الأحد 11 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

من بورسعيد.. «التضامن الاجتماعى» تواصل حملتها للتوعية بقضايا الأسرة والتنمية

استمرارًا لجولات وزارة التضامن الاجتماعى فى قرى المحافظات المختلفة، فى إطار حملتها «علشان ولادكم احسبوها صح» للتوعية بقضايا الأسرة والتنمية، استضاف مركز شباب «أم خلف» برئاسة عصام إسماعيل رئيس مجلس إدارة مركز الشباب، التابع لقرية أم خلف بجنوب محافظة بورسعيد، مساء أمس الأول فاعلية لتوعية الأهالى بقضايا برنامج وعي، وعددها 12قضية تتمثل فى التمكين الاقتصادي، التعليم، صحة الأم والطفل، التربية الإيجابية، الاكتشاف المبكر للإعاقة، مكافحة المخدرات، الهجرة غير النظامية، الزيادة السكانية، ختان الإناث، زواج الأطفال، النظافة والصحة العامة، والمواطنة، وتخلل اللقاء الجماهيرى لأهالى القرية فقرات فنية تتضمن غناء وإلقاء شعر واستعراضات فنية لفرقة الفنون الشعبية بقصر ثقافة القرية.



 

الزواج العرفى يهدر  حقوق المرأة 

 

الدكتور محمد عبد السميع، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، قال إن زواج الفتيات قبل سن الـ 18 من أكثر المشاكل التى ترد لدار الفتوى، حيث يترتب عليه الكثير من المشكلات منها أن الزواج يتم عرفيًا لأن القانون يمنع زواج الفتيات قبل 18 عامًا ومن ثم لا يتم توثيق عقد الزواج.

وأوضح أن عدم القدرة على توثيق الزواج هو باب للكثير من المشاكل تبدأ فى حال إنجاب طفل لن يتم التمكن من تسجيله واستخراج شهادة ميلاد له، وفى حال وقوع طلاق فلا يوجد ما يثبت أن الفتاة القاصر متزوجة ومن ثم يهدر حقوقها.

وأكد أن زواج البنت قبل سن الـ 18 خطر على صحة المرأة، وسلامة البيوت لعدم اكتمال بنيانها صحيًا وجسديًا ونفسيًا، وعدم إكمالها تعليمها لن يساعدها فى تربية أجيال هم بناة المستقبل.

وأشار إلى أن الزواج العرفى أكثر من يُطالب به السيدات؛ لاعتقادهن الخاطئ أنهن يستطعن الخلاص منه بسهولة ولكن على النقيض فالزواج العرفى لن يساعد المرأة فى أن تأخذ حقوقها، لأن فى النهاية ورقة الزواج تكون عرفية وليست رسمية ولن يتمكن القضاء من مساعدتها للخلاص إذا طلبت الطلاق، مؤكدًا أن الزواج الرسمى وثيقة تحفظ حقوق المرأة وطفلها.

 

التعليم سلاح الأطفال فى المستقبل 

 

أوضح د.محمد عبد السميع أن عمالة الأطفال تعد إهدارًا لحقهم فى التعليم والسلامة الجسدية والنفسية، مؤكدًا ضرورة تمتع الطفل بحقه فى التعليم ونشأته ورعايته اجتماعيًا وصحيًا ونفسيًا، لافتًا إلى أن الطفل عندما يعمل يحدث ارتباك له فى عقله فيفرح بالفلوس التى يتقاضاها شهريًا أو يوميًا، ويهمل التعليم ولا يهتم بمدرسته.. وأوضح عبد السميع أن تعليم الفتاة هو سلاحها الذى يكون فى يدها، ولا يصح أن تتزوج إلا بعد أن تكون كبرت وفهمت واكتملت نفسيتها ومشاعرها حتى تتمكن من أن تحكم على الشخص الذى يتقدم لها للزواج، والذى يجب أن يكون حسن الدين والخلق، طائعًا لأسرته وعاقلًا لديه وظيفة ومهنة، كما أوضح أن العمالة المبكرة للأطفال حرام علينا، ويجب ألا يعمل الطفل إلا عندما يكبر ويقوى عوده ويشتد وبعدما ينهى التعليم الثانوى يمكن له أن يلتحق بالعمل لكن غير ذلك مرفوض.

