الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

بعد 224 يوما من العمليات العسكرية

«فاجنر» تسيطر على باخموت.. و«زيلينسكى»: المدينة فى قلوبنا

بعد أطول معركة فى الحرب بينهما، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أمس، السيطرة الكاملة على مدينة باخموت، التى تلقبها أوكرانيا بـ«قلعة المعنويات» و«القلعة المنيعة».



ورغم إعلان الكرملين ورفع العلم الروسى على المدينة ليل السبت بعد 224 يوما من القتال العنيف، والتهنئة التى قدمها الرئيس الروسى فلاديمير بوتين للقوات الروسية بإكمال السيطرة على باخموت، إلا أن هيئة الأركان الأوكرانية أكدت أن «قتالا عنيفا لا يزال مستمرا فى المدينة».

بينما، أكد الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلنسكي، أمس، خسارة قواته لمدينة باخموت التى أعلنت روسيا السيطرة عليها بالكامل بعد معارك ضارية وطويلة.

وأشار زيلينسكى إلى خسارة مدينة باخموت لصالح روسيا، إذ قال ردًا على سؤال حول ما إذا كانت المدينة لا تزال تحت سيطرة كييف: «أعتقد لا، اليوم هى فقط فى قلوبنا».

وكان يفجينى بريجوجين، رئيس فاغنر، أعلن مساء السبت، السيطرة على مدينة باخموت، وقال فى شريط فيديو بثه جهازه الإعلامى على تليجرام ويظهر فيه واقفًا إلى جانب رجال مسلحين أمام مبانٍ مدمرة: «فى 20 مايو 2023 تمت السيطرة على باخموت بالكامل». وأضاف بريجوجين الذى يخوض نزاعًا مع القيادة العسكرية الروسية «استغرقت العملية للسيطرة على باخموت 224 يومًا، فاغنر وحدها كانت هنا»، مؤكدًا عدم وجود أى قوات من الجيش الروسي.

وقال بريجوجين إن مجموعة فاغنر ستسحب مقاتليها من المدينة اعتبارًا من 25 مايو وستسلم الدفاع عن المدينة إلى الجيش الروسي، واضعًا مقاتليه تحت تصرف موسكو لعمليات مقبلة.

وأضاف «من الآن حتى 25 مايو، سنفتش كامل المدينة، وسنقيم مواقع دفاعية ونسلمها إلى العسكريين. من جهتنا، سنعود إلى القواعد». تكبد الطرفان خسائر فادحة فى باخموت، المدينة التى كان يسكنها حوالى 70 ألف نسمة قبل الهجوم الروسي، وباتت اليوم مدمرة بمعظمها جراء المعارك.

فى غضون ذلك، أكدت معلومات استخبارية بريطانية، أمس، أن روسيا تنشر طائرات استطلاع مسيّرة للإعداد لهجوم جوى فى أوكرانيا، مشيرة إلى أن روسيا تحاول إجراء تقييم أكثر دقة للضرر الناجم عن المعركة وتحسين دائرة أهدافها.

وأفادت الاستخبارات البريطانية فى تقرير لها أن روسيا تعزز نشر طائرات درون للمراقبة للإعداد لشن هجمات جوية على أوكرانيا.

وقالت وزارة الدفاع البريطانية: «انطلاقًا من الموجات السابقة للهجمات العميقة، بدأت روسيا تسيير مركبات جوية بدون طيار للمراقبة مرارًا وتكرارًا على نحو أكثر من المعتاد».

وقالت الوزارة إن المركبات تشمل ما يطلق عليه «طائرات سوبر كام بدون طيار روسية الصنع»، التى يتطلب إنتاجها تكلفة منخفضة، وتتمتع بنطاق كاف للتحليق فوق الأهداف الصاروخية المحتملة.

ويفترض الخبراء أن مثل هذا النوع من طائرات الدرون قادر على التحليق لفترة من أربعة إلى خمس ساعات على ارتفاع يصل إلى 5 كيلومترات.

وجاء فى التقرير أنه «من المرجح أن روسيا تبنت هذا الأسلوب فى محاولة للحصول على تقييم أكثر دقة للضرر الناجم عن المعركة وتحسين دائرة أهدافها».

وأضاف التقرير «عملية الاستهداف البطيئة وغير الكافية للجيش الروسى تمثل نقطة ضعف رئيسية لأدائها فى أوكرانيا، مع ذلك، فإن طائرات المراقبة بدون طيار معرضة للخطر بصورة كبيرة من الدفاعات الجوية الأوكرانية».

