«نهاية الوحدة» رواية ألمانية تحاول اكتشاف الذات والتعايش معها

صدر حديثا عن دار العربى للنشر رواية «نهاية الوحدة» للكاتب الألمانى بينديكت ويلز وترجمة أحمد صلاح.
تحكى الرواية عن ثلاثة إخوة تفترق بهم الطرق فى مرحلة الطفولة بعد وفاة والديهم المفاجئ. تتحطم حياتهم فيذهب كل منهم فى طريق دون أن يفقدوا الأمل فى اللقاء مرة أخرى. تسير بهم الحياة فى مسارات مختلفة لمدة خمسة عشر عامًا يجمعهم فيها البقاء على ذكرياتهم، والكفاح من أجل استعادة الأسرة مرة أخرى. مع تدخلات القدر ومحاولاتهم لإيجاد معنى العائلة.
لكن «چول» هو الراوى، هو من يحكى لنا ما يراه ويشعر به، فنرى موت والديه، وتفرق إخوته ووحدته دون أصدقاء، ثم وقوعه فى حب الفتاة الجديدة فى المدرسة، من خلال عينيه ورأيه الشخصي. وهو أيضًا مصوِّر، وكأنه باتخاذه التصوير هواية ثم مهنة، يحاول أن يلتقط اللحظات الهامة فى حياته لكى تبقى إلى الأبد، لكن الحياة ليست هينة ولا تعطيه فرصة لكى يتنفس. وعندما فعلت، قابل الفتاة التى أحبها فى المدرسة مرة أخرى، وتذكر وعدهما بأنها ستتزوجه عندما يكبران لسن معينة دون أن يتزوج أحدهما، لكنها تفاجئه بأنها تزوجت بالفعل، من مؤلف مشهور يكبرها كثيرًا.
رواية ملحمية عن الحياة والعائلة والصداقة والحب، ومحاولة اكتشاف الذات والتعايش معها.
ومن نسيج الرواية:
«لهجته بالكاد سويسرية كان رومانوف شخصا طويلا ونحيفا وبه شيء مميز وشعره رمادى مموج ولا يزال أنيقا. ارتدى فى ذلك المساء بدلة وقميصا، تاركا الازرار العلوية مفتوحا . بدا وجهه مقسما كما لو كان محفورا، وكانت تعبيرات وجهه ماكرة، كما تبدو عليه ملامح رجولة من الطراز القديم، لا تجعلك تتصور انه تجنب الدخول فى شجار من قبل أو أنه لا يعرف كيفية اصلاح ماسورة الصرف التى تسرب المياه.
لم تطلق «ألفا» على وجها «ألكساندر» بل «ساشا» اسم التدليل الرسى. أثناء قيادتها السيارة الى الشاليه شرح رومانوف لى المنطقة، كنت منبهرا لسماعى صوت هذا الرجل الرنان والذى أعرف كثيرا من الافكار الحميمة التى كتبها. حقق «رومانوف5» نحاحا مبهرا فى أوائل العشرينيات من عمره، شخص أنيق مثقف ترجمت رواياته وقصصه القصيرة الى ثلاثين لغة، لكن بعدها اندثرت شهرته ولم تكن موجودة الا على الانترنت، الذى وجدت عليه تقارير حول زواجه الاول، فضلا عن عدة صور بالابيض والاسود، يظهر فى بعضها مع فنانين مشهورين كم عصره، ويقف فى بعضها الاخر أمام نادى وهو يدخن.
يذكر أن الكاتب بينديكت ويلز ولد فى ميونيخ 1984 وبعد تخرجه من المدرسة الثانوية عام 2003 انتقل الى برلين حيث قرر عدم اكمال دراسته وكرس نسه للكتابة.
عمل فى بعض الوظائف المختلفة بدوام جزئى وصدر اول عمل ادبى له عام 2008 وهى رواية الصيف الاخير لبيك» والتى حققت نجاحا كبيرا. أما روايته نهاية الوحدة فهى روايته الرابعة ونشرت عام 2016 وظلت على قائمة الاكثر مبيعا لأكثر من ثمانين أسبوعا وتم التصويت لها باعتبارها الكتاب المفضل للمكتبات المستقلة فى المانيا عام 2-16 ومنحت جائزة الاتحاد الاوروبى وترجمت الى 37 لغة.