الأحد 11 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

وسط دعوات لحل سياسى بالسودان

مؤتمر المانحين فى جنيف يتعهد بـ1.5 مليار دولار كمساعدات إنسانية

 تتواصل مبادرات الدول العربية والغربية اتجاه السودان، سعياً لإيجاد حل سياسى للأزمة، مع تعهدات دولية بمساعدات قُدّرت بـ 1.5 مليار دولار لتجاوز تبعات الصراع فى السودان والمنطقة.



وتسعى المبادرات المعلنة إلى خفض مستوى التصعيد، وحث طرفى النزاع على الحوار، محذرة من انزلاق السودان وغرقه فى دمار غير مسبوق.

تأكيد سعودى

وفى السياق، جدد وزير الخارجية السعودى الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله، أمس الاول، حرص المملكة على الوقوف إلى جانب الشعب السوداني، ومواصلة سعيها لإيجاد حل سياسى للأزمة.

وقال خلال مشاركته عبر الفيديو فى مؤتمر المانحين للسودان رفيع المستوى فى جنيف إن «المملكة بالتعاون مع الولايات المتحدة نجحت فى التوصل إلى اتفاق طرفى الصراع على إعلان جدة، وما تلاه من هدن إنسانية متعددة، آخرها ما تم الإعلان عنه قبل يومين»، معرباً عن أمله فى أن تنجح هذه الجهود فى حماية المدنيين وإيصال المساعدات للمتضررين، بحسب وكالة الأنباء السعودية «واس».

وأكد وزير الخارجية، على أن المملكة حكومة وشعباً، وانطلاقاً من مبادئها فى دعم وإغاثة الأشقاء والأصدقاء، لم تدخر جهداً فى دعم الشعب السودانى الشقيق منذ بداية الأزمة، حيث أعلنت عن تقديم مساعدات إنسانية بقيمة 100 مليون دولار من خلال مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية ووفق آلياته، وتسيير جسر جوى وصل حتى هذا اليوم إلى 13 طائرة، وكذلك جسر بحرى وصل حتى الآن إلى باخرتين حملت على متنها المواد الغذائية والصحية والإيوائية وغيرها من الاحتياجات، إضافة إلى إطلاق حملة شعبية عبر منصة «ساهم» التابعة للمركز.

وأكد بن فرحان على «أهمية استعادة مجريات العمل الإنسانى وحماية المدنيين والعاملين فى مجال الإغاثة، وسلامة الممرات الإنسانية لوصول المساعدات الأساسية»، مطالباً فى هذا الشأن بتعزيز الجهود لحث الجميع على تقديم الدعم اللازم لرفع المعاناة عن الشعب السودانى.

تحذير أممى

ومن جهته، حذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش من أنّ السودان يغرق فى الموت والدمار بسرعة غير مسبوقة، وذلك فى مستهلّ مؤتمر تستضيفه جنيف لتنسيق إيصال المساعدات إلى هذا البلد حيث تتواصل الحرب من أكثر من شهرين.

وقال أمام المشاركين فى المؤتمر إنّ «حجم وسرعة غرق السودان فى الموت والدمار غير مسبوق. من دون دعم إضافى قوى يمكن أن يصبح السودان بسرعة مكاناً لانعدام القانون ولنشر عدم الأمان فى أنحاء المنطقة».

وأضاف أن «الوضع فى دارفور والخرطوم كارثى، القتال محتدم والناس يتعرضون لهجمات فى منازلهم وفى الشوارع، خلال أكثر من شهرين بقليل أُرغم مليونا شخص على ترك ديارهم بحثاً عن ملاذ فى مناطق أكثر أماناً فى السودان أو خارج الحدود، وعبَر ما يقرب من نصف مليون شخص الحدود إلى البلدان المجاورة».

وأوضح «قبل اندلاع هذا النزاع، كان السودان يعانى بالفعل من أزمة إنسانية. وتصاعد هذا الأمر الآن إلى كارثة أثّرت على أكثر من نصف سكان البلاد. ومن الضرورى منع الوضع من التدهور أكثر من ذلك». وأشار جوتيريش إلى أنّ السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة هو العودة إلى السلام وعودة الحكم المدنى عبر الانتقال إلى الديموقراطية.

كارثة إنسانية

وبدوره، أكد وزير الخارجية المصرى سامح شكري، أن مصر تقدر الجهود الدولية لدعم السودان، محذراً من أن الأزمة فى السودان تنذر بكارثة إنسانية.

وأوضح أن مصر حرصت منذ بداية الأزمة على استضافة السودانيين، وأن القاهرة استقبلت نحو ربع مليون سوداني، مشدداً على تأكيد مصر لأهمية الوقف الكامل لإطلاق النار فى السودان، وحث المجتمع الدولى على توفير المساعدات الإنسانية للسودان.

منح ومساعدات

وفى سياق المساعدات، قال منسق الشئون الإنسانية والإغاثة بالأمم المتحدة مارتن جريفيث إنه سيخصص 22 مليون دولار إضافية للاحتياجات الإنسانية ذات الأولوية فى السودان، فيما قالت وزيرة الدولة الألمانية للشئون الخارجية كاتيا كول، إن ألمانيا تعهدت بتقديم مساعدات إنسانية بقيمة 200 مليون يورو إلى السودان والمنطقة حتى 2024.

كما تعهدت الولايات المتحدة بتقديم مساعدات إضافية قدرها 171 مليون دولار لتلبية الاحتياجات الإنسانية فى السودان، حسبما قالت مديرة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية سامانثا باور.

وأعلنت دولة قطر كذلك تقديم 50 مليون دولار لتلبية الاحتياجات الإنسانية فى السودان. وقال منسق الشئون الإنسانية فى الأمم المتحدة مارتن جريفيث فى ختام مؤتمر دولى فى جنيف خصّص للأزمة السودانية: «أعلن مانحون قرابة 1.5 مليار دولار للاستجابة الإنسانية فى السودان والمنطقة».