وسيلة لبناء السلام

على جانب آخر، اعتبر كل من الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطانى ريشى سوناك، أن مشاركة الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى فى قمة مجموعة السبع فى هيروشيما بمثابة «وسيلة لبناء السلام»، متعهدين باستمرار الدعم القوى للشعب الأوكراني.

وقال الرئيس ماكرون إن وضع طائرة فرنسية فى تصرف الرئيس الأوكرانى لنقله أولًا إلى قمة جامعة الدول العربية، ثم إلى مجموعة السبع فى اليابان، يظهر عمل فرنسا على «بناء السلام والبحث عن حلول».

وأشار إلى أن زيارة زيلينسكى لجدة الجمعة أتاحت له «الحصول على دعم واضح جدًا من السعودية وعدد من القوى فى المنطقة»، معتبرًا ذلك «نقطة تحول حقيقية».

ودعا ماكرون العالم إلى عدم الاكتفاء بوقف محتمل لإطلاق النار بين كييف وموسكو. وقال إن هذا سيكون «خطأ لنا جميعًا» لأن «التجربة علمتنا أن صراعًا مجمدًا سيكون حربًا للغد».

إقناع الهند والبرازيل

كما أكد ماكرون أن قمة مجموعة السبع فى اليابان تعد فرصة لإقناع الدول الناشئة الكبيرة مثل الهند والبرازيل بالوقوف إلى جانب أوكرانيا.

ودعا ماكرون إلى ضرورة تجنب الانقسامات بين مجموعة السبع وتلك الدول، مشيرًا إلى أن القمة فى هيروشيما هى قمة للوحدة لا سيما بالنسبة لأوكرانيا. وقال: «إنها تهدف إلى بناء إطار لسلام يستند إلى القانون الدولى ويجب أن يكون سلامًا دائمًا وليس على أساس وقف إطلاق النار الذى من شأنه أن يؤدى إلى تجميد الصراع».

ووصف الرئيس الفرنسى مشاركة الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى فى القمة العربية بالسعودية بأنها نقطة تحول حقيقية.

دعم لن يتزعزع أبدًا

ومن جانبه تعهد رئيس الوزراء البريطانى ريشى سوناك، بعد لقائه الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى فى قمة مجموعة السبع فى هيروشيما، بأن دعم بلاده لأوكرانيا «لن يتزعزع أبدًا».

وقال رئيس الوزراء إنه «سعيد بموافقة مجموعة الحلفاء على أهمية تزويد الرئيس الأوكرانى بالمعدات العسكرية المتطورة التى يحتاجها، فى الوقت الذى يدفع فيه من أجل الحصول على مقاتلات إف16-، وفقًا لوكالة بى إيه ميديا البريطانية».

يشار إلى أن زيلينسكى فى طريقه لتلقى دفعة من الطائرات المتقدمة التى تم التبرع بها، بعد أن سمح الرئيس الأمريكى جو بايدن للحلفاء الغربيين بنقلها إلى كييف.

وقال مكتب رئيس الوزراء البريطاني، إن سوناك أطلع زيلينسكى على «التقدم الإيجابى للغاية» بشأن الطائرات المقاتلة عندما التقيا فى المدينة اليابانية.

وأشار سوناك فى بيانه إلى أن مجموعة السبع كانت فى يوم من الأيام مجموعة الثمانى وتم طرد روسيا فى عام 2014 لضمها غير القانونى لشبه جزيرة القرم والانتهاك الصارخ لحقوق الإنسان وسيادة القانون. رسالة موجهة لروسيا

واعتبر المستشار الألمانى، أولاف شولتس، أن برامج تدريب الطيارين الأوكرانيين على مقاتلات «إف-16» بمثابة رسالة موجهة لروسيا، وقال: «حتى لا تتوقع موسكو نجاح غزوها لأوكرانيا حتى لو طال أمده».

وقال شولتس للصحافيين قبل مغادرته قمة مجموعة السبع التى عقدت بمدينة هيروشيما اليابانية: «تدريب الطيارين مشروع طويل.. والولايات المتحدة لم تقرر ما الذى سيحدث فى النهاية. المشروع يحمل رسالة لروسيا وهى أنه لا يمكنها التعويل على تحقيق النصر إذا راهنت على حرب طويلة».

واجتمع الرئيس الأوكرانى أمس، مع رئيس الوزراء الكندى جاستن ترودو على هامش قمة مجموعة السبع المنعقدة فى مدينة هيروشيما باليابان.

وأضاف زيلينسكى فى تدوينه له «ناقشنا إمكانية زيادة التعاون فى المجالين الأمنى والدفاعى والوضع على الجبهة وتدريب الضباط الأوكرانيين فى إطار مهمة التدريب الكندية».