الجمعة 17 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
حكاية السينما فى مصر!

حكاية السينما فى مصر!

شىء مؤلم ومحزن أن ننسى أسماء كبيرة وقامات مهمة ومبدعة فى عالم الكتابة للسينما! سقط سهوا أو عمدا اسم الراحل الكبير «سعد الدين توفيق» صاحب كتاب «قصة السينما فى مصر: دراسة نقدية» والكتاب صدر فى سلسلة كتاب الهلال، وكان رئيس تحريرها الأستاذ «رجاء النقاش» ورئيس مجلس الإدارة الأستاذ «أحمد بهاء الدين».



الكتاب صدر فى عدد أغسطس سنة 1969- أى منذ 54 سنة - ولم يعد موجودا ولم يفكر أحد فى إعادة طبعه.

الكتاب ممتع ومبهر ومسلٍ وملىء بالمعلومات التى أقرأها لأول مرة، وتحت عنوان «مولد فن مصرى جديد» يقول:

عمر السينما المصرية الآن - يقصد سنة 1969 - يزيد على أربعين عاما، ففى 16 نوفمبر سنة 1927 عُرض أول فيلم مصرى طويل وهو فيلم «ليلى» الذى أنتجته وقامت ببطولته «عزيزة أمير».

وفى هذه السنوات الأربعين انتجت السينما المصرية حوالى «1500» - ألف وخمسمائة - فيلم طويل وعلى الرغم من أن سنة 1927 تعتبر بداية تأريخ السينما المصرية، إلا أن الحقيقة هى أن الفيلم المصرى لم يولد فى تلك السنة، وإنما ولد قبل ذلك بعشر سنوات تقريبا، ولكن كل ما سبق فيلم «ليلى» «من أفلام ليست فى الواقع سوى تجارب أو محاولات بدائية غير ناضجة، وهى أفلام قصيرة قام بإنتاجها مغامرون بعضهم أجانب، ولا نستطيع أن نعتبرها - من الناحية الفنية - أفلاما بمعنى الكلمة!

فلما جاء فيلم ليلى وكان فيلما طويلا وفيه قصة واشترك فيه عدد من نجوم المسرح المصرى أقبل الجمهور عليه، واندفع فنانون آخرون كثيرون نحو هذا الميدان.

وسارت عجلة السينما بعد هذا فى بلادنا وأصبحت سنة 1927 التى عُرض فيها فيلم «ليلى» هى النقطة التى يبدأ عندها تاريخ السينما المصرية!

ويتساءل الأستاذ «سعد الدين توفيق»: هل نستطيع أن نعتبر أنه فى سنة 1927 ولد فن مصرى جديد؟

وهل استطعنا بعد هذه السنوات الأربعين أن نقدم «الفيلم المصرى»؟ صحيح إننا سنجد بين الألف وخمسمائة فيلم التى قدمتها لنا صناعة السينما المصرية عشرات من التجارب الجيدة التى حقق بعضها مستوى فنيا طيبا، ولكن ليس معنى هذا أنه أصبح لدينا «طابع خاص» يتميز به الفيلم المصرى بحيث إنه إذا عرض هذا الفيلم فى أى بلد من بلاد العالم فإن المتفرج يحس بأنه يرى فيلما مصريا ويدرك على الفور «جنسية هذا الفيلم»!

فمثلا الفيلم اليابانى له طابع خاص، والفيلم الهندى له لون ينفرد به، والفيلم الإيطالى له نكهة يحس بها المتفرج  ويعرفها والفيلم الفرنسى يعطيك الإحساس بأنه «صنع فى باريس»!

ولكن الفيلم المصرى ليس كذلك، أن أبطاله يحملون أسماء مصرية.. ويرتدون الزى المصرى ويتكلمون بالعربية ومناظره التقطت فى بلادنا وقرانا وشوارعنا وبيوتنا ومع ذلك فإنه لا يحمل أسلوبا سينمائيا مصريا ولا ينفرد بطابع مصرى، كيف حدث ذلك؟!

الإجابة فى المقال القادم للأستاذ «سعد الدين توفيق»!