الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

«جالينوس والتلقى العربى لطيماوس أفلاطون» إصدار حديث لمشروع كلمة للترجمة

أصدر مشروع «كلمة» للترجمة فى مركز أبوظبى للغة العربية التابع لدائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، وبالتزامن مع معرض أبوظبى الدولى للكتاب فى دورته الـ32، الترجمة العربية لكتاب «جالينوس والتلقى العربى لطيماوس أفلاطون» لـ«أيلين داس»، والتى نقلها إلى العربية أحمد سمير سعد، وراجعها ناصر أبو الهيجاء.



ويطمح الكتاب لإلقاء الضوء على المنافسة الشرسة التى دارت بين الطب والفلسفة فى العصور العتيقة والوسطى وفى العالم الإسلامى على مساحات النفوذ والسلطة المعرفية، ويدرس كيف سعى «جالينوس» إلى مد سلطة الطب نحو ما هو خارج الجسد، مستعيناً بـ«محاورة طيماوس» لـ«أفلاطون» التى ربطت بين الجسد والنفس والكون بأكمله، مؤكداً بذلك قدرة الطبيب على الاشتباك مع هذه الموضوعات جميعها.

ويكشف الكتاب عن أن تلقى مفكرى العالم الإسلامى لإرث «جالينوس» لم يكن سلبياً، بل حاوروه وانتقدوه وخرجوا برؤاهم الشخصية التى سعوا من خلالها إلى تدشين مذاهبهم الخاصة وإسهاماتهم، وأعادوا ترسيم حدود التخصص وفق ميولهم ومعتقداتهم، إذ حاول حُنين بن إسحاق الارتقاء بمكانة التخصصات الفرعية فى الطب، فى حين سعى أبو بكر الرازى إلى مد سلطة الطب لتشمل الميتافيزيقا، إلا أن ابن سينا وموسى بن ميمون حاولا من جديد تعزيز التمييز بين ما هو فلسفى وما هو طبي، كلٌ على طريقته ومن أجل أهداف متباينة.وحاولت المؤلفة ربط هذه الدراسة التاريخية بالواقع الحالي، إذ تشير إلى أن استعراضها ربما يكشف، نوعاً ما، عن طبيعة الجدل الدائر حالياً حول العلوم الإنسانية الطبية وعلاقتها بالتخصص الطبي، وكيف أنها قد تسهم، فى الوقت الحاضر، فى إعادة تصور شكل التخصص الطبى وإدراك الأطباء لهوياتهم وأدوارهم.

وتهتم مؤلفة الكتاب «أيلين داس»، الأستاذة المساعدة فى كلية الدراسات الكلاسيكية والدراسات الشرق أوسطية فى جامعة ميشيجان والحاصلة على درجة الدكتوراه من جامعة وارويك 2013، بدراسة طب وفلسفة العصور العتيقة والوسطى، كما تشمل اهتماماتها تلقى العالم الإسلامى لـ«أبقراط» و«جالينوس»، وبحركة الترجمة من اليونانية إلى العربية والسريانية، وأسهمت كذلك فى ترجمة نسخ عربية لنصوص يونانية مفقودة أو مجزأة.

وباتت تستهدف مؤخراً دراسة الجدل الذى قام بين الطب والفلسفة فى العصور العتيقة والوسطى، وكيف أسهم الفاعلون فيه فى ترسيم وإعادة ترسيم حدود التخصصين، مستهدفين اكتساب المزيد من النفوذ والسلطة المعرفية.

وفى تصريح لـ«روزاليوسف» يعلق مترجم الكتاب قائلا: فى الحقيقة عرض عليّ مشروع كلمة ترجمة الكتاب وتحمست له كثيرا فور الاطلاع عليه لأنه يناقش مفاهيم مهمة جدا فى تاريخ الطب تتعلق بدور الطبيب وحدود ممارسته للمهنة ودوره فى معالجة الجسد والنفس معا وربما تكوين رؤية عامة عن الكون بأكمله وهذا من خلال التعرض لآراء أساطين المهنة فى العصر القديم والعصور الوسطى وخاصة فى العالم الإسلامي، إذ يتعرض الكتاب لآراء حنين بن إسحاق وأبو بكر الرازى وابن سينا وموسى بن ميمون وذلك من خلال تفسيرهم لكتب جالينوس، الذى بنى أغلب رأيه على قراءته لمحاورة الطيماوس لأفلاطون.

الكتاب هو رسالة الدكتوراه لأيلين داس مؤلفة الكتاب ومن الواضح أنها بذلت فيه مجهودا عظيما للغاية، إذ عادت لكثير جدا من المراجع اليونانية واللاتينية والعربية التى احتشد بها الكتاب  وفى ظنى أنه يهم كل مهتم بالفلسفة وتاريخ العلم وكل طبيب كذلك لأنه يساعده فى إدراك دور الطبيب المنوط به بصورة أعرض وإدراك تطورات هذا الدور على مر العصور والجهد الذى بُذِل من أجل إثبات هذا الدور والتأكيد عليه.

أما عن ترجمة الكتاب فقد احتجت فى كثير من الأحيان إلى العودة إلى أصول بعض الكتب والمخطوطات خاصة تلك المكتوبة بالعربية من أجل ضبط كثير من الاصطلاحات القديمة، فنحن نعرف أن لكل زمان اصطلاحته حتى فيما يخص العلوم وما يدعو للعجب أننى عندما قصرت البحث عن تلك المصادر فى اللغة العربية لم أكن أصل لشيء أو أصل  لمخطوطات غير  محققة ولكننى عندما بحثت فى مصادر إنجليزية فوجئت بالمخطوطات محققة ومنسقة وبها النص العربى إلى جوار الترجمة الإنجليزية.

يذكر أن مترجم كتاب «جالينوس والتلقى العربى لطيماوس أفلاطون» أحمد سمير سعد، مدرس التخدير والرعاية المركزة بكلية طب جامعة القاهرة، وهو مهتم بتبسيط العلوم والثقافة العلمية، وله عدد من الإصدارات فى هذا الصدد، منها: «لعب مع الكون» و«التطور.. الإيثار.. الحمض النووي.. حكايات لا تُروى كاملة»، وترجم عدداً من الكتب العلمية لـ«إدنجتون» و«شرودنجر» و«برتراند راسل» و«روبرت جيلمور» وغيرهم.

وصدر له عدد من الروايات والمجموعات القصصية، منها: رواية «شواش»، ومجموعة «طرح الخيال»، كما يهتم بالكتابة للطفل والناشئة، وصدر له فى هذا المجال: مجموعة «ممالك ملونة» ورواية «خادم المصباح السحري».