تحذيرات دولية من كارثة بيئية جراء انهيار سد نوفا كاخوفكا
تستمر العملية العسكرية الروسية فى أوكرانيا، بمزيد من التصعيد، وفى آخر التطورات الميدانية، اتهمت روسيا أوكرانيا بتفجير خط أنابيب تولياتى - أوديسا لنقل الأمونيا، وهو أطول خط أنابيب فى العالم، مستنكرة «العمل الإرهابي» الذى أدى إلى إصابة العديد من المدنيين.
وقالت وزارة الدفاع الروسية فى بيان، إن «مجموعة تخريبية أوكرانية فجرت خط أنابيب تولياتى - أوديسا لنقل الأمونيا» الذى يبلغ طوله حوالى 2400 كيلومتر، ويربط مدينة تولياتى الروسية على ضفاف نهر الفولجا بالمدينة الأوكرانية الواقعة على البحر الأسود.
وأضافت أن هذا «العمل الإرهابي» وقع مساء الاثنين قرب قرية ماسيوتوفكا الصغيرة فى منطقة خاركيف (شمال شرق) التى استعاد الجيش الأوكرانى السيطرة عليها كليا تقريبا من القوات الروسية فى خريف عام 2022. وتابعت الوزارة «أصيب عدة مدنيين، وحصلوا على كل المساعدة الطبية اللازمة». وكان الخط ينقل أكثر من 2.5 مليون طن من الأمونيا، المكون الرئيسى للأسمدة، خاصة إلى الاتحاد الأوروبي. وتم تعليق استعمال خط الأنابيب مع بدء الهجوم الروسى على أوكرانيا فى فبراير 2022.
وتطالب روسيا بإعادة تشغيل الخط فى إطار المفاوضات التى ترعاها الأمم المتحدة بشأن اتفاقية الحبوب التى سمحت بتصدير ملايين الأطنان من الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود.
وبالتزامن مع ذلك، نقلت وكالة «تاس» الروسية للأنباء عن رئيس بلدية نوفا كاخوفكا المعين من جانب موسكو القول إن 7 أشخاص على الأقل فُقدوا بعدما غمرت مياه من سد نوفا كاخوفكا الذى تعرض للتدمير مناطق مجاورة. وذكرت أن المياه غمرت نحو 2700 منزل بعد تدمير محطة كاخوفكا للطاقة الكهرومائية وإجلاء ما يقرب من 1300 شخص. وقالت الإدارة العسكرية لخيرسون إن المياه غمرت أكثر من 1800 منزل على الضفة اليمنى من نهر دنيبرو، وأن شدة الفيضانات فى كاخوفكا آخذة فى التناقص لكنها خارج السيطرة.
هذا، وتتواصل عمليات الإجلاء المكثفة للسكان فى جنوب أوكرانيا بعد تدمير سد كاخوفكا جزئيا الذى تسبب بفيضانات غمرت عددا من البلدات الصغيرة على طول نهر دنيبر، بينما استمر تبادل الاتهامات بين موسكو وكييف بتفجيره.
وقبل الاجتماع الطارئ الذى عقد بطلب من أوكرانيا، رأى الأمين العام للأمم المتحدة أنتونيو جوتيريش أن تدمير السد جزئيا هو «نتيجة مدمرة جديدة للغزو الروسى لأوكرانيا».
وقال للصحفيين إن «الأمم المتحدة لم تحصل على معلومات مستقلة حول الظروف التى أدت إلى تدمير محطة توليد الطاقة الكهرومائية لسد كاخوفكا، لكن هناك أمرا واحدا واضحا: هذه نتيجة مدمرة أخرى للغزو الروسى لأوكرانيا».
وأضاف أن «تلك المأساة هى مثال جديد على الثمن الباهظ للحرب على السكان». وكان الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى اتهم روسيا بـ «تفجير قنبلة» فى السد.
وأثار تدمير السد مخاوف جديدة بشأن محطة الطاقة النووية فى زابوريجيا الواقعة على بعد 150 كيلومترًا ويتم تبريها بالمياه التى يحبسها السد. لكن الوكالة الدولية للطاقة الذرية أكدت أنه لا يوجد «خطر نووى مباشر».
ويقع السد والمحطة النووية فى منطقة احتلها الروس بعد الغزو الذى بدأ فى 24 فبراير 2022. وفر أكثر من 1400 شخص من منازلهم وهدد إمدادات المياه الحيوية حيث غمرت الفيضانات البلدات والمدن والأراضى الزراعية.
ووسط تحذيرات من خطر الإصابة بالتسمم الغذائي، منعت السلطات الصحية الأوكرانية سكان المناطق التى غمرتها الفيضانات فى مناطق ميكولايف وخيرسون وزابوروجيا من صيد الأسماك وبيعها وأكلها. وحذرت وزارة الصحة الأوكرانية أيضًا من أنه فى الأيام الثلاثة إلى الخمسة المقبلة، ستلاحظ طاعونا من الأسماك فى المناطق التى غمرتها الفيضانات فى جنوب أوكرانيا بسبب الانخفاض السريع فى مستوى المياه.
كما نصحت الوزارة بعدم شرب أو استخدام مياه الأنهار والآبار، كما يجب غلى الماء حتى لغسل الفواكه والخضروات، تجنبًا لحدوث التسمم الغذائى.






