الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

القصف يبدد الأمل فى التهدئة والصراع فى السودان يدخل الأسبوع السادس

تبخرت الآمال المعقودة على تراجع حدة الاشتباكات فى السودان مع دخول الصراع  الأسبوع السادس من أزمة إنسانية غير مسبوقة.



وبالنسبة لبلد عاش لسنوات فى ظل أزمات أمنية وحروب أهلية وضغوط اقتصادية يبدو الحديث عن عمق المأساة الإنسانية دليلًا على تردٍ غير مشهود فى البلد العربى الإفريقى.

وأعلنت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية عن تقديم ما تزيد قيمته على مئة مليون دولار للسودان والدول التى تستقبل السودانيين الفارين، بما فى ذلك مساعدات غذائية وطبية ضرورية للغاية.

وعلى شفا الكارثة الإنسانية تواصلت الضربات الجوية على ضواحى العاصمة السودانية الخرطوم مع دخول الصراع الذى أدى إلى محاصرة المدنيين بأزمة إنسانية ونزوح أكثر من مليون شخص أسبوعه السادس.

وأدى القتال الدائر بين الجيش السودانى وقوات الدعم السريع إلى انهيار القانون والنظام مع تفشى أعمال النهب التى يتبادل الطرفان اللوم بشأنها. وتتناقص مخزونات المواد الغذائية والنقدية والاحتياجات الضرورية سريعًا.

وعقدت آمال على القمة العربية التى اختتمت أول أمس أعمالها فى مدينة جدة السعودية من أجل دفع الطرفين المتصارعين للتهدئة والوصول إلى مائدة مفاوضات، لكن القصف بدد أى أمل بشأن نهاية قريبة.

وتستضيف جدة مباحثات بين طرفى الأزمة لكنها تدور حول توفير ممرات إنسانية لتقديم مساعدات للسكان العالقين، ولا مؤشرات على الأرض فى أن التزام الطرفين بالاتفاق يسير على النحو الأمثل.

وتحدث شهود عن ضربات جوية فى جنوب أم درمان وشمال بحرى، وهما مدينتان مقابلتان للخرطوم على الضفة الأخرى من نهر النيل.

وقال شهود: إن بعض الضربات وقعت بالقرب من هيئة البث الإذاعى والتليفزيونى فى أم درمان.

مشاهد تكرر أحداث الأسبوع الأول من الصراع فى السودان، ما يشير إلى أن الأزمة ربما لن تجد طريقها لحل قريب، خاصة فى ضوء قرار رئيس مجلس السيادة السودانى عبدالفتاح البرهان عزل خصمه قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو من منصب نائب رئيس المجلس.

ولا يزال الجنرالان يعتقدان أنه من الممكن تحقيق حسم عسكرى.

وبدت المشاهد أقل صخبًا فى العاصمة الخرطوم، حيث قال شهود فى المدينة: إن الوضع هادئ نسبيًا رغم سماع طلقات نارية متفرقة.

وأدى الصراع الذى اندلع فى 15 أبريل إلى نزوح ما يقرب من 1.1 مليون داخليًا أو فرارهم إلى بلدان مجاورة. وقالت منظمة الصحة العالمية: إنه أسفر عن سقوط نحو 705 قتلى و5287 جريحًا على الأقل.

ولم تكن المحادثات التى جرت برعاية الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية فى جدة مثمرة، وتبادل طرفا الصراع اتهامات انتهاك العديد من اتفاقات وقف إطلاق النار.

وتبادل طرفا الصراع الاتهامات فى بيانات بشأن اندلاع القتال فى نيالا، وهى واحدة من أكبر مدن البلاد ساد الهدوء النسبى فيها لأسابيع بفضل هدنة بوساطة محلية.

واندلع الصراع فى الخرطوم بعد خلافات تتعلق بخطط دمج قوات الدعم السريع فى الجيش وتسلسل القيادة فى المستقبل بموجب اتفاق مدعوم دوليًا لانتقال السودان إلى الديمقراطية بعد عقود من الحكم الاستبدادى حافلة بالصراعات.

على صعيد متصل، أعلن الحاكم العسكرى وقائد القوات المسلحة السودانية، الفريق أول عبدالفتاح البرهان، عن تعيينات جديدة فى صفوف القوات المسلحة منها نائب له ومساعدين اثنين.

جاء ذلك فى بيان نشرته وكالة الأنباء السودانية الرسمية وكانت التعيينات التى بدأت اعتبارًا من الجمعة الـ19 من مايو الجارى، كالتالى:

الفريق أول ركن شمس الدين كباشى إبراهيم شنتو، نائبًا للقائد العام للقوات المسلحة. الفريق أول ركن ياسر عبدالرحمن حسن العطا، مساعدًا للقائد العام للقوات المسلحة. الفريق بحرى مهندس مستشار إبراهيم جابر إبراهيم كريمة، مساعدًا للقائد العام للقوات المسلحة.

ويذكر أن مبعوث السودان لدى جامعة الدول العربية، دفع الله الحاج أعلن خلال كلمته فى القمة العربية بدورتها الـ32 فى جدة بالسعودية، العفو عن قوات «الدعم السريع» شبه العسكرية إذا تخلت عن سلاحها.