رسائل «جوار السودان»!

كرة المسئولية ألقتها قمة «جوار السودان» إلى ملعب المجتمع الدولى الذى يتفرج على مأساة كبرى تتصاعد دون أن يلتفت إلى الصراعات بعينها على كوكب الأرض! 

هكذا كانت أولى رسائل القمة التى أكدت على وجود تغذية للصراع من أطراف خارجية.. وبينما انتقلت مساحة من الأزمة إلى دول الجوار ممثلة فى عدة ملايين من السودانيين ممن فروا بأرواحهم أطفالًا ونساء وشيوخًا ورجالًا تظل عين المجتمع الدولى عوراء لا ترى شيئًا..

مصر التى تريد الصراع ينتهى وبأسرع وقت تفترض أن ذلك لن يتم عقب القمة مباشرة أو بسببها.. وهو افتراض واقعى ومنطقى لكنها تريد إدارة عاقلة له لحين وقفه.. وبما يسمح بالحفاظ على مؤسسات «دولة» السودان التى هى ملك للجميع بما فيها الطرفين المتصارعين.. وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى كل السودانيين دون عرقلة تضاعف فداحة الخسائر! وهذا لن يتم بالمشاهدة أو بالتمنى إنما بخلق آلية للتعامل مع الأزمة تسمح بالتدخل مع أطرافها وكل المتصلين بها وهو ما أقرته القمة بالفعل!

هذا الدور الذى تلعبه مصر يضع فى الحسبان أبعاد المشكلة التى تتجاوز أطرافها بل تتخطى الآن طبعًا حدود السودان كله وبالتالى فهى أكثر واقعية من تدخلات أخرى بما فيها الاتحاد الإفريقى!

السياسة الخارجية المصرية على خط مستقيم.. لا تعرف العوج ولا المتاجرة بآلام الشعوب ولا الطمع فى ثرواتها ولا تبنى مصالحها على حسابها!