الأربعاء 4 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
منشورات تعبث بالعقول

منشورات تعبث بالعقول

أصبح العبث بالعقول سهلًا ويسيرًا وتستطيع أن تؤثر فى الشخص الذى يتابعك على صفحتك بكل سهولة ويسر خاصة إذا كان من أنصاف المتعلمين أو المثقفين وأحيانا من المثقفين أنفسهم الذين يجرون وراء تصديق السوشيال ميديا وترديد ما يقرأونه وتصديقه واعتباره حقيقة مؤكدة.



حتى أصبحت السوشيال ميديا ذات قدرة كبيرة فى التأثير والعبث بعقول المجتمعات وقدرتها على التأثير المباشر فى الآراء الفردية وخلق توجه عام فى كل المجالات.

فقد أثبت الوقت أن لتلك المنصات قدرة سحرية كبيرة فى السيطرة على الجموع ضمن تشجيع نادى الوداد أمام النادى الأهلى لكسر الانتماء وحتى مسح البسمة من على وجوه المصريين وقت الفرحة والتقليل من إنجاز النادى الأهلى ومن حصوله على البطولة الإفريقية التى استعصت على أندية كثيرة مصرية.

لكن اللجان الإلكترونية موجودة ومتحركة ولا تقف عند حد معين بل استطاعت أن تحاول بكل الطرق تشويه هذا الانتصار وادعاء أن الحكم كان متساهلًا خاصة مع لقطة حسين الشحات وغيرها من اللقطات حتى التشكيك فى هدف التعادل الذى سجله لاعب الأهلى محمد عبدالمنعم بأنه ليس هذا بشغل بشر إشارة إلى السحر والدجل والشعوذة وغيرها من الواقع فى المجالات السياسية والفنية والاجتماعية فاللجان الإلكترونية جاهزة لتشويه أى شخصية أو أى إنجاز وتستطيع أيضًا أن تجعل من شخص تافه لا قيمة له بأنه بطل عظيم.

لكن الأغرب من ذلك أن هناك من يصدق ولا يقف تصديقه عند قراءة المنشور أو الصفحة بل الأمر يتعدى ذلك بأنه ينقل المنشور كما هو ويضعه على صفحته ويردد ما فيه على أنه أمر حقيقى وواقعى وأحيانًا يزيد الأمر حدة عندما ينسب المنشور لنفسه ويعتبره انفرادا له ثم نكتشف بعد ذلك أن كل ما فيه غير حقيقى وأنها معلومات مضللة.

ففى العام الماضى وأنا أتصفح الفيس بوك وجدت شخصا صديقا على صفحتى كتب خبرا اعتبره انفرادا له وهذا الشخص من قرية قريبة من قريتى وأنا لا  أعرفه جيدا فقط تعرفت عليه من خلال اسمه ،وجدته قد كتب انفراد وفاة أحد أهم المداحين المتواجدين على الساحة حاليا حتى أن الخبر أفزعنى لأن هذا الرجل صديق لى منذ الصغر فاتصلت به على الفور لأطمئن من صدق الخبر فوجدته يرد عليا وهو لا يعلم أى شىء عن الخبر المنشور عن وفاته فلم أذكر له أى شيء وقلت له أنا أتصل بك للسؤال عنك والاطمئنان عليك وأغلقت التليفون وبحثت عن تليفون صاحب المنشور واتصلت به حتى أصحح له المعلومة لكن كانت المفاجأة بأنه عامل فى مقهى لا يحمل أى مؤهل وقد أقسم لى بأنه صاحب انفرادات عظيمة وأن الخبر المنشور عن وفاة شيخ المداحين صحيح مائة فى المائة وأنه نقله من إحدي الصفحات من على الفيس بوك فنهرته بشدة وحذرته من عواقب ذلك وعندما أعطانى الصفحة التى نقل منها الخبر وجدته مقالا لشخص مجهول أيضا يتساءل فيه عن ماذا سوف يحدث فى المدح النبوى إذا مات هذا المداح العظيم ويطالب بجمع سيرته ومذكراته الخاصة قبل أن تنتهى به الحياة ويكون فى طى النسيان.

هذه الواقعة وغيرها من الوقائع الكثيرة منها المقصود بها تغيير المفاهيم ونشر البلبلة والعبث بالعقول ومنها ما يتم بجهل صاحبها بحثا عن الشهرة أو بحثا عن الترند وهو أخطر أيضا ممن يخططون لذلك وعلينا التحقق مما تقوم به اللجان الإلكترونية التى هدفها بث الأفكار السامة والعبث بالعقول وهدم القيم ونشر ما هو مناف للآداب والعبث بالعقائد وهز الثقة والاستقرار النفسى حتى يصبح الإنسان عرضة للاكتئاب. حفظ الله مصر وحفظ شعبها ورئيسها من كل سوء.