 

تنظيم الأسرة والمباعدة بين الولادات:

 

أكد الدكتور مجدى حلمى أن وزارة التضامن قدمت توعية عديدة عن تنظيم الأسرة والمباعدة بين الولادات، وحلمنا فى الوزارة أننا نعلى درجة وكنا خائفين من رد الفعل، ونحلم أن الأسرة المصرية تقتنع وتكتفى بطفلين وبعد أن وجدنا أن هناك أسرًا لديها أطفال كثيرة فى المقابل تفاءلنا أننا وجدنا أسرًا لديها طفلين فقط، ومن ثم نتمنى أن ترفع الأسر شعار «2 كفاية» ومن لديه أطفال كثيرة يتمسك أن ولاده يصلون لأعلى مراحل التعليم، كما يجب على الأمهات أن تبث نصائح لبنتها والاكتفاء بطفلين حتى يستطيع الأب توفير الطعام والتعليم والعيش بشكل أفضل.

كما ناشد سيدات القرية بضرورة متابعة الحمل فى المركز الصحى بالقرية، وأن تتم الولادة فى مركز صحى وأن يكون لطفلها شهادة ميلاد وألا يخرج من المدرسة.

 

الطفل مكانه المدرسة 

 

من جانبه قال الدكتور مجدى حلمى مستشار وزيرة التضامن الاجتماعى لبرنامج وعي: إنه حتى نحسبها صح من أجل ولادنا فمكانهم الوحيد والطبيعى هو المدرسة، ولا يجب إخراجهم من المدرسة ليعمل الولد ولتزويج الفتاة، فلا عقلها ولا نفسيتها ولا جسمها ناضج ولا تعرف فى سن صغيرة كيف تختار عريس للمستقبل، لافتًا إلى أن الأبناء لا يعرفون كيف يختارون مجال دراستهم فكيف تختار الفتاة زوجًا للمستقبل تعيش معه العمر كله وهى ما زالت طفلة.

 

فنون شعبية ومواهب فردية

 

على هامش الفاعلية، قدم أطفال قرية أم خلف بجنوب محافظة بورسعيد فقرات فنية مختلفة، إذ قدمت الطفلة سلمى عبده أغنية أحب اعرف الجميع، وقدم الطفل آسر وهبة قصيدة شعرية بعنوان الرسالة، كما قدمت الطفلة حور أحمد أغنية مشربتش من نيلها، وقدم الطفل محمد إبراهيم من ذوى الهمم أغنية أنا ابن مصر، كما قدمت فرقة الفنون الشعبية التابعة لقصر ثقافة أم خلف استعراضات فنية لعدد من الأولاد والبنات لعدد من الأغانى الوطنية رافعين الأعلام المصرية.

 

أضرار صحية  للزواج المبكر: 

 

أشار د. مجدى حلمى إلى أن الطفلة التى تتزوج قبل سن الـ 18تحدث لها مضاعفات حمل وولادة ونزيف وإجهاض من مرتين لخمس مرات، مقارنة بمن تتزوج بعد العشرين، والآن لا يسمح بتوثيق عقد الزواج قبل سن ١٨ عاما، ومن ثم يظل مجرد زواج عرفي. 

ولفت إلى أن وزارة التضامن الاجتماعى من خلال لف المحافظات المختلفة، لديها قصص وحكايات مرعبة لزواج الأطفال، فمكتب الصحة لا يقوم باستخراج شهادات ميلاد للأطفال المولودين إلا لو كانت هناك وثيقة زواج رسمية للأب والأم، وهنا من يلجأ لتسجيل أطفالهم على أنهم إخوة لهم، لعدم وجود وثيقة زواج رسمية، فالطفل يكون أمام القانون أخًا لأمه وأمام الله ابنها وتضيع حقوقه لعدم وجود أوراق رسمية تثبت ذلك.

