نعلم أننا لا نضع ثقافة لوزارة الثقافة بل نضع استراتيجية نسيرعليها جميعًا.

قالت د.درية شرف الدين، رئيس لجنة الثقافة والإعلام بمجلس النواب، أن مصر امتلكت مؤخرًا قناة وثائقية خلال الفترة الأخيرة، وعلينا استغلالها بصورة أفضل لدعم الهوية الوطنية المصرية من خلال أعمال تاريخية من شأنها تعميق حقيقى للهوية الوطنية خاصة أن مصرتملك نقاطًا مضيئة بتاريخها وعلينا استغلاله لصالحنا خلال الفترة الجارية.

وأكدت على أنه من الضرورة أيضًا عدم ترك الهوية الوطنية المصرية لمخاطر الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعى التى أصبحت تشكل جزءًا كبيرًا من الهوية الحديثة للمواطنين. ولفتت إلى أنه قد آن الآوان أيضًا لدى وزارة التربية والتعليم بتعاون الجهات المعنية أن تقوم بدورها بشأن الحفاظ على الهوية لدى النشء وخاصة على مستوى الكتب المدرسية التى تتناول تاريخ مصروالمليئة بالأخطاء الكارثية.

فى السياق ذاته أكدت على ضرورة أن نكون أمام مساع كبيرة بشأن الحفاظ على ملامح الشخصية المصرية والمواجهة بحسم لانتشار الفكر السلفى الذى ينال من الهوية الوطنية المصرية، مع ضرورة العمل على الاستغلال الأمثل للثروة المهملة فى القنوات الإقليمية فى مصر وذلك بدعم الإنتاج البرامجى الملائم  لكل إقليم بما يدعم الهوية ، مختتمًا حديثها بالتأكيد على أن الهوية تتكون بتكامل من الثقافة والإعلام والسينما والمسرح والفن وجميع المقومات الأخرى التى تخدم  البناء الصحيح دون أى تشويش.

وقال النائب يوسف الحسينى عضو مجلس النواب، وممثل حزب مستقبل وطن فى جلسة الهوية المصرية بالحوار الوطني، إن التساؤل بشأن هويتنا المصرية سواء مصرى فرعونى أم إسلامى عربي، أو إفريقي، به تغافل كبير عن ثقافة مصر الناتجة عن ارتباطنا بالبحر المتوسط والتى أهملناها لسنوات طويلة.

وأكد الحسينى أن ابتعادنا عن ثقافتنا الأصيلة كمصريين لسنوات طويلة أدت لتنامى أفكار رجعية وتراكم ما أسماه بالعفن الفكري، متسائلًا عن أسباب غياب دور وزارة الثقافة فى تشكيل وعى الأسرة والمجتمع المصرى عبر طرح التنوع الثقافي.

واستكمل الحسيني، «نحتاج لخلق بنية تشريعية جديدة تسمح بحرية الفكر والتعبير والبحث العلمى دون وضع ضوابط بخلاف الضابط الأخلاقى.. لأننا نعانى من أزمة فى الثقافة فى بشكل عام عندنا تلوث فى أفكارنا وبقينا بنشوف أفكار زى لو أنت مش ساكن فى كومباوند تبقى مش من الطبقة الوسطى».

وقال أحمد مبارك، عضو تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين عن حزب الاتحاد، إن قضية حماية الهوية ليست قضية فرعية أو نخبوية لكنها فى صميم أمن وسلامة المجتمع، وأن الشعور بالمواطنة، يرتكز فى الأساس على «الإدراك والشعور بالهوية الوطنية» والتى تنطلق من التاريخ المتأصل للدولة. 

وأشار إلى أن الهوية بمفهومها الشامل هى محصلة قيم المجتمع وأفكاره ومعتقداته وإرثه الثقافى والحضارى والتاريخى المتراكم عبرالعصور، وأنه إذا فقد مجتمع هويته يفقد شبابه النزعة الوطنية والانتماء للوطن والاعتزاز به وبتاريخه ويفقد قيمه المتأصلة فيه وينفصل عن قضاياه الحقيقية ويصبح سهل إقحام قيم غريبة عليه وضرب تماسكه الاجتماعى ومن ثم تفكيكه. 

وأضاف فى كلمته، إن الهوية المصرية، تتعرض، لحملات ممنهجة تزداد شراسة وقوة مع الوقت بل ترتقى للحرب النفسية يتعرض لها المواطن والشاب المصرى من خلال وسائل إعلام أجنبية وأحيانًا إقليمية ومواقع التواصل الاجتماعى والمنصات الرقمية لطمس وتسطيح الهوية الوطنية المصرية وقيمها وتزييفها والتقليل من قيمتها وإقحام مصطلحات وقيم وثقافة غريبة ومتطرفة عن الهوية المصرية وقيمها مثل الترويج الناعم للمثلية الجنسية والإلحاد والحرية الجنسية والمركزية الإفريقية والتشكيك فى أصل الحضارة المصرية وحشد الكراهية ضد الدولة ومؤسسات الدولة الوطنية بهدف الترويج لظواهر ضعف الانتماء الوطنى والاعتزاز بالتاريخ المصرى وتنامى العنف والتطرف الدينى والتطرف العلماني،ما يعرض الدولة لمخاطر الاضطرابات السياسية والاجتماعية وعدم القدرة على مواجهة التحديات المصيرية وتقويض قدرة الدولة فى الدفاع عن نفسها.  وأكد على أن حماية وصيانة الهوية الوطنية قضية أمن قومى من الدرجة الأولى وقضية وجود لا تحتمل التأجيل، وأنه يجب أن تتصدر أولويات العمل الوطنى باعتبارها أم القضايا الوطنية.

وقال النائب رامى جلال، عضو مجلس الشيوخ عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، «أى مجتمع يتعرض لتأثير العديد من الهويات والثقافات، وهى بطبيعتها اقصائية ومتصارعة، كل منها يحاول إبعاد الآخر والسيطرة عليه، فى إطار ما يُعرف بالصراع هوياتي». وأضاف أن أصحاب فرضيات الهوية العربية ينطلقون من اللغة ولديهم مشروع «القومية العربية»، بينما أتباع دعوات الهوية الإسلامية يستندون إلى الدين، وعندهم مشروع سياسى هو «الخلافة»، بينما اللغة والدين من المظاهر التى لا تقيم وحدها هوية كاملة.

وأشار جلال إلى أن من ينادون بأفكار مثل الهوية الفرعونية والنقاء الهوياتى يتجاهلون حقيقة أن الهوية كائن حى ينمو ويتطور، وليست صنمًا جامدًا أو جثة هامدة.