وأشاد حلمى باهتمام قرية أم خلف بتعليم الأطفال، وناشد الأهالى بأن تجعل أولادها وبناتها فى المدرسة حتى المرحلة الثانوية حتى تكون لديهم شهادة وكذلك يكونون قد تخطوا سن الـ ١٨ سنة فتتلاشى الخطورة على الصحة وعلى توثيق عقد الزواج. 

 

مخاطر صحية  لعمالة الأطفال 

 

وأوضح د. حلمى أن هناك استعجالًا على أن يتعلم الطفل صنعة وهو صغير، فى حين لو ظل فى المدرسة ممكن أن يتعلم صنعة أفضل بشهادته وتكون عنده فرصة عمل جيدة، كما أن هناك مشاكل ومخاطر صحية لعمل الأطفال قبل سن الـ 18 ونزول سوق العمل، إذ يوجد كم رهيب من الأطفال يتعلمون الإدمان والتدخين من الصنايعية الكبار، فيجد الطفل أنه يمتلك مالًا ومحاطًا بشلة تدفعه للتعاطى والإدمان وتعلم سلوكيات سيئة.

وأشار إلى أن الأطفال الذين يعملون فى المحاجر يقومون بشم مواد كيماوية وصدرهم يتعرض للتجبس فى سن الـ ٣٥، وهذا يعنى أنه يمتلئ بتراب الأسمنت والحجارة، وأثبتت الدراسات أن هؤلاء يموتون فى سن الأربعين بسبب نزولهم للعمل فى مجال الصناعات وهم صغار، مشددًا على أنه إذا أرادت الأسرة أن يعمل ابنها فهى بذلك تظلمه مرتين، مرة عندما تم استغلاله للإنفاق على الأسرة، وأخرى عندما ترك تعليمه، مشيرًا إلى أن مديريات التضامن فى المحافظات تتيح فرصًا للأسر للتدريب والإقراض بجانب تعليم مهن للسيدات والرجال، كما أن هناك برامج توفر دعمًا نقديًا للأسرة حتى يظل ابنها فى التعليم.

 

علشان ولادكم احسبوها صح

 

يذكر أن وزارة التضامن الاجتماعى أطلقت حملة للتوعية بقضايا الأسرة والتنمية بعنوان «علشان ولادكم .. احسبوها صح»، وذلك فى إطار خطة الوزارة لرفع الوعى لدى الفئات الأولى بالرعاية بالعواقب والتداعيات الناجمة عن بعض الممارسات الخاطئة التى تؤثر فى أعمال التنمية التى تسعى الدولة لتحقيقها.

وتهدف الحملة إلى دعم الرأى العام المؤيد لقضايا التنمية الداعمة لحقوق الأسر الأولى بالرعاية من أجل حمايتهم من المظاهر الاجتماعية التى تجعل تلك الفئات أسيرة للفقر بأبعاده الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.

وتستمر الحملة لمدة شهرين، تعتمد فيها الوزارة على أدوات مختلفة للوصول للفئات الأولى بالرعاية، منها تنظيم حوارات مجتمعية وندوات ثقافية، تتضمن عروضًا فنية وحوارات مجتمعية، تنظمها نحو 15 ألف رائدة اجتماعية منتشرة فى كل أنحاء مصر، وعدد من الجمعيات الأهلية الشريكة للوزارة.

وستتم الاستعانة بالرائدات الاجتماعيات ومواد علمية وفيلمية مبسطة تشمل أهم الرسائل الخاصة بالتوعية، والتى ترد على تساؤلات الجمهور، كما ستتم الاستعانة برجال الدين الإسلامى والمسيحى خلال اللقاءات المنفذة على أرض الواقع، للرد على التساؤلات الدينية الدينية للأسر.. بالإضافة إلى دور وسائل الإعلام سواء الجماهيرى أو مواقع التواصل الاجتماعى أو اللقاءات الجماهيرية والفعاليات الثقافية.